خيم الهدوء الحذر، أمس، على مختلف محاور منطقة «خفض التصعيد», وسط أنباء عن مقتل 7 مسلحين من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي باستهداف مقر لهم جنوب إدلب من قبل طائرة من دون طيار «درون»، في حين أدمى الطيران الحربي السوري والروسي مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية.
وبيّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الهدوء الحذر ساد مختلف محاور التماس في قطاعي ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، حيث لم يسجل أي حدث لافت.
وعزا المصدر هذا الهدوء، إلى الضربات الجوية الموجعة التي سددها الطيران الحربي الروسي خلال الأيام القليلة الماضية، لتنظيم «النصرة» والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معه بسهل الغاب الشمالي الغربي وفي جبل الزاوية.
جاء ذلك، في حين تحدث موقع «الميادين نت» عن مقتل 7 مسلحين من تنظيم «النصرة» باستهداف طائرة من دون طيار «درون» مقراً للتنظيم في قرية الرويحة بريف إدلب الجنوب، من دون أن يحدد الموقع الجهة التي تتبع لها الطائرة.
في غضون ذلك نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر في قاعدة حميميم:
«أن المجموعات الإرهابية الموجودة بين ريفي اللاذقية وإدلب أطلقت قبل ظهر اليوم (الإثنين) طائرة مسيّرة مذخرة حاولت الاقتراب من القاعدة، إلا أن الدفاعات الجوية المسؤولة عن حمايتها سارعت إلى إسقاطها قبل وصولها حرم القاعدة»، وبيّن المصدر، أنه لم تسجل أي إصابات أو أضرار مادية جراء الحادث وأن قاعدة «حميميم» تواصل عملها بشكل طبيعي.
في الأثناء، كشفت مصادر معارضة مقربة من متزعمي ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير»، الممولة من النظام التركي في إدلب، لـ«الوطن» أن نظام أردوغان أعلن أخيراً على لسان بعض متزعمي ما يسمى «الجيش الوطني» نيته الانتشار في إدلب، وخصوصاً في ريفها الجنوبي بمحاذاة طريق«M4»، حيث تتمركز «النصرة» على خطوط التماس مع الجيش العربي السوري.
وأوضحت أن المبادرة التركية لا تستبعد دمج «النصرة» بـ«الجيش الوطني» لضرب عصافير عديدة بحجر واحدة، منها تذويب الفرع السوري لتنظيم القاعدة في الميليشيات التي تمولها وتدعي أنها «معتدلة»، للادعاء بأن النظام التركي ينفذ أحد بنود «اتفاق سوتشي» الموقّع مع روسيا منتصف أيلول ٢٠١٨ بفصل التنظيمات الإرهابية عن ميليشيات تركيا، وهو ما شددت عليه قمة سوتشي الأخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان، بالإضافة إلى ضمان استمرار انتشا ر «النصرة» وتلك الميليشيات بالقرب من الطريق الدولي، حيث يطمح النظام التركي بإدارة الطريق بعد أن فرض عليه التخلي عن طريق«M5» لمصلحة الحكومة السورية.
وشددت المصادر على أن المناورة التركية مجرد بالون اختبار موجه لموسكو لاكتشاف ردة فعلها ومدى قبولها بـ«حل وسط» بإقفال ملف فصل التنظيمات الإرهابية عن نظيرتها «المعتدلة»، ومن ثم الانتقال إلى إيجاد حلول بإقفال ملف «M4» بطريقة الالتواء والمواربة والخداع ذاتها، بدعوى تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الروسية التركية حول «خفض التصعيد»، ومنها «سوتشي» و«موسكو» الموقع في الخامس من آذار ٢٠٢٠.
وأضافت: من المستحيل أن ترضى روسيا بهذه الحلول، التي تستهدف ذر الرماد في العيون والتحايل على بنود الاتفاقيات الثنائية، لأن المطلوب طرد التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «النصرة» من المنطقة ووضع «M4» في الخدمة وتحت سيطرة الدولة السورية لأنها صاحبة الحق الوحيد في ذلك وعلى اعتبار الأمر سيادياً بالنسبة لها.
وفي البادية الشرقية، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي، شن غارات مكثفة على مواقع لتنظيم داعش هناك.
وقال: إن «الغارات طالت كهوفاً ومغراً للدواعش في مثلث حماة – حلب – الرقة، وتحديداً في قطاعات بمنطقتي البلعاس وأثريا ببادية حماة الشرقية، وفي الرصافة ببادية الرقة، وفي السخنة ما بين باديتي حمص ودير الزور »، مؤكداً أن الغارات حققت أهدافها بتدمير ما استهدفته.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)