عبد الهادي الدعاس
الإثنين, 14-02-2022
14 شباط هو اليوم الذي ينتظره العالم للاحتفال «بعيد الحب» الفالنتاين، ليكون فرصة مناسبة للبعض في التعبير عن شعورهم بالحب والاشتياق تجاه الآخرين بأشكال وصور مختلفة.
في هذا اليوم يبحث المحبون عن تبادل الهدايا والعبارات الرومانسية، سواءً للعشاق أم المغرومين أو بين الأقارب وزملاء العمل وأفراد الأسرة الواحدة.
والبعض ينظر إليه بأنه فرصة جديدة لتبادل الهدايا المختلفة من العطور والشوكولا والورود الحمراء والهدايا، وخاصة بين العشاق والمتزوجين، بالإضافة لإرسال مسجات التهنئة التي تتضمن أجمل الكلمات وأعذب المشاعر.
الاقتصار على المسجات والرسائل
في سورية حال «عيد الحب» هذا العام مختلف كلياً على السوريين عن السنوات السابقة، وربما لم يحمل هذه البهجة التي كانت تشاهد سابقاً، نظراً لظروف الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها السوريون.
فقد افتقرت الأسواق ومحال الهدايا للزينة الحمراء، والتنوع باختراع الأفكار الجديدة للهدايا التي قد ينجذب إليها العشاق، رؤيتان لارتفاع الأسعار التي أصبحت غير متناسبة مع دخل المواطن.
وأصبح هناك مفارقة كبيرة وشاسعة بين الأسعار عن السنوات السابقة ما جعل العديد من العشاق يحجمون عن إحضار الهدايا، مختصرين هذا العيد بإرسال المسجات الغرامية، أو الحديث بكلمات تحمل معاني الحب، كما أن أصحاب المحال تأثرت أيضاً في هذا الواقع كونهم يعتبرون هذا العيد هو مصدر رزق لهم.
آراء المواطنين
«الوطن» التقت مجموعة من المواطنين للاطلاع على واقع عيد الحب في هذا العام واختلافه عن السابق.
المواطن ع. م قال: «أي شخصين موجودين بعلاقة حب صحيحة، لن يأتيا للاحتفال في هذا اليوم لإثبات الحب الموجود بينهما، عيد الحب أعتقد هو للأشخاص الذين لديهم فراغ عاطفي وغير مرتبطين، فيأتي هذا الحب فرصة لسد هذه الحاجة لديهم، ولكن هذه الفرصة أراها بأنها كاذبة، لأن الصدف هي أجمل من الأشياء المخطط لها، لذلك لا أؤمن بعيد الحب، لأن الحب بالنسبة لي موجه للأم فهي الوحيدة من تستحق هذا العيد في كل يوم وليس في يوم واحد فقط».
أصبحت بهجة عيد الحب غائبة
من جانبها س. ر أوضحت أنه: «لم يعد هناك بهجة لهذا العيد، فقد مرت سنوات كان هذا العيد يحمل بهجة كبيرة في القلوب والأسواق والحياة، لكن ربما ذهبت هذه الحالة نظراً للظروف الاقتصادية والأوضاع التي نعيشها، فلم يعد هناك عيد حب حقيقي».
أما الشاب ط. د فقال: «لا يوجد شيء اسمه حب اليوم، لأن الحب هو عبارة عن تضحية وتنازلات، واليوم هذه المفاهيم غائبة لأن الجميع ينظر للظروف وكيفية تأمين معيشتهم، كانت هذه الظاهرة موجودة سابقاً أما اليوم فأرى بأنها أصبحت غائبة في سورية».
صاحب أحد المحال التجارية هـ. ح بيَّن: «أن هناك اختلافاً كبيراً هذا العام لعيد الحب، لم نشهد حركة من البيع للهدايا والتجهيزات التي اتخذناها لهذا العيد، لكن لن نلوم العالم، فجميعنا يعلم الأوضاع المادية للبعض، أتوقع هذا واحداً من الأسباب التي دفعت العالم لعدم إعطاء أهمية لعيد الحب هذا العام».
الحب خارج حساباتي
الطالب الجامعي ر. هـ قال: «أنا شخص غير فعال بهذا المجال، لأن هذه الحالة العاطفية هي بين شاب وفتاة، أصبح الشخص يفكر ماذا يقدم لها هدية، ولم يعد أحد اليوم قادراً على شيء سوى هدية متواضعة، لإدخال السعادة إلى قلب الفتاة التي أحبها، لذلك إن هذا الموضوع مبدئياً هو خارج حساباتي».
بينما الشاب ح. خ فقد لفت إلى أن: «الحب من المفروض أن يكون موجوداً دائماً في كل يوم، وليس بيوم واحد فقط، ولا يقتصر فقط على العشاق أو بين اثنين مرتبطين، فالحب يجب أن يكون حاضراً بين الأهل والأقارب والأصدقاء، إنما للأسف في سورية الأوضاع الاقتصادية والأمور التي مرت على سورية خلال سنوات الحرب غيرت مفاهيم كثيرة ومن ضمنهم مفهوم الحب، وأتوقع أنه أصبح اليوم عيداً رمزياً غير حامل للمشاعر».
في الختام
نأمل من اللـه أن تعود الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في سورية إلى سابق عهدها، وأن يكون عيد الحب بالأعوام القادمة هو فسحة الحب بين السوريين، الذين يحملون في قلوبهم المحبة والتفاؤل والأمل.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)