آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » الصحفي الأستاذ جورج قيصر

الصحفي الأستاذ جورج قيصر

غادرنا فجر أمس الزميل جورج قيصر الذي أسهم في تأسيس صحيفة «الوطن»، وشغل منصب مدير التحرير حتى عام ٢٠١٧ قبل أن يرضخ لضغوطات العائلة وينتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء أبنائه وبناته وأحفاده الذين لم يكن قد التقاهم بعد، وذلك بسبب الحرب التي عصفت بحبيبته سورية.

كان جورج قيصر صحفياً استثنائياً بشهادة كل من عمل معه، ورجلاً نبيلاً ذا أخلاق رفيعة، هادئاً جداً وعطوفاً، وقارئاً مميزاً للسياسة العربية والدولية، وكان من عشاق الصحافة الورقية التي بدأ العمل فيها من المطابع قبل أن يصبح أستاذاً بالمهنة بل مدرسة.

يقول الزميل وضاح عبدربه مؤسس «الوطن»، عندما التقيت بجورج قيصر مطلع عام ٢٠٠٦ وحدثته عن مشروع «الوطن» لم يكن ليصدق ما أقوله، وخلال العمل على تصاميم الصحيفة وألوانها وإخراجها وصولاً إلى إصدار البروفات الأولية والأعداد الأولى، كان حاضراً طوال الوقت، يراقب ويسأل إن كان هذا المشروع واقعياً فعلاً في دولة غابت عنها الصحافة الخاصة أربعين عاماً آنذاك. ومع ولادة «الوطن» كان الزميل جورج الأكثر فرحة بيننا، حيث عدّها مولوده الأول، وحتى مغادرته كان أول من يصل إلى المكتب، وآخر من يغادر، لم يكن يكتفي بقراءة كل الأخبار، بل كل الكلمات وما بينها وما وراءها، وكان كل الزملاء في الصحيفة يتعلمون منه شغف المهنة وأخلاقها ومخاطرها، وأهم ما تعلمناه منه جميعاً كان ذاك التواضع الذي تميّز به جورج قيصر، حيث لم يغلق بابه يوماً، وكان يستقبل يومياً عشرات الزوار، ويستمع إلى مشكلاتهم، ويعمل على مساعدة الجميع راسماً تلك الابتسامة الخجولة التي لم تفارقه يوماً.

جورج قيصر من مواليد مدينة اللاذقية 29 آب عام 1940 متزوج من السيدة: مها المقدسي ولديه 3 أولاد داليا ولنا وإياد

درس في الجامعة اللبنانية كلية الحقوق والعلوم السياسية 1962- 1966

شغل عدة مناصب منها:

• عضو المجلس الوطني للإعلام.

• رئيس تحرير مجلة الشبيبة التابعة لاتحاد شبيبة الثورة منذ عام 1973 واستمر لعدة سنوات.

• رئيس تحرير جريدة المسيرة التابعة لاتحاد شبيبة الثورة منذ عام 1975 واستمر لعدة سنوات.

• في التسعينيات – نائب رئيس تحرير جريدة تشرين أيضاً ورئيس مطابع اتحاد شبيبة الثورة.

يعتبر جورج قيصر من نخبة مثقفي الجمهورية العربية السورية في تاريخها الحديث والمعاصر، برع في عمله الإعلامي والصحفي واشتهر ببلاغته الأدبية اللغوية، حيث كان مقصداً للعديد كمرجع لغوي وإعلامي.

شارك في عدة مؤتمرات عالمية، وكان يمثل سورية واتحاد شبيبة الثورة في مهرجانات الشبيبة والطلبة «كالمهرجان العالمي للطلبة والشبيبة في موسكو عام 1985 وغيره من المحافل الشبابية العربية والدولية»
جورج قيصر امثولة فكرية وإعلامية خالدة
وكتب ميشيل خياط تحت العنوان اعلاه مايلي:قرأت صباح الاثنين 18-10-2021 على صفحة السيدة لارا توما  المديرة الفنية في جريدة الوطن السورية أن الاستاذ جورج قيصر مدير تحرير جريدة الوطن للشؤون السياسية  _سابقا_ قد توفاه الله فجر هذا اليوم في الولايات المتحدة الأميركية .  رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناتهلقد أكرمه الوطن وصان  كبره في جريدة احتضنته في آخر أيام عطائه الإعلامي الثمين ويشاء القدر أن يكون اسمها( الوطن) ..ساهم مع مؤسسها  الاستاذ الكبير وضاح عبد ربه وكوكبة من العاملين فيها أن ،صاغ مأثرة صحفية بزت كبريات صحف الوطن العربي .حدث ذلك في أحلك الظروف السورية واصعبها ، إبان بدايات الحرب على سورية وخلال اقسى سنواتها الأولى.كنت سعيدا أن يحتفى به اينما التقينا في مناسبات عامة.عرفته في  قبو مطابع دار البعث  مواجه فندق أمية يدقق جريدة الشباب المسيرة في العام ١٩٧٥ ، اذ كانت جريدة المسيرة (٨صفحات) تطبع هناك ، وكان رئيس تحريرها ..صنع من تلك الجريدة الأسبوعية وسيلة إعلامية ملفتة وقوية الانتشار حتى غدت كيانا شبابيا  بحد ذاتها وأسس مؤسسة الشبيبة للنشر والتوزيع فكانت من اقوى دور النشر العامة وأكثرها رواجا .احتضن  عشرات المواهب الشابة في الاعلام والأدب والشعر وفتح أمامها دروبا سالكة إلى المجد وتميز كمدير بالبحث عن الكفاءات لا طردها والتخلص منها ..دافع عن سورية بمئات المقالات التي نشرت له في الصحف العربية .انسحب بصمت ودون وداع احتفالي يليق بقامة وطنية كبيرة مثله ، متقاعدا .يوم كتبت عن استشهاد البطلة ثناء المحيدلي في زاويتي الأسبوعية كلمة النادي في صفحتي نادي المسيرة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، قرأ المقالة أمام لفيف من الكتاب كانوا في مكتبه بصوت عال وبفخر واعتزازوقال: باستشهادها ولدت الأمة من جديد.وهذا ما حدث ، أنها الأمة التي اشتد عودها وحررت الجزء الكبير المحتل من جنوب لبنان من رجس الصهاينة..كان طيلة ثلاثة عقود العمود الفقري للعمل الشبيبي المثمر خيرا للوطن، وقائدا اعلاميا فذا طيلة حياته المهنيه..أنه قامة إعلامية وفكرية كبيرة جدا لن تنسى ابدا وكنز لا مادي من كنوز سورية.ومن حق الأجيال القادمة أن تعرف من هو وان تقرأ تراثه الفكري فلقد كان أقرب إلى الفيلسوف منه إلى الكاتب السياسي رحمة الله عليه أمثاله يبقون في ذاكرة الوطن شعلة متوقدة تنير الدرب الصحيح إلى حياة سورية راقية حضارية متعافيةمن وساخات التعصب والتعسف والكراهية..جورج قيصر امثولة اكبر من الموت .نبراس  ينير دروب النجاح الإعلامي.(سيرياهوم نيوز-الوطن-صفحة الأستاذ ميشيل خياط18-10-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الدكتور سليم الحص 

      حيان سليم حيدر   أن أتكلّم عن سليم الحص، فهو شرف لي وهو طبيعي وإن كان ما سأقوله سيبقى جزءًا مقصِّرًا من ...