محمود القيعي:
كالأشجار التي تموت واقفة، رحل الكاتب الصحفي المصري محمد منير بعد أن قال كلمته مدويةً: “الحياة من غير كرامة، يبقى الموت بديلها.. أنا حر وحريتي إن أنا أعمل اللي شايفه صح،واللي أنا شايفه صح عملته، عيب بقى.
لن أسمح لكم بمحاصرتي وخنقي، وأنا في العمر ده، اتقال لي كلام: انت رجل سنك كبير.
سنه كبير يا حبيب قلبي يعني اقترب من مقابلة ربنا، واللي اقترب من مقابلة ربنا ده، يبقى احساسه إيه؟
يا رب تحس
إحساسه ما ينفعش يعمل غلط، وما ينفعش يخاف”.
مُنير ( 65 عاما كان له من اسمه أوفى نصيب ) قالها بملء فيه أمام الجميع قبل أيام معدودات من رحيله اليوم: “أخاف الله ولا خوف عنده من عبيد الله!”.
هاشتاج محمد منير تصدر “تويتر” في يوم رحيله، وسارع الكثيرون من مختلف التيارات إلى نعيه.
في السطور التالية التفاصيل: الأديب الكبير رفقي بدوي عبر عن حزنه العميق لرحيل منير، فكتب قائلا: “لما ربنا يرضي عن عبده يختم حياته أحسن ختام.
وسيرته الطيبة تبقي علي كل لسان”.
وأضاف بدوي: “اللي عايز يعرف معني ،أنا معرفتوش بعمري اللي بلغته ، وبتجارب حياتي ،إلا النهارده ،اللي عايز يعرف معني فيه شيء لله سيجده محمد منير “.
الجدع!
الاقتصادي عبد الخالق فاروق علق على رحيل منير بقوله: “توفى محمد منير صديقى الذى عرفته منذ وجودنا فى جامعة القاهرة.. توفى محمد المخلص والجدع. . توفى محمد أو اغتيل بعد أن قبض عليه لعدة أيام فقط وكانوا يعرفون انه مريض ولن يتحمل الحبس يوما واحدا فى سجن أو حجز قسم شرطة بشع وابشع مما تتصورون. . محمد قتل بدم بارد والحقيقة من يحكم مصر يخطط لقتلنا جميعا بهذه الطريقة فما كنا نتحمله فى شبابنا ثلاثين عاما مضت لا نستطيع تحمله بعد مشاق السنين. . مات محمد وموته فى رقابهم جميعا من أعلى منصب إلى أدناه. . وداعا الشهيد محمد منير”.
البقاء لله
الكاتب الصحفي كارم يحيى علق على وفاة منير بقوله: “رحم الله الصديق الزميل الكاتب الصحفي المصري الاستاذ محمد منير..هددوه وسعوا لتشويه سمعته واعتقلوه واخفوه واحتجزوه لمجرد انه يمارس حقوقه في العمل بالمهنة والتعبير عن الرأي المحروم منه في مصر.. وبعد نحو اسبوعين اطلقوا سراحه فبدا “محظوظا” في زمن يمتد الاعتقال تحت مسمى الحبس الاحتياطي لاصحاب الرأي في مصر عاما تلو عام ويجري تدوير الضحايا في الحبس الظالم قضية تلو اخري باتهامات عبثية”.
وتابع يحيى: “بعد ثلاثة ايام من اطلاق سراحه هاتفته..طمأنني بانه يتحسن وان درجه حرارته وهو في منزله انخفضت مع اشتباه انتقال عدوى كورونا اليه وهو في مستشفي السجن.وقال ساخرا :” عارفين اني صاحب امراض اصلا فسابوني لاموت في ايديهم”.
فضحكت معه وانا ارد عليه :” لا اكيد خافوا منك ..علشان تخين وفُتوّه “.. رحم الله محمد منير نقلوه الي المستشفي ليعالج من مضاعفات الكورونا العائدة بقوة بعدها بيوم.. لكنهم بالاصل لم يرحموا سنه واعتلال صحته..قتلوه.. وكان الله في عون كل معتقلي وسجناء الرأي في مصر وبينهم اكثر من 30 صحفية وصحفيا ..وفي عون كل الاهالي القلقين علي ابنائهم المحبوسين في ظل شواهد عن تزايد مخاطر كورونا عليهم..في عون كل المحبوسين والاهالي المحرومين من الزيارة منذ 10 مارس الماضي مع توظيف الوباء من اجل المزيد من القهر والظلم والاستبداد وانتهاك الحقوق والحريات.”.
رحمه الله
د.ليلى سويف الأستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة علقت على وفاة منير بقولها: “ربنا يرحمك يا محمد ويصبر أهلك ويصبرنا كلنا لازم كام واحد يموت علشان تعترفوا إن في سجون بقت بؤر كورونا؟”.
الألم
الكاتب الصحفي يحيى غانم قال إنه في ظل الظروف التي استشهد فيها الزميل العزيز محمد منير…لا اقل من ان يقيم مجلس نقابة الصحفيين يتقدمهم النقيب مجلس عزاء لإتاحة الفرصة لمحبيه ان يشاركونا ألمنا من ناحية ولاطلاق رسالة احتجاج واضحة لما تعرض له شهيد الصحافة من قهر وظلم.
وأردف غانم: “هذا ما اتمناه من زملائي اعضاء المجلس ونقيبنا الصحفي. اللهم ارحم عبدك منير وانزله منازل الشهداء “.
مع السلامة
الكاتب الصحفي أسامة الرحيمي كتب معلقا على رحيل منير: “رحم الله الزميل “محمد منير”.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ربنا يرحمه ويغفر له بقدر ما آذوه في سنواته وأيامه الأخيرة.. مع السلامة يا صديقي!”.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 13/7/2020