يصادف العاشر من كانون اول من كل عام اليوم العالمي لحقوق الانسان وبهذه المناسبة صدر عن مكتب الدكتور جورج جبور، رئيس الرابطة السورية للامم المتحدةبياناً باسم الرابطة جاء فيه:
.تتوجه الرابطة السورية للامم المتحدة بالتهنئة الى العالم، بمناسبة الذكرى الثالثة والثمانين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان في 10 كانون الاول 1948، وتخص بالتهنئة المعنيين المباشرين بتتبع آثار الاعلان، وبتنفيذ العهدين الملزمين المرتبطين به ، اي السادة الامين العام للامم المتحدة ،ورئيس مجلس حقوق الانسان ، والمفوضة السامية لحقوق الانسان ، والعاملين مع هؤلاء جميعا. لقد كانت خطوة جديرة بالتقدير تلك التي اتخذت في مثل هذا اليوم من عام 1948 ، واستكملت لاحقا في الستينات و السبعينات من القرن الماضي ، باقرار العهدين الملزمين، ودخولهما حيز النفاذ، ونعني بهما العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .وتود الرابطة ان تشير في هذا الشأن الى الوضع الخاص جدا للمادة الاولى الموحدة في العهدين ، والتي يجعلها واقع انها اولى وموحدة ، قمة شرعة حقوق الانسان، بل قمة القانون الدولي بتفرعاته كافة . المادة الاولى الموحدة في العهدين هي الناظم الاساس للسياسة الدولية كما ينبغي ان تكون، وبالالتزام الصادق بتنفيذها يضمن العالم سلمه وامنه. تنص هذه المادة في فقرتها الاولى على ان ” لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها….” ، وتنص في فقرتها الثانية على ان ” لجميع الشعوب…. التصرف الحر بثرواتها ومواردها الطبيعية …”. ليس بيان بمناسبة جليلة المكان الافضل للتوسع في الشرح. تكتفي الرابطة ان تشير بكل دقة الى امرين جليين كعين الشمس ، وان تضهما بوضوح كلي امام السادة الامين العام ورئيس مجلس حقوق الانسان والمفوضة السامية لحقوق الانسان: الأمر الأول: في تموز 1922 منع الشعب الفلسطيني من حق تقرير مصيره بنفسه في ظل عهد عصبة الامم . نحن منذ 1945 في ظل حق تقرير المصير . ألا نخطئ اذ نستمر في تطبيق عقود استرقاق بعد اتفاقات منع الاسترقاق؟ في تموز 2022 تطالعنا الذكرى المائة لتبني وثيقة كتبها من قالوا انهم صناع سلام ، فاذا بالوثيقة، في حقيقتها، اسطر قاتلة.
هي ما تزال ، وفي كل يوم، ومنذ مائة عام والى الان ، تتسبب في سفك الدماء ولا امل حقيقيا بحل . تدعوكم الرابطة السورية للامم المتحدة، والهيئات العاملة معها في هذا المضمار ، تدعوكم ايها السادة ، الى الافادة مما بين ايديكم من وسائل لكي تحترم المادة الاولى من ميثاق الامم المتحدة، ولكي تكون لكم ، مجتمعين ومنفردين، وقفة جادة موحدة جامعة في جنيف ، بمناسبة مائة عام على اقرار مجلس عصبة الامم وثيقة الانتداب على فلسطين . ذلكم واجبكم المهني اليومي قبل السياسي والانساني، وقد خاطبتكم رابطتنا بهذا الموقف . الامر الثاني: ” لجميع الشعوب …. التصرف الحر بثرواتها ومواردها…”. شاهد العالم كله رئيس دولة كبرى يصرح بانه اخذ النفط السوري ،وأنه باعه. ويشاهد العالم كله استمرار سرقة الموارد الطبيعية السورية ومنها النفط. هل يحتاج الامر الى اجتماع لمجلس الامن ،بحقوق نقضه ، حتى نعلن ان انتهاكاً قد حصل لحقوق الانسان وحقوق الشعوب؟ اليس من الواجب المهني العادي على الامين العام للامم المتحدة ، وعلى المفوضية السامية لحقوق الانسان ، أن تسمى باسمائها الاشياء، وان يقال بوضوح : ” ايتها الدولة، انت انتهكت و تنتهكين المادة الاولى الموحدة في العهدين!. ” أنت منتهكة لحقوق الانسان!”.
وكانت رابطتنا قد خاطبتكم ايضا بهذا الموقف ، الى جانب معظم هيئات المجتمع في دولة لها مادتها في الميثاق، هي المادة 78 .
وفِي اشارة الى حلف الفضول الذي أيده النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)اختتمت الرابطة بيانها بالقول:
أيها المهتمون المخلصون حقا لحقوق الانسان في كل مكان من العالم: تعاهد مجموعة من الفضلاء في القرن السادس الميلادي على الا تقوم للظلم قائمة . فلنكن في يوم حقوق الانسان ، بل وفي كل يوم، مجمعين على ما جمع تلك المجموعة : ألا نسمح بان تقوم للظلم قائمة.
(سيرياهوم نيوز9-12-2021)