بلال أحمد
شغف بالشعر منذ طفولته فاعتبره ولد معه في قرية وادعة تنام بحضن جبل الشيخ حيث كان الشاعر جابر أبو حسين يختار الانطلاقة الأولى ليصعد درج القصيدة ويلج عوالمها.
وأوضح الشاعر أبو حسين في حديث مع سانا الثقافية أن هناك انطلاقة أخرى مهمة أسست لظهور شخصيته الشعرية كانت في تسعينيات القرن الفائت في حمص إذ شهدت صدور مجموعته الأولى (أول نبضة قمح) عن اتحاد الكتاب العرب وحصدت جوائز أدبية داخل سورية وخارجها منها المزرعة وعكاظ والمعري والجولان ونادي جازان الأدبي ومهرجان الشباب العربي التاسع في الإسكندرية.
ولفت أبو حسين إلى توقفه عن الكتابة لفترة ثم عودته مشاركاً في الأمسيات والندوات والمسابقات مشيراً إلى مجموعته الجديدة (ثغر السماء) ثم فوزه بالمركز الأول في مسابقة عمر أبو ريشة للشعر التي أقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب لعام 2021.
وبين أبو حسين أن له تجارب في كتابة القصة والرواية والسيناريو والمسرح لكنها لم تكن يوماً على حساب الشعر فهو يحب كتاباته في هذه المجالات ويعتبرها بناته الجميلات ولكن القصيدة أجملهن وأقربهن إلى قلبه.
والشعر برأي أبو حسين “حالة فوق سماوية لا تشبهها أي حالة أخرى إذ يكون فيها شجر اللذة مطروحاً على كتف السماء منتظراً إعلان المطر عن ولادة نٍص جديد ثم تجري الريح برغبة الشاعر فيتحكم بالرؤى ويبعثها حقولاً خصيبة ومعارض أزهار”.
ويعشق أبو حسين الموسيقا ويعتبرها روح الشعر سواء أكانت آتية من الموسيقا الخارجية (الوزن و القافية) أم الموسيقا الداخلية والإيقاع إذاً هي عنصر مهم من عناصر الشعر ولكنها حتماً لا تكفي لخلق قصيدة.
ويجد أبو حسين أن شعراء قلائل هم الذين استطاعوا كتابة نصوص نثرية ذات فنية عالية ارتقت إلى مصافي الشعر معتبرا أن قصيدة النثر تعاني إشكالية المصطلح لأنها ما تزال تكافح للوصول إلى العتبة الشعرية والولوج إلى هذا العالم المشحون بالسحر.
ولكنه يلفت بالمقابل إلى وجود نصوص كثيرة نظمها أصحابها على الأوزان الخليلية وفي التفعيلة لكنها لم تصل إلى عتبة الشعر ووقعت في مطب التقليد والتكلف.
ويؤكد أنه مع القصيدة الناضجة المترعة بالشعر مهما كان شكلها وإن كان يميل إلى القصيدة الموزونة عمودية أو تفعيلة بشرط أن تكون ذات فنية عالية قادرة على التحليق فوق بحيرات الرتابة الراكدة.
وحفلت مجموعة أبو حسين الأولى بموضوعات الحب والوطن والإنسان والحياة والموت والتكوين ولكنه نحا في الثانية إلى الفلسفة والتصوف أكثر ولكنهما تجتمعان في كونهما من الشعر الموزون العمودي والتفعيلة.
ويؤمن ابو حسين أن الشعر بخير بوجود أصوات تستحق الأخذ بيدها وتسليط الضوء عليها رغم ما يسميه (الفوضى التي نجمت عن وسائل التواصل الاجتماعي وظهور ملتقيات ومنتديات وإطلاق مسميات كبيرة لمن استسهلوا كتابة الشعر” مشيراً إلى أن هؤلاء لم يستطيعوا حجب زهرة الشعر الحقيقية أو حبس مائها وعبيرها.
ويجد ابو حسين أن عملية النشر الإلكتروني لا يجب أن تكون متاحة لأي شخص ومن الضروري تنظيمها وهذا دور المؤسسات الثقافية والإعلامية لإعادة ألق النجومية للكتاب والشعراء.
وحول حضور الشعر في المرحلة الحالية يرى ابو حسين أن الشعراء واكبوا الملمات التي أصابت بلادنا ولكن المطلوب منهم أكبر لأن حجم التضحيات كان عظيما وما مر على السوريين لا يعادله شيء.
ويحضر أبو حسين حالياً لعمل شعري جديد حيث يعتبر نفسه صاحب مشروع شعري وثقافي وأدبي يعمل عليه منذ ثلاثة عقود.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا