*عبد الفتاح العوض
أتشارك مع البعض عادة مراقبة وجوه الناس في الشوارع… يمكنك أن تلاحظ بغير كثير عناء أن الابتسامات ليست كثيرة… سيكون من غير الملائم أبداً أن تسأل عن السبب!! هناك مدن تجري دراسات عن متوسط الابتسامات في اليوم ومقارنتها مع أيام سابقة لمعرفة مدى رضا الناس وذلك من خلال كاميرات توضع في مراكز تسوق وشوارع رئيسية. في منتدى دافوس لاحظ المنظمون أن ابتسامات المشاركين رغم أنهم كبار القادة في العالم وأثرى الأثرياء ومشاهير الفكر الاقتصادي ومع ذلك ابتساماتهم قليلة لهذا قرروا في إحدى الدورات استضافة راهب فرنسي اسمه ماثيو ريكارد والملقب بأنه اسعد رجل في العالم.. يقول عن ذلك بأنه لقب سخيف فهو يعرف أشخاصاً أكثر سعادة منه لكنه حصل على هذا اللقب «السخيف» بعد دراسة حصل بموجبها على -4،5 في حين أعلى معدل للسعادة كان -3.. قالوا للرجل إن كبار القادة والأغنياء في العالم لا يبتسمون كثيراً « الابتسام أمام كاميرات الإعلام لم تحتسب « بسبب التفكير بالمشاكل وكثرة الأفكار التي تتزاحم في رؤوسهم.. النصيحة التي قدمها لهم أن أفضل طريقة للتعامل مع الأفكار « الاكتفاء بالنظر إليها مثل راع يجلس وسط العشب يراقب خرافه » أما نحن فنراقبها وهي تسمن!. إن كان من غير اللائق أن نسأل لماذا ابتسامات السوريين قليلة فإن السؤال هل تهتم الحكومة بابتسامات المواطن… طبعاً لا يخفى على أحد أن المسألة لا تتعلق بالابتسامة بل بما تعنيه وما تعبر عنه في الرضا. مقياس رضا المواطن هو المعيار الحقيقي لصحة أي قرار… رغم أن المواطن يدرك أن بعض القرارات تكون صحيحة وإن كانت غير شعبية لكن هذا يبقى استثناء محدودا جداً في حين القاعدة العامة أن القرار الصائب هو الذي يحقق منفعة للمواطن وكل توجه يناقض مصلحة الناس إنما يحكم عليه بأنه سير في الاتجاه الخاطئ. لماذا لا تفكر الحكومات برضا الناس؟ السبب برأيي أن الحكومات في سورية كانت حكومات بيروقراطية وهي الحكومة المكونة من أشخاص يأتون من داخل مؤسسات الدولة ترقوا في المناصب بمعنى حكومة موظفين ودوماً الموظف يحرص على رضا المسؤول عنه ولا يفكر كثيراً برضا الآخرين. ربما نحتاج إلى وزارة تنمية روحية ففي بعض الشركات مثل غوغل هناك مديرية تنمية روحية تكون حريصة على رضا الموظفين والزبائن على حد سواء ويمكن أن يكون من ضمن ما تفعله تقديم استشارات لصناع القرار بحيث تكون أكثر قدرة على تخفيف الآثار السلبية من أي قرار. قرأت أن الخطوط الجوية البريطانية اختبرت عام 2014 بطانية سموها بطانية السعادة تقيس مستوى رضا المسافرين عبر الرصد العصبي إذ يتحول لون البطانية من الأحمر إلى الأزرق كلما استرخى الراكب. أظن أن معظم بطانياتنا لونها «أزرق» أقوال: • دائماً حاول أن تبتسم وتكون سعيداً، فأنت لا تعرف من سيقع بحبك بفضل هذه الابتسامة. • استخدم شيئين الابتسامة والصمت… الابتسامة لإنهاء مشكلة والصمت لعبور مشكلة. • الابتسامة هي أرخص طريقة لتغيير مظهرك. • ابتســــــم فالأسنان ليست عورة
(سيرياهوم نيوز-الوطن5-1-2021)