نفت طهران مساء أمس، أخباراً كانت نسبت إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وتحدثت عن موافقة إيران على استئناف المحادثات النووية في فيينا الأسبوع المقبل، على حين أكد المتحدث باسم الهيئة الرئاسية بمجلس الشورى الإسلامي نظام الدين موسوي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترصد بدقة تحركات الأعداء وخاصة الكيان الصهيوني في المنطقة ولن تسمح للمساس بمصالحها.
وكانت وكالة «فارس» قد نقلت عن النائب علي رضا ميرسليمي قوله إن وزير الخارجية قال خلال الجلسة غير العلنية لمجلس الشورى أمس الأحد، إن إيران «ستمضي في المحادثات النووية بسياسة الخطوة مقابل الخطوة»، على أن تستأنف المحادثات النووية في فيينا «الأسبوع المقبل».
وفي وقت لاحقت ذكرت قناة «الميادين» في خبر عاجل لها توضيحاً نسبته للخارجية الإيرانية جاء فيه أن «لا مفاوضات مع مجموعة (4+1) الأسبوع المقبل في بروكسل»، وأن «ما سيحصل هو زيارة مساعد وزير الخارجية إلى بروكسل لاستكمال الحوار مع ممثل الاتحاد الأوربي».
وحسب «فارس» فإن النائب ميرسليمي نقل عن عبد اللهيان تأكيده أن على الأميركيين «إثبات حسن نياتهم وصدقيتهم والقيام بمبادرة جادة قبل المفاوضات»، مشيراً إلى أن إيران «تعتزم متابعة المفاوضات بشأن القضايا الحاصلة منذ خروج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي وليس القضايا الأخرى».
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن الحكومة «ستفصل مسار المفاوضات النووية عن مسار اقتصاد البلاد، ولن تجعل الاقتصاد رهناً بها أبداً»، موضحاً أن الحكومة الحالية «ستتابع الاقتصاد بمعزل عن القضايا المتعلقة بالمفاوضات».
أمّا بشأن كيفية التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفاد ميرسليمي بأن عبد اللهيان أعلن العمل «وفق قانون المبادرة الإستراتيجية لإلغاء الحظر وصون حقوق الشعب الإيراني المصدق عليه في مجلس الشورى الإسلامي، والذي يعتبر قابلاً للفهم للأطراف الأخرى، ويحمل رسائل خاصة».
وأعرب مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، في وقت سابق، عن أمل بلاده بأن تعود إيران «سريعاً» إلى طاولة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، وذلك بعد تصريحات صادرة من إيران تعبّر عن الاستعداد نفسه.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران تتطلع إلى استئناف المفاوضات النووية مع القوى العظمى قبل مطلع تشرين الثاني القادم، بعد توقفها في حزيران الماضي.
وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام، في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه، وأجرى الأطراف المعنيون 6 جولات من المباحثات بين نيسان وحزيران الماضيين.
على خط مواز، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني أن «الدول الأوروبية لم تتخذ أي خطوة مؤثرة وعملية بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران».
وحسب وكالة «إرنا» أشار باقري خلال استقباله الأمين العام لوزارة الخارجية النمساوية بيتر لاونسكي الذي يزور طهران للمشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات السياسية بين البلدين إلى الماضي العريق للعلاقات بين البلدين، مؤكداً أنها رصيد قيم.
وحول قضايا المنطقة، لفت إلى التطورات في اليمن وأفغانستان وإلى الجهود الإيرانية للمساعدة بخفض المشاكل فيهما، وقال: «الشعب اليمني يتعرض منذ 5 سنوات لأشد الهجمات العسكرية وإنه المتوقع من الدول الأوروبية المبادرة من الناحية الإنسانية لوقف هذه المآسي».
وحول الملف النووي الإيراني، قال: «أوروبا رغم أنها لم تخرج من الاتفاق النووي بعد خروج الولايات المتحدة الأميركية منه، إلا أنها لم تتخذ أي خطوة مؤثرة وعملية في إطار التزاماتها».
ومن جانب آخر أكد المتحدث باسم الهيئة الرئاسية بمجلس الشورى الإسلامي بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترصد بدقة تحركات الأعداء وخاصة الكيان الصهيوني في المنطقة ولن تسمح للمساس بمصالحها.
وحسب ما نقلت عنه وكالة «فارس» قال موسوي في تصريح صحفي أمس: لقد شهدنا في العراق انتخابات برلمانية ومن الطبيعي أن الحكومة القادمة ستشكل على أساسها، وفي أفغانستان شهدنا تغييرات في السلطة وعلى المستوى العام في المنطقة كانت هنالك تحركات لأميركا والكيان الصهيوني على أساس مخططاتهما الإستراتيجية، ومن جانب آخر كانت هنالك سلسلة تغييرات في المنطقة الواقعة شمال غرب البلاد (القوقاز) والتي تحولت إلى نوع من التهديد لحدود إيران.
وأضاف موسوي: في كل هذه الحالات كانت هنالك أسئلة للنواب طرحوها على وزير الخارجية أمير عبد اللهيان الذي قدم حولها إيضاحات مسهبة، مؤكداً أنه ستتم متابعة إجراءات بالتنسيق مع الحكومة وسائر أجهزة الدولة لضمان المصالح الوطنية للبلاد، مشيراً إلى أن «ما يحظى بالأهمية هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما فيها الجهاز الدبلوماسي ترصد بدقة وإحاطة كاملة قضايا المنطقة وتحركات الأعداء وخاصة الكيان الصهيوني، مواقفنا الدفاعية واضحة تماماً ولن نسمح بأن يلحق ضرر بمصالح البلاد».
وأكد موسوي أن نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه تطورات المنطقة هو إيجاد الأمن والاستقرار ومتابعة دبلوماسيتها بصورة فاعلة، وأضاف: إننا نعتقد أن شعوب وحكومات المنطقة هي التي ينبغي أن تنظم قضاياها ولا يحق للقوى الأجنبية التدخل في شؤونها.
سيرياهوم نيوز _ الوطن