تُظهر النتائج المخيبة للآمال لمجموعة “ميتا” الصعوبة التي تواجهها شبكة “فيسبوك” العملاقة للتواصل الاجتماعي لجذب الشباب الذين باتوا يفضلون “تيك توك”، رغم شعبية تطبيقها الآخر “إنستغرام”.
وخسرت أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي من دون أي منازع في العالم، للمرة الأولى نحو مليون مستخدم يومي نشط في الربع الأخير من 2021 مع بلوغ عدد مشتركيها 1,929 ملياراً في نهاية السنة الماضية.
وكانت “فيسبوك” نجحت عموماً حتى الآن في تعويض التراجع في عدد المشتركين من أميركا الشمالية من خلال مستخدمين جدد في مناطق أخرى من العالم، على ما يفيد فنسان رينو-لاكروز المدير العام لوكالة التواصل We Are Social.
ويوضح: “نشهد تراجعاً للشبكة في وقت استثمرت فيه المجموعة مليارات الدولارات أملاً بتجديد صورتها من خلال عالم ميتافيرس” الذي استحدثته مجموعة “ميتا” لكنها لم تحقق عائدات منه بعد.
وأقرّ مؤسّس المجموعة ورئيسها مارك زاكربرغ بذلك، قائلا إنّ “خيارات كثيرة متاحة أمام الناس حول طريقة تمضية الوقت، وتشهد تطبيقات مثل تيك توك نمواً سريعاً”.
ففي حين تبقى “فيسبوك” أكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخداماً في العالم، إلا أنّ نموّها لا يقارن بالتوسع الهائل لمنافستها الصينية “تيك توك”، خصوصاً في صفوف الشباب.
وجاء في تقرير 2022 لوكالة We Are Social أنّ عدد مستخدمي “تيك توك” زاد 650 ألفاً في اليوم خلال الربع الأخير من 2021 أي 8 مستخدمين في الثانية، فيما عدد المستخدمين النشطين زاد بنسبة 45%.
وزادت إيرادات شركة “تيك توك” الأم “بايت دانس” بنسبة 70% على سنة ليصل إلى 58 مليار دولار.
الجيل زد
ويشدّد فنسان رينو-لاكروز على أنّ هذا “التغيير عائد إلى عجز فيسبوك على استقطاب +جيل زد+ Gen Z الذين تراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً” في إشارة إلى متوسط الأعمار المرتفع أكثر لمستخدمي فيسبوك.
وتقول فلافيا فونغانغ مؤسسة شركة 3 Colours Rule للتواصل في لندن إنّه “عندما يحلّ الأهل في شبكة للتواصل الاجتماعي يفرّ الشباب إلى أخرى حيث يمكنهم أن يتمتّعوا بمساحتهم الخاصة”.
وقد استغلّ الشباب كذلك سريعاً الوظائف التي توفّرها “تيك توك” وتسمح لهم بالتعبير عن حسّهم الابتكاري من خلال تصاميم رقص أو مقاطع موسيقية على ما تضيف.
وهم يحبّذون أيضاً البعد “المفتوح” الذي تتيحه هذه الشبكة.
وتوضح فافيلا فونغان: “يمكن إعداد مضمون ينتشر بسرعة حتى لو كان لدى الشخص 10 او 12 مشتركاً (..) والحصول كما على تويتش على تفاعلات مع أشخاص مجهولين”.
وكان “تيك توك” بدايةً مرتعاً للمراهقين إلا أنه بات يحقّق نجاحاً لدى البالغين الشباب.
ويقول رينو-لاكروز إنّ “هذا التطبيق يتبع نوعاً ما مسار فيسبوك، فقد استفاد من فترة الإغلاق التي سمحت له باستقطاب جمهور أكبر عمراً”.
ورقة “إنستغرام” الرابحة
وحتى لا تتراجع كثيراً، تعوّل “ميتا” على تطبيق “إنستغرام” الذي يلقى رواجاً كبيراً مع انه لا يتمتع بالدينامية الابتكارية للتطبيق الصيني.
ويسمح أداء هذا الفرع من “ميتا” الذي استقطب 250 مليون مستخدم نشط العام 2021 ليصل عددهم الإجمالي إلى 1,4 ملياراً، بالتخفيف من أداء المجموعة السيء مع أنّ عمر المستخدمين متنوع أكثر، تماماً مثل “واتساب”.
وأثارت إضافة وظيفة “ريلز” لإعداد أشرطة فيديو قصيرة مستوحاة من نسق “تيك توك”، استحسان المستخدمين.
وستتيح “إنستغرام” لـ”المؤثرين” إمكان اقتراح اشتراكات في مقابل بدل مالي على متابعيهم وهي آلية صمّمت لاستقطاب مصممي المضامين والمحافظة على ولائهم والذين قد يميلون للانتقال إلى “يوتيوب” أو “تيك توك”.
ومع أنّ أسهم العملاق الأميركي تراجعت بنسبة 24% الخميس في بورصة وول ستريت، تبقى “فيسبوك” شبكة التواصل الاجتماعي المهيمنة على الصعيد العالمي.
ويخفّف رينو-لاكروز من أهمية ذلك بقوله إنّ فيسبوك “فقدت مليون مستخدم من أصل مليارين”.
ويضيف: “ربّما المجموعة مع تغيير اسمها في الربيع استبقت هذا التطور وتستعدّ الآن للمرحلة المقبلة لإقامة شبكة تواصل اجتماعي في عالم ميتفيرس”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين5-2-2022)