هادي عمران
يرجع أساس القدود الحلبية إلى منشأ ديني إذ كانت تنشد في الموالد والأذكار والاحتفالات لتتحول فيما بعد إلى أغان تؤدى في الأفراح والمناسبات الاجتماعية بعد أن حافظت على لحنها الديني وركب عليه كلمات أخرى.
ارتباط جذور القدود بالجانب الديني يؤكدها كتاب جامع النفحات القدسية للشيخ الراحل محمد عربي القباني أحد أهم المراجع في الأناشيد والقصائد العرفانية والموشحات الأندلسية حيث جمع بين دفتيه أكثر 1700 موشح وقد لكبار المنشدين.
ويبين نجل مؤلف الكتاب المايسترو والوشاح صلاح قباني قائد فرقة الموسيقا العربية لإحياء التراث في حديث لـ سانا أن القدود لون غنائي عربي دخل بلادنا عن طريق الموشحات الأندلسية فالقد بمعناه هو “الموازي أو المساوي” والقد الغنائي يعتبر المساوي للأغنية أو الموشح من حيث الإيقاع الموسيقي والعروض.
ويشير إلى أن معظم الموشحات كانت تؤدى في الحضرات والمجالس الدينية مع موسيقيين أمثال عمر البطش وبكري الكردي حيث أخذ الحلبيون يتغنون بهذه الألحان المطبق عليها كلمات غير الكلمات الأساسية والتي أطلق عليها فيما بعد القدود الحلبية وقد ظهر منهم من أبدع في أدائها أمثال محمد خيري وصبري مدلل.
ويعرض قباني أسماء بعض ممن كتبوا القدود الدينية وجلهم من حمص وحلب منهم أبو الوفاء الرفاعي وهو شاعر متصوف وأحمد أبو سكيف وفاطمة النعسان المعروفة بأم محمد التلاوية ولها قدود وأناشيد انتشرت داخل سورية وخارجها والشيخ عبد الغني النابلسي إضافة إلى أمين الجندي وحسن حساني وعبد القادر الحمصي وعيسى البيانوني ومحمد الدرويش وآخرين.
وتضم قائمة من أدى ولحن القدود الدينية في سورية وفقا لقباني أسماء كبيرة من أبي خليل القباني وأحمد عقيل وأحمد الفقش وبهجت حسان وحسن الحفار وصباح فخري وعبد العال الجرشة وهو جد عازف الكمان الشهير عبود عبد العال وعبد القادر الحجار وعمر السرميني وكمال شحيبر ونهاد نجار.
ومن بين مئات القدود الدينية التي ضمها كتاب والده يورد قباني أسماء قدود باتت مشهورة ومعروفة في أيامنا منها “حب النبي المختار ديني” ويقابلها “آه يا حلو يا مسليني” و”حسبي ربي جل الله” ويقابله طالعة من بيت أبوها و”يا إمام الرسل يا سندي” ويقابلها تحت هودجها وعليك قلبي الله ويقابلها الأسمر اللون.
وفي الكتب أيضاً إشارة لاقتباس مطربين مصريين كبار من قدودنا حيث أخذ محمد عبد الوهاب قد حلو الطباع في أغنيته ليلة الوداع كما أخذ لحن أغنية افرح يا قلبي لك نصيب لأم كلثوم من قد صل يا رب على الحبيب.
وعن تجربته في إحياء تراث القدود يشير قباني إلى أنها بدأت مع تأسيس فرقة الدراويش الشامية لإحياء التراث والأناشيد الدينية من موشحات وقدود والبداية عام 2000 بتشجيع من قبل الموسيقار الراحل عدنان أبو الشامات حيث قدمت الفرقة بقيادة قباني أكثر من 500 عمل حازت على إعجاب مستمعيها.
ومن الأعمال الأخيرة التي قدمتها هذه الفرقة في إطار إحياء تراث القدود الدينية عمل برفقة فرقة أمية تم تسجيله للتلفزيون قدمت خلاله هذه القدود مع رقصة المولوية خلال افتتاح معرض الزهور.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا