الرئيسية » كلمة حرة » مالذي تغيّر ..!؟

مالذي تغيّر ..!؟

سلمان عيسى

 ضرب الحماس الحكومة .. استنفرت كما لو أنها لم تسمع نهائيا بمشكلة تسويق الحمضيات .. جلبت معها كل ما هو مطلوب .. الآليات والقبابين والصناديق .. والسورية للتجارة وأصحاب معامل العصائر .. والقرارات ..عقدت الاجتماعات .. وزارت الحقول والبيارات واحتضنت المزارعين وكأنهم أكثر من اصدقاء .. كانوا يسمعون دبيب النمل من شدة حرصهم على أن لا تفلت كلمة من فلاح دون أن يسمعوها .. صاروا ينشرون في وسائل الاعلام عدد السيارات التي تم أو سيتم تحميلها .. والكميات التي اشترتها السورية للتجارة بالطن وبالكيلو. . ولولا الملامة تم ذكر عدد حبات البرتقال التي تسوقتها ومن اي صنف ..! والكميات التي تصل إلى المحافظات لحظة بلحظة .. أيضا ولولا الملامة لذكروا ارقام هذه السيارات .. علما انه كان يمكن اتخاذ هذه الإجراءات من اول الموسم، وليس في أقل من الربع الأخير منه ..

 كان ممنوعا التفكير أو الحديث عن إنشاء معمل للعصائر في الساحل، لأن القوانين والبلاغات الحكومية لا تسمح بذلك .. صحيح انه تم وضع حجر الاساس لمعمل للعصائر في اللاذقية منذ سنوات ..لكن الصحيح ان الحكومة لم تباشر به وبقي بين أخذ ورد وكلام عن عدم جدوى اقتصادية وغيره .. وكلنا يذكر كم استغرق موضوع اقامة أحد المغتربين انشاء معمل للعصائر في منطقة الصفصافة بطرطوس وقد باشر ببناء المعمل بناء على وعود رئيس الحكومة آنذاك .. فجأة يصبح اقامة معمل اللاذقية متاحا بكل سلاسة أو تعقيد …. عقود والحكومات المتعاقبة تتغاضى عن مخالفات معامل العصائر التي أقيمت وفق قانون الاستثمار رقم 10 لعام 1991 لناحية استخدامها للملونات بدلا من الفواكه الطبيعية .. وهذا الأصل في الترخيص لها .. لكن لم يتذكر أحدا انها تخالف شروط الترخيص .. وان مخالفاتها ستعتبر جسيمة و تعالج وفق القانون 8 لعام 2021 إلا اليوم .. 

عقود مرت وهذه المعامل اثرت وجمعت ثروات من الملونات .. والبرتقال والتفاح يرمى علفا للبهائم ..  عقود والإعلام السوري بكل أنواعه يطالب في كل عام بتدخل الحكومة لتسويق الحمضيات دون جدوى .. حتى هذا العام ( الموسم ) لم يقصر الإعلام في الحديث عن خسائر الفلاحين .. وبقيت الحكومة تغط في نوم عميق حتى يوم الثلاثاء الفائت .. وكلنا يسأل سؤال العارف مالذي تغير ..!؟

(سيرياهوم نيوز ١٥-١-٢٠٢٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بِلا طَعمٍ ولالَونٍ ولا رائِحَةْ..!!

    احمد يوسف داود     لاأُريدُ الحَديثَ عنْ (عُمقِ وكِبَرِ سَعادتِنا!)، وعن مَدى أَفراحِنا الغامِرةِ إلى حَدِّ اختِناقِنا بها: نَحنُ – غالبيّةَ السُّوريّينَ ...