كتب:المحامي ياسين زمام
قتل سيدة في دوير الشيخ سعد والفاعل بن أختها الذي استضافته بناء على طلبه ليشرب المتة مع خالته وهي وحدها في بيتها ، قدمت له المتة وجلست في استقباله أليست خالته وهو بن أختها ، كأنه ابنها تعامله بالرفق والحنان ، والتكريم … هل يعقل -وفق ماتربينا عليه أن نغلق أبواب بيوتنا دون أقاربنا القريبين المقربين ، وقد حملناهم في أحضاننا ورفعناهم على أكتافنا وهم أطفال ، نرقبهم بلين وعطف وهم يكبرون ، ونعتز بشبابهم ونهفو للقائهم …على هذا المنوال استقبلت الشهيدة شارب المتة بن أختها المقدام المدلل ، سارعت إلى استقباله واستضافته وكرمته . وهو بالمقابل كان يخبئ لخالته سكينا حادا جاهزا لذبح فيل …باغت الخالة وألقاها أرضا وحنا عليها بسكينه القاطعه يخرزها في أنحاء جسدها سراعا ، كان متحمسا وكان مستعجلا وكان طامحا ، فلم يكتف بالطعنات ، فذبحها من الوريد إلى الوريد فهو على عجلة من أمره …أين المصاغ وأين الذهب الذي تخبئيه ياخالتي …أنا أحتاجه ، فلي عشيقة غضة الإهاب يليق بجيدها أكثر منك ، وبيننا موعد لقاء ووعد ننجزه بذهبك ، سأشتري لها موبايلا يليق بسنها وجمالها ، ونجتاز الحدود هربا من العسكرة والاحتياط ، ونمضي في إنشاء مشروعنا -كما اتفقنا – في أربيل المدينة الحلوة ذائعة الصيت دائمة الكهرباء أو سواها … يالخيبة الأمل خارت قواه ، فالدم ثقيل ( دم الخالة ) ضغط على صدره وأغشى على عينيه وأصم أذنيه ، وتاه عن الهدف ، بحث عن ضالته تحت وطأة فعلته الطامحة الجامحة ، وخانه الحظ كما خان غيره من قبل ، فخرج خائفا يترقب ، وبقي الذهب حيث هو ، ولكن الفعل الذي قيل عنه أنه جريمة قتل في العموم ، على هذه الشاكلة ، كان خاصا وكان متميزا وخطيرا على الكل يعني الكل ….يزهق روحا بريئة روح خالته كأمه …. إن نهب مصاغها وسرقة نقودها سبب وضيع كفاعله … هذا الفاعل إن تهاونتم معه سوف يتكرر الفعل وتتكون العصابات ويشيع القتل وتسفك دماء كثيرة وتزهق أرواح بريئة … لايكفي صدور حكم بالإعدام – كما يتوقع الناس – وكما بريدون …الفعل كان منكرا حقا …وكان خطرا حقا على المجتمع وعلاقاته …فلتسارعوا في المحاكمة ولتسارعوا في التنفيذ وعلى جناح السرعة ، وبريد سريع ، وإلا سوف يمتنع الناس عن استقبال أقاربهم وأحبائهم ، وتغلق البيوت خلاف الطبيعة ، لتغدو سجونا على أصحابها وتموت علاقة القربى وعلاقة الصداقة ،فلابد من الحكم ، ولابد من العجلة في إصداره ، ولا بد من سرعة التنفيذ …كل هذا بات ضروريا وحيويا ، ليكون المجرمون وإجرامهم عبرة ، فيقل الإجرام أو ينتهي ، ولتكفكف دموع المنكوبين ، وتنبعث الراحة ولو إلى حين في النفوس …إنه الخوف في أحلك وأمر صوره ، بل بات رعبا مخيما … فلا بد من قمع الإجرام بالأحكام العادلة وتنفيذها بجدية ، وفي حينها تمهيدا لتجفيفه والقضاء عليه وهو أولى من قمع الإرهاب بألف مرة ، لأن خطره أقرب وأشد فتكا وأعمق تأثيرا في جسم المجتمع المأزوم أصلا ، وقد ذقنا كلاهما …فكان هذا أمر من ذاك … الأحكام العادلة وسرعة إصدارها ( لايكفي الإصدار ) بل الإسراع في تنفيذها وذكراها مازالت ماثلة في النفوس هو العبرة …فحماية المجتمع ومصالحه وحياة أفراده أمانة في أعناقكم أيها المسؤولون أينما كنتم …!
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب17-1-2022)