عمر الطويل
بهدف إثبات الذات بالعمل المنتج ومواجهة ظروف الحياة ومتطلباتها نجحت إيناس أبو حمدان من محافظة السويداء بتأسيس مشروع متناهي الصغر لتصنيع الصابون الطبيعي وصابون الغليسرين ما حقق لها استقراراً ومصدر دخل لإعالة أسرتها.
المشروع بحسب إيناس جاءت فكرته انطلاقاً من رغبتها بتقديم منتج بجودة عالية وذلك بعد الاطلاع والقراءة في هذا المجال وقيامها بعدة تجارب مكنتها من الانطلاق بالعمل من منزلها بداية عام 2020 ثم التوسع عقب تلقيها تمويلاً من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر فتح محل العام الماضي مخصص لعرض المنتجات والعمل ضمنه بالوقت نفسه.
وذكرت إيناس خلال حديثها لمراسل سانا أنها وفرت عبر المشروع فرصتي عمل لابنتها وابنها الشابين لتأمين مصروف إكمال دراستهما مقابل مساعدتها ببعض الأعمال المطلوبة ما أعطى مشروعها صبغة أسرية وأضاف إليه طابعاً مميزاً كونها اجتمعت فيه مع أبنائها على حب العمل وتعزيز ثقافته ضمن الأسرة الواحدة.
وتجمع إيناس في مشروعها بين الصابون الطبيعي من خلاصة الزيوت المتعددة كالزيتون والنخيل وجوز الهند وغيرها وكذلك صابون الغليسرين الذي تضيف إليه خلاصة زيوت أعشاب تتناسب ومختلف الأذواق مع طرحها لفكرة جديدة تتمثل بتصنيع صابون من حليب الماعز.
أدوات بسيطة تستخدمها إيناس في عملها وتتضمن خلاطاً كهربائياً صغيراً وطناجر ستانلس ستيل وملاعق خشباً وسيلكون وقوالب لصب الصابون بأشكال مختلفة تسكب فيها المواد المطلوبة للتصنيع لمدة 45 يوماً حتى يتحقق التفاعل المطلوب مع قيامها بإدخال ألوان خاصة بالصابون الطبيعي غير ضارة بالبشرة كما أوضحت.
ورغم ما تواجه إيناس من صعوبات يتمثل أهمها بارتفاع أسعار المواد الأولية وقلة المصادر الموثوقة التي تشتريها منها إلا أنها تواصل عملها بكل عزيمة وإصرار وتقضي ساعات بصب الصابون بالقوالب وتجهيزه وتغليفه قبل التسويق دون تأثير ذلك على واجباتها المنزلية.
وأشارت إيناس خريجة كلية الاقتصاد إلى أنها تسوق إنتاجها عبر محلها مباشرة ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك المشاركة بالمعارض مع توجهها مؤخراً للتوزيع على المحال التجارية كاشفة عن طموحها بالتوسع بمشروعها وتصنيع كميات كبيرة من الصابون وخاصة الغار وتوفير فرص عمل أكبر فيه.
ووفقاً لابنة إيناس سارة شنان -24 عاماً- فإنها تساعد أمها في تغليف الصابون وتسويقه وهي مرتاحة بتواجدها في المشروع وتحقيق دخل يعينها بدراستها الجامعية.
وإيناس بحسب صديقتها رشا مزهر تعد مثالاً للمرأة العصامية التي انطلقت بمشروعها لسد حاجة أسرتها في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ما يعكس حبها للعمل اليدوي وإتقانها له.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا