في إطار محاولاتها لإحداث تغيير ديموغرافي في منطقة الجزيرة السورية، بدأت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في محافظة الحسكة، بمصادرة البطاقات الشخصية للأشخاص من مواليد المحافظات الأخرى، لإجبارهم على استصدار ما تسمى «بطاقة وافد» مقابل دفع مبلغ مالي للحصول عليها، بالتزامن مع خروج أهالي القرى المحيطة بمدينة رأس العين المحتلة بمظاهرات ضد ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية.
وقالت مصادر أهلية لــ«الوطن»: إن «هذا الإجراء الجديد الذي تقوم بها ميليشيات «قسد»، يأتي ضمن ممارساتها ضد أبناء الشعب السوري الواحد وبتعليمات مباشرة من الاحتلال الأميركي بهدف تغيير ديموغرافية منطقة الجزيرة السورية، من خلال فرضها على النازحين أو الوافدين من المحافظات السورية إلى مناطق سيطرتها في محافظة الحسكة أو المقيمين فيها منذ عشرات السنوات، باستصدار بطاقة «إقامة مؤقتة» تحت مسمى «بطاقة وافد»، مقابل السماح لهم بالدخول إلى مناطق سيطرتها في شمال وشرق البلاد».
وأوضحت المصادر، أن حواجز «قسد»، بدأت منذ عدة أيام بمصادرة البطاقات الشخصية العائدة للنازحين والمقيمين في المحافظة، لإجبارهم على استخراج «بطاقة وافد» التي حددت مدتها بستة أشهر، مقابل دفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية، حيث يتعين على الشخص تقديم صورة عن الهوية وعقد إيجار، إضافة إلى وجود شخصين، أحدهما كفيل والآخر شاهد، على أن يكون الكفيل من المدينة التي يقيم فيها طالب الكفالة، مقابل منحه «البطاقة».
وأشارت المصادر، إلى أن هناك حالة من الخوف سادت بين الأهالي بعد طلب «البطاقة» من الأشخاص الذين يخالف نفوسهم مكان إقامتهم، وخاصة أن آلاف العائلات النازحة تقيم في الحسكة منذ سنوات، إضافة إلى وجود مقيمين في المحافظة منذ عشرات السنوات ونفوسهم يعود لمحافظات قريبة مثل دير الزور والرقة.
من جانبها، ذكرت صفحات محلية معارضة على موقع «فيسبوك»، أن إصدار «قسد» لـ«بطاقة وافد»، جلب مأساة جديدة على الأهالي، حيث أصبح لا يحق لأبناء مناطق سيطرة الميليشيات في دير الزور دخول مناطق سيطرتها في الحسكة، إلا بعد إبراز «بطاقة وافد» رغم أن المنطقتين تخضعان لنفس السيطرة.
وعلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على ذلك بقولهم: إنه «من العجب العجاب في مناطق سيطرة «قسد» أنه لا يمكنك التنقل من مكان إلى آخر، إلا بعد إخراج أوراق تحت ذرائع متعددة، الشيء الذي يجعلك تشعر أنك على حدود دولة أخرى أو إنك ذاهب إلى خارج سورية»!
واعتبر آخرون أن «بطاقة وافد» ما هو إلا دليل على إخفاق «إدارة قسد» التي تزيد من معاناة أهالي المنطقة الشرقية بدعاوى باطلة، وقالوا: «بدلاً من توفير سبل المعيشة والكف عن سرقة مقدرات المنطقة والتفرد فيها مع الفاسدين بتلك الإدارة، تمارس «قسد» ضغوطاً جديدة بحق أهالي المنطقة».
وحسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن»، فقد شنت ميليشيـات «قسد» حملة اعتقالات في بلدة الجزرة غرب محافظة دير الزور على خلفية هجوم مسلح استهدف مركز ما يسمى «الترافيك» (شرطة المرور)، والذي نفذه مجهولون بأسلحة رشاشة.
جاءت هذه التطورات، في حين تظاهر العشرات من سكان بلدة السفح والقرى المحيطة بها جنوب شرق مدينة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، يومي الجمعة والسبت الماضيين ضد الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية، احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي وفقدان أبسط مقومات الحياة اليومية.
وقالت مصادر أهلية لــ«الوطن»: إنه «منذ احتلال مدينة رأس العين أواخر عام 2019 يمارس الاحتلال التركي ومرتزقته أبشع الانتهاكات بحق سكان تلك المنطقة، إضافة لعمليات السلب وسرقة ممتلكاتهم وفرض الأتاوات عليهم».
وأكدت، أن سكان المنطقة المحتلة يعانون فقدان كل مقومات الحياة، حيث بات سعر ربطة الخبز «8 أرغفة» بـألف ليرة سورية إن وجدت، وخزان المياه 5 براميل، بات بسعر 15 ألف ليرة، مع فقدان مواد الطحين والأعلاف والمحروقات والمازوت وكذلك التيار الكهربائي بشكل شبه تام، إضافة إلى معاناتهم نتيجة ممارسات التنظيمات الإرهابية من فرض الأتاوت ومصادر محاصيلهم الزراعية والاعتداء على الرجال والشبان بشكل مستمر.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)