وصلت إلى «الوطن» العشرات من شكاوى أهالي التلاميذ والطلاب في مختلف مدارس المحافظة مدينةً وريفاً ولاسيما مدارس التعليم الأساسي الحلقتين الأولى والثانية، عدم استلام أبنائهم عدة عناوين من الكتب المدرسية حتى اللحظة ومنها (كتب سلسلة اللغات والموسيقا والفنية) على الرغم من مضي نحو شهر من بدء العام الدراسي.
وأشار المشتكون إلى أنهم بحثوا في مختلف مستودعات الكتب المدرسية لتأمين الكتب الناقصة منها وشرائها بشكل مباشر إلا أن الجواب كان على الدوام «أن هذه العناوين لم تصل بعد من المستودعات المركزية في دمشق» ولم يعثروا عليها بالمحافظة على الإطلاق.
وأكد عدد آخر من المشتكين أن أبناءهم لم يستلموا حتى تاريخه بعض العناوين الأخرى من الكتب المدرسية كمادة العربي للصف السادس والرياضيات للصف السابع وغيرها، على الرغم من استلام المئات من الطلاب هذه الكتب في مدارس أخرى في المدينة والريف، إضافة إلى عدم استلامهم عناوين الكتب موضوع الشكوى الأولى.
بدورهم أكد عدد من مديري مدارس التعليم الأساسي الحلقتين الأولى والثانية بالمدينة والريف ممن تواصلت معهم «الوطن» أن عدداً من عناوين الكتب المدرسية في مختلف المراحل الصفية لم يتم استجرارها إلى مدارسهم حتى اليوم لعدم توافرها في المستودعات في المحافظة على الإطلاق، لافتين إلى أنه لا يمكن تدوير القديم منها وتوزيعها على الطلاب لكون الكتب جديدة ومطورة وستوزع لأول مرة.
وأشاروا إلى أن البعض من العناوين الأخرى تم استلام كميات غير كافية منها لجميع الطلاب وتم توزيع ما تم استلامه على الطلاب إلا أنه بسبب أن الكمية المستلمة غير كافية تم تدوير بعض تلك الكتب وتسليم الطلاب كتباً قديمة منها ريثما يتم استجرارها من المستودعات بعد ورودها من دمشق، مؤكدين أن بعض عناوين تلك الكتب ضروري جداً للطلاب لكونها مناهج مطورة وتفاعلية ومن المفترض أن توزع على جميع الطلاب الموجودين وأن الكتب القديمة لا تفي بالغرض التعليمي.
من جانبه أكد مدير فرع حمص للمؤسسة العامة للطباعة سمير عباس لـ«الوطن» أنه بالفعل هناك نحو 8 عناوين مختلفة من الكتب المدرسية بينها كتب اللغات والموسيقا والفنية بمختلف المراحل الصفية لم تصل إلى مستودعات الفرع بحمص من المستودعات المركزية بدمشق حتى اللحظة، مبيناً أن هذه الكتب هي كتب مطورة بمناهج جديدة لا يوجد فيها مدّور.
وأشار إلى حدوث تأخير بعملية طباعة تلك العناوين من الكتب المدرسية نتيجة لإغلاق المطابع خلال العطلة التي أقرتها الحكومة بسبب جائحة كورونا وكانت حينها المطابع تعمل في ذروة طباعتها للكتب المدرسية لكون المناهج تحضر في الصيف قبل بداية العام الدراسي وهذا ما تسبب بالتأخير، إضافة إلى ارتفاع مستلزمات الطباعة من أحبار وأوراق نتيجة للحصار الاقتصادي الجائر على القطر، مؤكداً أن الفرع يسعى حالياً مع الإدارة العامة بدمشق إلى استجرار تلك الكتب تباعاً فور الانتهاء من طباعتها.
وبالنسبة لبعض العناوين الناقصة من الكتب أوضح «عباس» أن هذه العناوين من الكتب مطبوعة وموجودة في المستودعات المركزية بدمشق، إلا أنه لم يتم استكمال وصولها إلى مستودعات الفرع بالمحافظة وفق الحاجة المطلوبة، عازياً سبب ذلك لصعوبة تأمين مادة المحروقات لسيارات الشحن التي ستعمل على نقلها إلى المحافظة، مشيراً إلى أنه نتيجة لذلك تم الاتفاق والتعاون بين وزارة التربية والمديرية العامة للإسكان بالعمل على تأمين وسائط نقل لنقل الكتب من المستودعات المركزية إلى المحافظات.
وبيّن عباس أن نسبة استجرار الكتب المدرسية بلغت حتى تاريخه 90 بالمئة، وأن حاجة المحافظة منها تقدر بنحو 3.2 ملايين كتاب مدرسي، وصل منها نحو 2.9 مليون كتاب وما زال هناك نقص قرابة 300 ألف كتاب جميعها من الكتب التي لم تصل في الأساس أو التي لم يتم استكمال استجرارها.
من جانبها أكدت مصادر خاصة في دمشق لـ«الوطن» أن عدداً من الكتب المدرسية الجديدة والمطورة لم تصل معظم المحافظات السورية حتى تاريخه كعناوين سلسلة اللغة الانكليزية لبعض المراحل الصفية وخاصة الحلقة الأولى منها، وأن نسبة استجرار بعض الكتب الأخرى تختلف من محافظة إلى أخرى نتيجة للنقص الموجود في عدد الكتب المطبوعة وتخفيض نسبتها إلى 10 بالمئة.
وعزت المصادر أسباب النقص الحاصل في بعض الكتب وعدم توافر بعضها الآخر بشكل كامل للتأخير الذي حصل في إنجاز مناهج الكتب الجديدة في مديرية تطوير المناهج بوزارة التربية وعدم قدرة استيعاب المطابع في دمشق على إنجاز مشروع ضخم كهذا وطباعة حاجة المحافظات من هذه الكتب المدرسية خلال فترة قصيرة نسبياً وخاصة أن هذه الكتب كانت تطبع بالسابق في لبنان
(سيرياهوم نيوز-الوطن)