محمود القيعي:
تصدر اجتماع السيسي مع مجلس الدفاع الوطني أمس عناوين صحف اليوم، وهو الاجتماع الذي ناقش التحديين الكبيرين: جنوبا وغربا.
وإلى تفاصيل صحف الاثنين: البداية من “الأهرام” التي كتبت في عنوانها الرئيسي: “مصر تؤكد استمرار العمل لحل المسائل العالقة في قضية سد النهضة”.
وأضافت الصحيفة “في اجتماع مجلس الدفاع الوطني برئاسة السيسي: وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا”.
“الأخبار” أبرزت الاجتماع في عنوانها الرئيسي بالبنط الأحمر وكتبت: “مصر تسعى لاتفاق شامل بشأن سد النهضة والحل السياسي في ليبيا”.
وكتبت ” المصري اليوم ” في عنوانها الرئيسي بالبنط الأحمر “مجلس الدفاع الوطني يناقش الأزمة الليبية”.
ما قبل المواجهة
ومن المانشيتات، الى المقالات، ومقال عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” “ما قبل المواجهة”، وجاء فيه: “مصر تحتاج إلى خطاب فيه قوة وردع بقوتها العسكرية دفاعا عن الأمن القومى المصرى والعربى، ولكنها تحتاج إلى أن تحقق اختراقات سياسية فى طرابلس والغرب الليبى الذى يعيش فيه حوالى ثلثى عدد سكان ليبيا وأغلبهم ليسوا إخوانا ولا متطرفين إنما كثير منهم يمثلون رموز النخب المالية والسياسية الليبية، وهو فى النهاية أمر ستحتاجه مصر بشده فى مرحلة «ما بعد المواجهة» وفى حال الدخول فى مسار سياسى”.
وتابع الشوبكي: “أما التحدى الإثيوبى فأدواته مختلفة وخطاب مواجهته مختلف، فكل صور التلويح بالقوة العسكرية تجاه تنظيمات التطرف والإرهاب وداعميهم فى ليبيا يجب أن يكون العكس بالنسبة لإثيوبيا، وهذا لا يعنى الاستمرار فى السياسة الناعمة التى تبنتها مصر منذ توقيعها على إعلان المبادئ فى 2015 وحتى شكواها فى مجلس الأمن، إنما أن تعزز سياساتها الخشنة وتمارس مزيدا من الضغوط السياسية والقانونية وتفند مزاعمها أمام العالم دون أن تطرق من قريب أو بعيد لأى كلام فيه تلويح بالقوة العسكرية (على خلاف ليبيا).
والحقيقة أن من يتصور أن مصر بحاجة إلى «خطاب عسكرى» فى مواجهة إثيوبيا يرتكب خطأ كبيرا فى حق بلده، فمصر فى حاجة إلى خطاب قوى وخشن محل الخطاب الناعم وتفاوض النوايا الحسنة الذى امتد لأكثر من اللازم”.
وخلص الشوبكي الى أن مصر إذا اضطرت لعملية عسكرية ضد أخطار السد فلن تكون بنفس شكل تدخلها فى ليبيا إنما ستكون جراحية وصامتة وبعد أن يتأكد العالم كله أن مصر ستتعرض لخطر وجودى حقيقى وبعد أن استنفدت كل أدوات الضغط السياسى والعالمى.
واختتم قائلا: “الخطر يأتى من بعض الإعلاميين أصحاب السوابق فى الإساءة للشعوب وترديد الكلام الفارغ والعنتريات التى تتصور أن الحروب نزهة، وأن الوطنية تقاس بهتافات البعض على الهواء.
أداء مصر قبل المواجهة هو طريقها للانتصار”.
هرولة إسرائيلية
ونبقى مع المقالات، ومقال محمد كمال في “المصري اليوم” “هرولة إسرائيلية”، وجاء فيه: “يعود الفضل إلى الوزير عمرو موسى فى إدخال مصطلح الهرولة إلى المفردات المتداولة للعلاقات العربية الإسرائيلية، حين طالب العرب عام 2005 (عندما كان أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية) بألّا يهرولوا لإقامة علاقات مع إسرائيل لمجرد أنها انسحبت من قطاع غزة، واعتبر أن التطبيع دون تنفيذ مبادرة السلام العربية يُعتبر مكافأة مجانية لإسرائيل. أحاديث الهرولة العربية لا تزال مستمرة، بل تصاعدت فى الآونة الأخيرة.”.
وتابع كمال: “اليوم أكتب عن هرولة من نوع مختلف، تقوم بها إسرائيل وليس العرب، وتستهدف بشكل أساسى ضم ما يقرب من 30% من أراضى الضفة الغربية استنادًا إلى ما يُعرف بـ«صفقة القرن». حكومة نتنياهو كانت تنوى إعلان الضم مع بداية هذا الشهر، وأجّلته بعض الشىء، ولكن لا يزال هدف نتنياهو هو الانتهاء منه سريعًا. البعض يفسر ذلك بأن نتنياهو يريد التغطية على التحقيقات المتهم فيها بالفساد. آخرون يرون أنه يسعى لأن يسجل له التاريخ مسألة الضم، فريق ثالث يربط الأمر بوجود قناعة إسرائيلية بأن ترامب لن يستمر فى البيت الأبيض، والأفضل الإسراع بالقرار قبل أن يغادره.”.
وخلص الى أننا لسنا بصدد ثورة فى السياسة الأمريكية، مشيرا الى أن هرولة إسرائيل للضم وعقد صفقات تطبيعية هى انعكاس لتحولات استراتيجية تتم بشكل تدريجى، وعلينا كعرب أن ندركها، ونتحلى بالحكمة والرَّوِيّة فى التعامل معها، وأن نؤمن بأن المستقبل للحق الفلسطينى.
سورة كورونا
ونبقى مع المقالات، ومقال ياسر عبد العزيز في الوطن “سورة كورونا” و”وضوء بالفودكا”!، وجاء فيه: “يوم الثلاثاء الماضى، وقعت مصادفةٌ لافتة، فبينما بدأت محكمة مغربية أولى جلسات محاكمة الممثل رفيق بوبكر، بتهمة «الإساءة للدين الإسلامى»، عبر فيديو بثه على أحد مواقع التواصل الاجتماعى، كانت المحكمة الابتدائية فى تونس العاصمة تصدر حكماً بالسجن والغرامة على مدونة شابة بتهمة «النيل من الشعائر الإسلامية»، عبر تدوينة بثتها على «فيس بوك” »
وفى تفاصيل ما جرى، أن الممثل المغربى المعروف كان بصحبة أصدقاء له فى سهرة خاصة خلال شهر مايو الفائت، حين ظهر «تحت تأثير الشراب»، وتحدث عن «الوضوء باستخدام الويسكى والفودكا»، وهو الحديث الذى تم بثه عبر أحد شركاء السهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، ليتلقى الممثل سيلاً من الانتقادات والاتهامات بالاعتداء على القيم الدينية والسخرية من الشعائر.”.
وتابع قائلا: “لقد سعى الممثل لاحقاً لاحتواء الأمر، وظهر فى فيديو معتذراً لمواطنيه، ومشدداً على «احترامه للشعائر الدينية»، لكن هذا الاعتذار لم يحُل دون مثوله للمحاكمة، التى يمكن أن تفضى إلى سجنه وتغريمه آلاف الدولارات
كان شهر مايو نفسه هو الشهر الذى تفجر فيه الجدل بصدد واقعة المدونة التونسية، التى تدعى آمنة الشرقى، وتبلغ من العمر 27 عاماً، وتصف نفسها بأنها «ملحدة» وناشطة فى مجال الدفاع عن حرية الرأى والتعبير”.
وأشار عبد العزيز الى أن ما فعلته آمنة الشرقى كان مختلفاً عما فعله رفيق بوبكر، فهى كانت قد نشرت على حسابها فى «فيس بوك» تدوينة تحوى نصاً تحت عنوان «سورة (كورونا)»، يقدم محاكاة ساخرة لآيات القرآن الكريم، وهو منشور يتحدث عن خطورة الفيروس، ويحدد وسائل مواجهته والوقاية منه، لكن فى نسق وشكل يماثل سور النص المقدس.
وأضاف: “وعلى عكس ما فعله بوبكر حين اعتذر وطلب العفو، فإن الشرقى لم تُظهر أى تراجع عما فعلته، معتبرة أن ما أقدمت عليه يتصل بحرية الرأى والتعبير، ولا يرتب عليها أى عقوبة، وأن ملاحقتها قضائياً تمثل اعتداء على حريتها وعلى الدستور التونسى، وهو الأمر الذى لاقى تأييداً من قِبل جماعات حقوقية ومنظمات مجتمع مدنى محلية عديدة ساندت المدونة ورفضت اتخاذ أى إجراء عدلى بحقها، والأهم من ذلك أن منظمات حقوقية دولية ندَّدت بمساءلتها، بل إن منظمة العفو الدولية اعتبرت أن توقيفها ومحاكمتها «وصمة عار.”.
وخلص الى أن تلك المصادمات تقع بانتظام فى عالمنا العربى، ولدينا فى مصر الكثير مما يمكن أن نسوقه ضمن هذه الوقائع، فمن إسلام البحيرى إلى فاطمة ناعوت إلى نصر حامد أبوزيد إلى فرج فودة إلى طه حسين ونجيب محفوظ”.
واختتم قائلا: “لا أحبذ بالطبع حجب أى رأى أو قمع أى تعبير، ولا أريد لعقوبة الحبس أن تكون جزاءً لكلام يكتب أو يقال، رغم أن هذا يحدث فى بلدان كثيرة من هذا العالم.لكننى أعرف جيداً، من جانب آخر، أن مقاربة «القيم الحيوية» لأى أمة يجب أن تكون من خلال جهد علمى وفنى خاص ومدروس، وأن تأتى فى شكل لائق ومتزن، وأن تنأى تماماً عن أى تحقير أو استخفاف، وأن تستهدف التنوير والمصلحة العامة، وليس الرواج والفرقعة وتحقيق المكاسب الوضيعة”.
رئيس وزراء اليمن
ومن المقالات، الى الحوارات، وحوار علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام مع رئيس الوزراء اليمني د. معين عبد الملك، وكان مما جاء فيه قوله: “الحوثيون غير جادين في السلام ومطالبهم تعمق أسباب الفوضى والحرب “.
وأضاف عبد الملك أن الحكومة اليمنية الشرعية متمسكة بالحل السياسي وفق المرجعيات الثلاث، مؤكدا أن أي محاولة للتجاوز ستطيل أمد الحرب.
ووصف الحديث حول قواعد تركية في اليمن غير مقبول ومجرد دعوات من أصوات مرتهنة بلا وزن.
وقال إن موقف إيران من اليمن جزء من مخطط توسعي يستهدف الدول والهوية العربية.
ياسمين رئيس
ونختم بالأخبار التي قالت إن حالة من الغضب والاستياء أثارها مسئولو خرائط جوجل عقب قيامهم بإخفاء اسم فلسطين من الخرائط، ما دفع عددا من الفنانين من بينهم ياسمين رئيس وكندة علوش الى نشر صور لدولة فلسطين من خرائط جوجل معربتين عن تضامنهما الشديد مع القضية.
ياسمين رئيس نشرت بحسابها على تويتر خريطة فلسطين الكاملة، وكتبت معلقة: حتى لا ننسى، هذه فلسطين !
وهو الأمر الذي استحسنه متابعوها وقدروها عليه.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 20/7/2020