ترابطت المسارات والوضع الميداني في مناطق شرق الفرات مع الملفـات الإقليميــة والدولية بين الدول الفاعلة بالملف السوري، ودخل الجيش العربي السوري كلاعب مهم على خط الجهود الرامية إلى تغيير خطوط التماس بإجراء مناورات عسكرية إلى جانب قوات الجو الروسية بالذخيرة الحية، انتقلت أمس من خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من تل تمر شمال الحسكة إلى بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
وأفادت مصادر محلية في عين عيسى، التابعة لمنطقة تل أبيض، لـ«الوطن»، بأن المناورات العسكرية المشتركة السورية – الروسية حطت ولأول مرة رحالها أمس في ريف تل أبيض بمحاذاة خطوط المواجهة مع جيش الاحتلال التركي وميليشيات «الجيش الوطني» التابعة له، حيث حلقت المروحيات الروسية على علو منخفض في سماء المنطقة وسمعت أصوات الانفجارات الناجمة عن التدريبات العسكرية في تل أبيض، التي سيطر عليها النظام التركي مع رأس العين نهاية ٢٠١٩.
وبينت المصادر، أن حافلات تقل عشرات الجنود من الجيش العربي السوري وصلت اللواء ٩٣ في عين عيسى قادمة من مدينة الطبقة بريف الرقة بعد يوم واحد من تعزيزات مماثلة قدمت إلى تل تمر تحسباً لاندلاع معارك في المنطقتين لمواجهة جيش الاحتلال التركي وميليشياته.
على خط موازٍ، كشفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات «الجيش الوطني» لـ«الوطن» أن متزعمي الميليشيات تلقوا أمس أوامر من ضباط جيش الاحتلال التركي برفع الاستعداد والجهوزية إلى أعلى مستوى في رأس العين وتل أبيض استعداداً، فيما يبدو، لشن عملية عسكرية قد تنطلق في أي لحظة باتجاه تل تمر وعين عيسى، في حين ذكرت محطات فضائية داعمة للتنظيمات الإرهابية و«المعارضات» نقلاً عما سمتها «المعارضة السورية»، أن النظام التركي سيبدأ اليوم بشن عدوان جديد على شمال سورية وسيبدأ من تل أبيض وإعزاز بريف حلب، وذلك بعد يوم من لقاء رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة العشرين في روما.
وشن نشطاء كرد على صفحات «فيسبوك» هجوماً عنيفاً على موقع «نورث برس» التابع لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، بعد نشره خبراً تضمن تصريحاً حصل عليه من الناطق باسم ما سماه «الجيش الوطني» نفى فيه عزم النظام التركي شن عدوان على شمال سورية.
وكتب أحد النشطاء تعليقاً على خبر النفي: على شعبنا الاطمئنان من دون قلق، فموقع «نورث برس» التابع للإدارة الذاتية يبشرنا بأخذه تصريحاً من الناطق باسم «الجيش الوطني» ينفي فيه نيته القيام بعملية عسكرية جديدة شمال شرق سورية، وأضاف: «هل ثمة تفاهة وانحطاط أكثر من نعت جيش المرتزقة بالوطني من قبل منبر الإدارة الذاتية!»
خبراء عسكريون، أوضحوا في تصريحات لـ«الوطن»، أن إصرار قوات الجو الروسية على إجراء مناورات وتدريبات عسكرية جوية وبرية وبالذخيرة الحية مع الجيش العربي السوري ونقلها خلال ٢٤ ساعة من تل تمر إلى عين عيسى، وفي مثل هذا التوقيت، دليل على تمسكها بالمنطقتين الإستراتيجيتين الواقعتين على عقدة طرق في طريق «M4» واستبعدوا أن تتخلى موسكو، ووفق رؤية ومكاسب إستراتيجية، عن أي جزء من «M4».
وفي وقت سابق أمس اعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها بطائرة مسيرة على مناطق سكنية في منطقة بير عرب غرب تل أبيض بريف الرقة الشمالي، حسبما ذكرت مصادر محلية في تصريحات نقلتها وكالة «سانا».
وذكرت المصادر، أن الاعتداء أدى إلى وقوع أضرار مادية بمنازل عدة وفي الأراضي الزراعية.
وترافق ذلك، وفق المصادر، مع إدخال قوات الاحتلال التركي رتلاً جديداً مؤلفاً من عربات عسكرية وشاحنات نقل ثقيلة تحمل كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد اللوجستي إلى عدة مناطق تحتلها لتعزيز قواعدها ودعم التنظيمات الإرهابية التابعة لها في منطقة رأس العين المحتلة بريف الحسكة الشمالي.
وبينت المصادر، أن الرتل ضم أسلحة نوعية من بينها مدفعية ثقيلة ومضادات دروع وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة إضافة إلى ناقلات الجند المتطورة التي تدخل في تسليح حلف الناتو تم توزيعها وتفريغها في عدة مناطق في مدينة رأس العين وريفها الشمالي، حيث تنتشر قواعد الاحتلال التركي ومواقع التنظيمات الإرهابية التي تتبع له.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر محلية، حسب «سانا» أن رتلاً تابعاً لقوات الاحتلال الأميركي مؤلفاً من 40 آلية محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والمواد اللوجستية قادمة من العراق دخلت الأراضي السورية إلى مدينة القامشلي ومن ثم توجهت إلى قواعدها بريفي الحسكة ودير الزور.
في ظل هذه التطورات، قامت دوريات عسكرية مما تسمى قوات «الأسايش» التابعة لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية المدعومة من الاحتلال الأميركي بإبلاغ النازحين في ريف الرقة الشمالي للمرة الثانية على التوالي خلال شهر قراراً يطالبهم بإخلاء منازلهم، وفق مواقع إلكترونية معارضة.
وتحدث النازحون، أن «قسد» قامت بإبلاغ النازحين في كل من قرى خنيز وحزيمة وتل السمن شمال الرقة بإخلاء مساكنهم وقد منحوهم مهلة 72 ساعة للتوجه إلى مخيمات فرضتها «قسد» عليهم بالإجبار.
وذكر النازحون أن «قسد» تقوم بإجبارهم على إخلاء البيوت والإقامة التي وصفوها بالإجبارية والمهينة لهم في خيم لا تقي من حر الصيف الملتهب ولا برد الشتاء القارس من أجل تسجيل أسمائهم في سجلات المخيمات التي تتبع لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية من أجل تلقي الدعم من منظمات دولية والتي تعود وارداتها لـ«قسد».
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)