آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » ليست مفاجئة ولا صادمة!!

ليست مفاجئة ولا صادمة!!


*علي عبود
وصف البعض أسعار بطاقات حفلات الأعياد بـ “الصادمة” لأن بعضها وصل في دمشق إلى 500 ألف ،ولم يقل في الحفلات للفنانين الأقل شهرة عن 50 ألف ليرة للشخص الواحد في محافظات أخرى.. ترى هل هذه الأسعار مفاجئة وصادمة فعلا؟
نؤكد بأن جميع الحفلات “الفاخرة” جدا أوالعادية ستكون “كومبليه” ، بل أن البعض قد يستخدم نفوذه أو معارفه للفوز بمائدة على الصف الأول ، أي قريبة جدا من المطرب ، لكن نسبة “الدفيعة” مقارنة بأعداد الطاولات على مستوى سورية لاتعكس واقع الحال الفعلي للمجتمع السوري الغارق بالفقر ،فمرتادي المنشآت السياحية بالكاد يشكلون نسبة 3 % من السوريين!
ونسأل مجددا :هل أسعار بطاقات حفلات الأعياد مفاجئة وصادمة؟!
وبسؤال أكثر دقة : هل أسعار المنشآت السياحية اليوم أغلى مما كانت عليه في العقود الماضية ، وتحديدا ماقبل عام 2011 ؟
ربما تناسى الكثيرون أن فاتورة مطعم من مستوى أربعة نجوم لخمسة أشخاص لم تكن تتجاوز الـ خمسة آلاف ليرة أي كانت أقل من نصف دخل أي شخص منتسب إلى الطبقة الوسطى!
ومع أن المبلغ آنذاك لم يكن قليلا مقارنة بالدخل ، فقد كان بإمكان نسبة كبيرة من العاملين بأجر ارتياد المطاعم مرة واحدة على الأقل في الشهر ، في حين لم يعد بإمكان أي عامل بأجر اليوم دخول أي مطعم من الدرجة العشرين!
لاحظوا إن مبلغ الـ 5 ألاف ليرة كان يعادل أكثر من 106 دولارات حتى عام 2011 أي مايوازي حاليا مبلغ 371 ألف ليرة ، ولا يوجد أي عامل بأجر يتقاضى اليوم دخلا يعادل ربع الدخل الذي كان يتقاضاه قبل عشر سنوات !
أما بالنسبة إلى أسعار بطاقات الحفلات سواء في الأعياد أم في نهايات الأسبوع فلم يكن سعر الواحدة منها يقل عن 10 آلاف ليرة باستثناء الطعام والمشروبات ، أي مايعادل حاليا مبلغ 740 ألف ليرة !!
مانريد قوله إن الحفلات كانت وستبقى دائما وأبدا حكرا على الأثرياء وحديثي النعمة وعائلات وأقرباء المتنفذين والمسؤولين والفاسدين ، وهؤلاء يجدون بأن أسعار المنشآت السياحية انخفضت ولم ترتفع مقارنة بسعر صرف الدولار ،لأنهم بالأساس لايتعاملون ولا يقدمون خدماتهم المأجورة إلا بالدولار، أومايوازيه بالليرة السورية!
نعم .. نخالف كل من رأى بأن أسعار بطاقات حفلات الأعياد وأسعار الحجوزات سجلت أرقاما مفاجئة وصادمة سواء في دمشق أم غيرها في المحافظات فهي “دولاريا” أقل مما كانت عليه ماقبل عام2011 !!
ومن كان راتبه قبل عشر سنوات ممتازا أي بحدود 15 ألف ليرة مع التعويضات والإضافات ، لم يكن قادرا حينها على حضور أي حفلة مع عائلته ولا حتى منفردا مع بعض الأصدقاء ، وبالتالي لن ينشغل بالتفكير لبرهة واحدة بهكذا حفلات بعدما تقزمت القوة الشرائية لراتبه إلى حدود الكارثة وليست الصادمة فقط!!
نعم .. تقزم الراتب الممتاز للعامل بأجر من 15 ألف ليرة قوته الشرائية تعادل 300 دولار إلى أقل من 40 دولارا بسعر الصرف الرسمي في حال كان يتقاضى حاليا 100 ألف ليرة ، وإلى أقل من 29 دولارا بالسعر الأسود!
الخلاصة : أسعار المنشآت السياحية الفاخرة والشعبية على حد سواء هي فعلا صادمة بالنسبة لملايين العاملين بأجر ، ليست لأنها”خيالية” ، وإنما لأن أجورهم تقزمت على مدى العشر سنوات الماضية يوما بعد يوم ، ولا يوجد بارقة أمل في الأمد المنظور ولا البعيد جدا جدا أن تستعيد قوتها الشرائية ، كما كانت عليه حتى عام 2011 ودون أي زيادات أوإضافات أو ترفيعات!!
(سيرياهوم نيوز26-12-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...