كتب رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
يبدو أن الهوّة بين الجهات المسؤولة في بلدنا وشبابنا تزداد اتساعاً يوماً بعد آخر، كما يبدو أن عدم قيام القائمين على هذه الجهات بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت لهذا الواقع الأليم، ومن ثم معالجتها جعل الهوّة تتسع أيضاً بين هؤلاء الشباب ووطنهم، بدليل أن الهاجس الأول عند الأغلبية الساحقة منهم بات السفر إلى إحدى الدول العربية أو الأجنبية، إما هرباً من الواقع المعيشي السيئ والظروف الحياتية القاسية، وإما بحثاً عن مصدر دخل ممتاز وإما لأسباب أخرى.
ما تقدم وغيره بخصوص شبابنا يتطلب من أحزابنا ومنظماتنا ونقاباتنا وهيئاتنا الرسمية والثقافية والأهلية وضع خطط إسعافية وأخرى استراتيجية لردم الهوة معهم وتشجيعهم على البقاء داخل الوطن عبر وسائل مختلفة،بعيدة عن اُسلوب المنع وتجاهل معاناتهم وطلباتهم ..الخ
وضمن إطار العلاقة التي يجب أن نوطدها مع شبابنا لابد أن نعمل للاقتراب منهم والاستماع إلى همومهم وتشجيعهم على البوح فيما يريدونه عبر منابر حوارية مفتوحة يأتي إليها الشباب وحدهم شيئاً فشيئاً -بعد أن يتأكدوا من إمكانية البوح وبجرأة من خلالها وبأن الجهات المعنية تحترم مايطرحون وتتعامل معه بإيجابية وتعمل على معالجته عبر إقامة نشاطات مختلفة تحاكي ميولهم وأفكارهم وتلبي هواياتهم وتستثمر طاقاتهم وتحقق مطالبهم وطموحاتهم قدر الإمكان شيئاً فشيئاً من حيث العمل وخدمة العلم والمستقبل و و و..الخ.
إن السلبية التي تحكم كلام وسلوك وثقافة الكثير الكثير من شبابنا لم تأتِ من فراغ، إنما حصلت بناء على معطيات ووقائع تراكمية تتحمل المسؤولية فيها أحزابنا وجهاتنا الرسمية والشعبية أكثر بكثير مما يتحمله الشباب، وإن استمرار هذه السلبية تنعكس سلباً على أسرنا ومجتمعنا وعلى حاضر ومستقبل وطننا، وبالتالي يجب أن نعمل بكل الجدية والحرص اليوم قبل الغد لمعالجتها وفق الخطط التي ذكرناها وتحويلها إلى حالة إيجابية تعود بالخير عليهم وعلى وطننا في المجالات كافة.
(سيرياهوم نيوز-الثورة6-10-2021)