آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » تركيا بانتظار “دفشة” أمريكية!!

تركيا بانتظار “دفشة” أمريكية!!

*علي عبود

توحي تركيا بتدخلاتها في شؤون الكثير من الدول (سورية والعراق وليبيا وأفغانستان وأرمينيا والصومال وجيبوتي ..الخ) انها دولة عظمى لاتقل شأنا عن أمريكا وروسيا والصين!كما توحي تصريحات رأس نظامها رجب طيب أردوغان ان جميع الدول سواء البعيدة أوالقريبة ، لايمكن الإستغناء عن دور تركيا في حل الأزمات وخاصة التي لعبت دورا بخلقها أو تأزيمها ..الخ.ولعل نبرة التهديد والوعيد التي تعلو تارة ضد أوروبا ،وتارة أخرى ضد أمريكا ، والتملص من تنفيذ الإتفاقيات التي تحد من تمددها في مناطق قريبة أوبعيدة أوحت أيضا ان تركيا تشكل الرقم الصعب في الأزمات الدولية ولا يمكن تهميشها لا من قبل اوروبا ولا أمريكا ولا حتى روسيا!ترى هل فعلا تركيا دولة إقليمية كبرى .. أم ماذا؟

بعيدا عن أوهام القوة وأحلام العثمانية الجديدة فإن الدول الساعية إلى لعب أدوار في الإقليم القريب أو فى المدى الجيوسياسي البعيد نسبيا ، ترى إن الإقتصاد إلى جانب الموقع يبقى الأساس في تعظيم هذا الدور أوتهميشه ، وكل المؤشرات تؤكد إن تركيا رغم مظاهر القوة الإقتصادية الخادعة هي دولة تقترب سريعا من حافة الإفلاس والهاوية ،  والإنهيار الكبير!!ولولا الأدوار التي تريد الإدارات الأمريكية المتعاقبة  من تركيا أن تلعبها في المنطقة لصالح إسرائيل أولا وأمريكا ثانيا وبخاصة مايتعلق بتأجيج الصراعات والأزمات لسبقت تركيا لبنان في الإنهيار الإقتصادي والمالي والمصرفي..الخ.بل يمكن القول أن نظام أردوغان “مرعوب” مما حصل في لبنان الذي كان الخبراء يقارنون نظامه المصرفي الليبرالي بالنظام المصرفي السويسري ، فقد كان المغناطيس الذي شفط مليارات رجال المال والأعمال في الأنظمة العربية .. قبل أن ينهار فجأة بـ”دفشة” أمريكية!

نعم .. المشهد الذي رأيناه في الأعوام الأخيرة في لبنان يُرعب نظام أردوغان لأنه قابل لأن يتكرر في تركيا فور فقدانها لدورها الأمريكي في المنطقة لصالح دول أخرى ، وحينها سينهار نظامها المالي والمصرفي وسيتجه أقتصادها سريعا باتجاه الهاوية ، فالإنهيار الكبير!وكل المؤشرات تؤكد إن الإقتصاد التركي ليس في مأزق عابر يمكن تجاوزه كما حصل في السنوات الماضية ، بل وصل إلى مرحلة الإنهيار الوشيك والكبير ،وهوإنهيار متوقف على “دفشة” من الأمريكان ليس إلاّ!!ولو استعرضنا الأوضاع الإقتصادية للدول الخاضعة للهيمنة الأمريكية لاكتشفنا بسهولة إنها اما غنية جدا أو محدودة الموارد والإمكانيات ، ولا يوجد سوى أسلوبين أمريكيين لاثالث لهما في التعاطي مع هذه الدول ، ففي حال كانت غنية مثل ممالك وإمارات أنظمة الخليج ، فإنها تُلزمها بشراء اسلحة سنوية بالمليارات وبتلزيم مشاريع ضخمة في المرافق الخدمية والإقتصاد الريعي للشركات الأمريكية لاستنزاف ثرواتها الهائلة الناجمة عن بيع النفط ، وبوضع الفوائض في المصارف الإمريكية أوشراء اسهم من وول ستريت ..الخ.

اما الدول محدودة الموارد  فإن أمريكا تلزمها بالإستدانة من الصناديق الدولية وبقروض ضخمة جدا تعجز عن تسديد حتى فوائد أقساطها المحددة وفق برامج زمنية ، هذا ماحصل مع دول مثل لبنان والأردن ومصر  ، وتجسد بصورة أكبر في تركيا ،فكل مظاهر الإزدهار والنمو فيها مجرد وهم لأنه تحقق من ديون ضخمة مستجرة من صندوق النقد الدولي (الأمريكي) ومن ديون داخلية !!

وعندما يقتصر النمو الإقتصادي بنسب مرتفعة على القطاعات المصرفية والريعية من جهة ، وعندما تلتهم القروض مع فوائدها الناتج المحلي الإجمالي من جهة أخرى ، فنحن أمام إقتصاد هش يمكن تحطيمه بقرار أمريكي خلال أشهر .. أليس هذا ماحصل في لبنان ؟تركيا ليست بعيدة عن النموذج اللبناني فاقتصادها ليبرالي مرتبط بالدولار ومدين للخارج والداخل ، وإذا لم تقترض الحكومة سنويا من صندوق النقد الدولي فستتوقف عجلة الإقتصاد ويتراجع سعر الصرف ويتقلص النمو ، وهذا يعني أن قرار دفع الإقتصاد التركي إلى حافة الهاوية وتهديده بالإنهيار الكبير كان ولا يزال بيد الأمريكي وتكفي “دفشة” واحدة كي يصل إلى قعر الهاوية!

فعلتها الإدارة الأمريكية مع لبنان عندما أصبح يشكل من خلال مقاومته تهديدا لإسرائيل فزلزلت القطاع المصرفي وأفلسته ، وضربت سعر صرف الليرة ، ومنعت حكومته من اتخاذ أي قرار ينقذ الوضع الكارثي ،وهاهي الإدارة تدفع بالإقتصاد التركي إلى حافة الإفلاس والإنهيار الكبير ، والأمر لم يعد بحاجة إلى أكثر من (دفشة) أمريكية يتوقف اتخاذها على تبعية تركيا الأطلسية ولجم اندفاعاتها باتجاه روسيا!!

(سيرياهوم نيوز2-1-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...