| وسام حمود
الإثنين, 20-12-2021
غادر الشباب السوري إلى بلاد الغربة حاملين بين أضلعهم أحلاماً وأمنيات وبعضاً من ألم، اجتازوا المسافات الكبرى وحطوا رحالهم على طرقات غريبة، موحشة، وباردة.
رغم مرارة الفراق كان الإصرار على البناء هو الأمل الذي يبقيهم على قيد النفس.
براء حباب شاب من شباب كثر خاضوا غمار الرحلة إلى بلاد نيلز لكنه تجاوز كل حدود الإبداع ليكون أول شاب سوري يتربع على عرش الفيس بوك.
براء يمتلك قدرة وموهبة كبيرة في حل أصعب المسائل التي تتعلق بتكنولوجيا العصر، بمهارته استطاع تصيد الفيس بوك من خلال خطأ برمجي خوله الدخول على صفحات عامة وخاصة من دون كلمة السر أو الرقم السري أو الإيميل. لم يكتف براء بذلك بل اخترق أيضاً حساب المؤسس الثاني لفيس بوك كريس هيوز وكتب على حسابه الشخصي «لا توجد حماية 100 بالمئة، دائماً هناك ثغرة مفقودة».
ردة فعل القائمين على أمن الفيس بوك كان إغلاق حساب براء الشخصي لأنه بنظرهم انتهك معايير المجتمع.
قام براء بالرد عليهم مثبتاً صحة معلومته، وكان الرد من فيس بوك أنه تم التحقق من الثغرة ونتشرف بك بين مطوري دعم فيسبوك.
هذه الثغرة كانت حساسة جداً، لشركة فيسبوك، يقول «حباب»، مضيفاً إنها لو انتشرت بين المستخدمين فإنهم سيتركون فيسبوك ما يؤثر على أسهم الشركة، التي تواصلت معه لاحقاً، شكرته ورحبت به في فريق مطوري فيسبوك.
براء حالياً من مطوري دعم فيسبوك قسم اكتشاف الأخطاء البرمجية، ويشرح أنه يسعى إلى تطوير الموقع من خلال ابتكار أفكار تطور من التطبيق في المستقبل وخاصة فيما يتعلق بسهولة التعامل عليه وزيادة نسبة الأمان فيه وذلك من خلال عملي في قسم الأخطاء البرمجية، فنقوم بعمل معالجة نظامية لأي فكرة جديدة تطرح لتطوير التطبيق من ناحية نقاط القوة والضعف، وهذا يتطلب خبرة قوية في التعامل مع برمجيات المواقع والشركات العالمية ويؤكد أنه يسعى لإيصال فكرة الأمن المعلوماتي لجميع أنحاء الوطن العربي لبناء بنية أساسية من المعلومات كي لا نتعرض للخداع على منصات العالم الافتراضي.
يرى براء أن العالم مليء بالخداع عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهو دوماً يقدم الدعم والمساندة لكثير من الأشخاص الذين يطلبون مساعدته في حل مشكلة عبر صفحاتهم حتى لو لم يكن على معرفة بهم.
براء يوضح أن أكثر ما يميز تطبيق فيسبوك حقيقة هو الانتشار بين المستخدمين حول العالم، وهذا لابد أن يلفت انتباه المشاهير للوصول إلى أكبر قدر ممكن من متابعيهم، وإحداث ضجة أعلى.
أما عن مشروع الميتافيرس أوضح براء أنه نقلة نوعية وبصمة عالمية جديدة تنتقل بالمستخدمين من الواقع إلى العوالم الافتراضية ما يوفر ميزات عديدة للغاية، لكن لا يخلو من تأثيرات سلبية، أبرزها: التكيف مع الواقع الافتراضي وانعدام الشعور الحقيقي بالعالم على أرض الواقع، فهي ميزة كبيرة لكنها مخيفة في الوقت ذاته وخاصة أننا لا نستطيع حتى الآن تخيل كم الناس الذين سيقبلون.
تواصلت مع براء منصات إعلامية كبيرة على المستوى العربي والعالمي، لكنه لم يود الكشف عن هويته، واكتفى بالتوضيح لهم أنا «مهندس سوري» من دون أي تفاصيل أخرى، مؤكداً من خلال ذلك اهتمامه كان فقط التعمق في عالم البرمجة من دون أي محاولة للبحث عن الشهرة.
هكذا استطاع براء أن يثبت للعالم أن الشباب السوري المبدع قادرون على خلق التميز رغم كل الآلام والتحديات.
سيرياهوم نيوز-الوطن