آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » من «غوار وفطوم» و«أسعد الوراق ومنيرة» إلى «سلنغو وعفوفة» … قصص حب راسخة في الأذهان.. وأخرى متعثرة نهايتها الحرمان

من «غوار وفطوم» و«أسعد الوراق ومنيرة» إلى «سلنغو وعفوفة» … قصص حب راسخة في الأذهان.. وأخرى متعثرة نهايتها الحرمان

| وائل العدس

الإثنين, 14-02-2022

لأن الحب أقوى وأعمق الأحاسيس الإنسانية، وهو المولد والدافع لغيره من المشاعر المختلفة سواء الإيجابية منها أم السلبية؛ فقد حفلت وجوه الدراما المتعددة بالكثير من قصص الحب، والعشق والشوق والصبابة، التي تتأرجح نهايتها بين السعيدة المبهجة والمأساوية الدامية.

وبينما يميل معظم الناس لهذه القصص التي تلهب مشاعرهم وتمس وجدانهم العاطفي يجد كل منا ما يؤثر فيه من هذه القصص من دون سواها، بحيث يبقى محفوراً على جدران ذاكرته.

قصص الحب هي الأكثر مشاهدة من الجمهور وهذا دليل على أن الحب ضروري للناس الذين يحبون مشاهدة أعمال رومانسية، ربما لأنهم يحبون عيش تلك القصص وأن يكونوا في لحظة ما مكان هؤلاء الأبطال.

وقد ارتبطت الدراما بحياتنا ومشاعرنا بشكل لصيق حتى إننا في بعض الأحيان لا نستطيع الفصل وإيجاد مساحات خاصة للدراما بعيدة عن الحياة، وخصوصاً في الأعمال الاجتماعية والعاطفية التي يدخل الحب فيها باعتباره عاملاً أساسياً في صياغة الحكاية وفي معالجتها وتطورها الدرامي، وقد تناولت الدراما السورية موضوع الحب عبر مجموعة من الأعمال.

ودخلت هذه الأعمال في التفاصيل والمعوقات التي تقف في طريق تحقيق أهداف هذا الحب، والصعوبات التي تواجهه بعد الزواج وتجعله في أكثر الأحيان يتعرض لامتحانات صعبة.

كما تزخر الدراما السورية بالثنائيات العاطفية التي جمعها الحب، فحفرت في ذاكرة الناس.

بالأبيض والأسود

في زمان الأبيض والأسود، لم يدّخر «غوار الطوشة» (دريد لحام) طريقاً إلا وسلكه لسلب قلب «فطوم حيص بيص» (نجاح حفيظ) على حساب غريمه التقليدي «حسني البورظان» (نهاد قلعي).

ونجح لحام بجذب تعاطف الجمهور إلى دوره في خط حب على وقع «القبقاب الشعبي»، وتميز بسعة حيلته وطرافة حبك المقالب سعياً لنيل قلب معلمته، كما تميز برومانسية بسيطة بمقدار ما هي عميقة، لكنه في النهاية بكى بعد خسارة حبه على أنغام «فطومي» وكلماتها التي اختتمها بجملته الشهيرة «يضرب الحب شو بيذل». بعدما تزوجت «ياسين بقوش».

وفي عام 1975 أنتج مسلسل «أسعد الوراق» وروى قصة حب جريئة تدور في حواري دمشق القديمة بين «أسعد» (هاني الروماني) الذي يعامله أهل حارته كمجنون لكن شخصيته تنطوي على هامش من البطولة كمتمرد وثائر، وبين صبية شقراء خرساء «منيرة» (منى واصف).

وتحفظ الذاكرة للمسلسل القديم تقديمه واحداً من أشهر المشاهد الأكثر رسوخاً في الدراما السورية، حين تعلم العاشقة الخرساء بموت حبيبها فتنطق حزناً وقهراً صارخة بأعلى صوتها: أسعد.. ليكتمل المشهد مع الأغنية الدمشقية القديمة: «يلبقلك شك الألماس آه يا عيني أخذوك يا حبيب قلبي يا ويل ويلي أخذوك.. يا حبيب قلبي يا ويل ويلي».

وفي 2010، تم إنتاج نسخة جديدة تصدى لبطولتها كل من أمل عرفة وتيم حسن بدلاً من الروماني وواصف.

حب رغم الجبروت

وشهد مسلسل «نهاية رجل شجاع» مطلع التسعينيات قصة حب متعثر بين «مفيد الوحش» (أيمن زيدان) وحبيبته «لبيبة الشقرق» (سوزان نجم الدين)، قبل أن تحول الأخيرة حبيبها من مجرد قبضاي في الميناء إلى رجل ناضج وصاحب منزل، لدرجة أنه بكى في أحضانها رغم جبروته.

«مفيد الوحش» قام بالزواج من «لبيبة» المرأة الذكية التي استطاعت أن تجعل شخصاً مثله من الصعب جعل قلبه ينبض، أن يحبّها ويعشقها بجنون. ونحن نعرف كم كانت المرأة مسحوقة ومقهورة في مجتمع ذكوري لكن «لبيبة» قاومت، أحبّت، عملت في بيتها وخارجه حالمة بغد أفضل.

من ديانتين مختلفتين

في مسلسل «أحلام كبيرة» قصة حب بين شاب وفتاة من ديانتين مختلفتين، حيث يقع «عمر» (باسل خياط) وهو مسلم في حب «منى» (سلاف فواخرجي) من الديانة المسيحية.

ويتعرف «عمر» على «منى» خلال تقديمه إحدى دورات تعلم اللغة الإنكليزية التي تعمل بها الأخيرة.

وبمجرد علم عائلة «منى» بقصة حب ابنتهم من «عمر» تسعى فوراً لإخراجها من البلاد وتبعدها عنه، ليعود «عمر» لاحقاً للقاء «منى» مصادفة بعد عدة سنوات، ولكن بعد فوات الأوان حيث بات «عمر» محامياً ناجحاً والأهم أنه متزوج.

قبضاي الحارة

في مسلسل «الانتظار» قدم تيم حسن دور «عبود» وهو شاب يعيش في حارة شعبية ويمثل الشخص القبضاي، ورغم أنه من أصحاب السوابق وفي ذمته عدة سرقات، إلا أنه يساعد أهل حارته قدر المستطاع.

ومن ذلك لقاؤه مصادفة مع ابنة حارته «باسمة» (نسرين طافش) في أحد الملاهي الليلية ليحاول منعها من العمل هناك.

وعند محاولته يقع بمشكلة مع أحد الزبائن ويدخل إثرها السجن وهنا يقع في حبها من النظرة الأولى.

وعقب خروجه تقع «باسمة» في حبه كذلك، ويبدأ التخطيط لحفل الزفاف وتكوين الأسرة ويقرر «عبود» الابتعاد عن المشاكل، إلى أن يتعرض للطعن من «الشاويش» (نضال سيجري) ويموت.

الزواج «العار»

طرح مسلسل «زمن العار» ثنائية «جميل» (تيم حسن) و«بثينة» (سلافة معمار) حيث فكرة الزواج من دون موافقة الأهل في تحدٍ واضح لقرار «بثينة» في الخروج من كنف العائلة والتمرد على النظام الاجتماعي التقليدي، فتزوجت بعد أن وقعت في غواية زوج صديقتها، وتؤدي علاقة زواجها السري به إلى حمل، لكن كشف هذه الفضيحة أمام عائلتها، يدفعها للهروب، فمفهوم العار جراء ما فعلته هو الأمر الوحيد المتفق عليه في مجتمعها.

حب يتبدد

في مسلسل «بكرا أحلى» يخطب «محي الدين» (وائل رمضان) ابنة خالته «خجو» (سلاف فواخرجي) لكنه يبتعد عنها بحثاً عن المال والمنصب فيتزوج من فتاة ثرية تدعى «ليلاس (رندة مرعشلي).

«خجو» تبقى محبة له إلا أنها تضطر للزواج من رجل بعمر والدها «أبو سليم» (أحمد خليفة) وتسافر معه إلى إحدى الدول العربية، لتتبدد قصة حبها من «محي الدين» الذي يضرب زوجته «ليلاس» ويحكم عليه بالسجن.

سلنغو وعفوفة

من أبرز وأمتع قصص الحب في الدراما السورية، قصة «سليم» الشهير بـ«سلنغو» (فادي صبيح) مع «عفاف» المعروفة بـ«عفوفة» (رواد عليو) ابنه المختار «عبد السلام بيسة» (زهير رمضان).

وضمن إطار كوميدي يمنع المختار زواج ابنته من «سلنغو» بحجج مختلفة منها أنه غير متعلم وعليه نيل الشهادة الثانوية.

ورغم تعرضه للضرب والإهانة من المختار، يصر «سليم» على المخاطرة دوماً لرؤية حبيبته أمام منزلها.

وقد يكون سبب قصة الحب هذه وفق إطار العمل أنه في ضيعة نائية لا توجد بها خيارات كثيرة، وهو ما تجلى لدى دخول أول فتاة جميلة إلى القرية «نسرين طافش» والتي أتت زائرة ليبادر «سليم» برمي شباكه نحوها متناسياً قصة حبه العذري.

من جهتها «عفاف» لم تكن أحسن حالاً من «سليم» فقد وقعت بغرام أستاذ الموسيقى، وكان كل همها الحصول على عريس مهما كان شأنه.

ورغم وعود المختار لـ«سلنغو» بتزويجه من ابنته في الحلقة الأخيرة من العمل، إلا أن النهاية كانت حزينة مع إصابة أبناء القرية بأكملها.

مسلسلات الحب

لدراما الحب جاذبية خاصة، يعيش المشاهد من خلالها قصصاً عاطفية تثير عوالمه وخياله وتدغدغ مشاعره.

ورغم افتقار علماء النفس لقدرات الشعراء البلاغية العالية ودقة الوصف، إلا أن صنّاع الدراما اجتهدوا في التعبير عن شعور الحب وتعريفه من خلال قصص تشبهنا وتصادفنا وربما عشناها أو سنعيشها، إن كانت تحمل نهايات سعيدة أو حزينة.

كثيرة هي المسلسلات السورية التي كان بطلها الأول «الحب»، شارك فيها الكثير من النجوم الشباب والشياب.

أشهر هذه الأعمال مسلسل «أهل الغرام» التي أنتج على ثلاثة أجزاء، أولها عام 2006 وآخرها عام 2017، وتناول قصص حب متوهجة، جمعتها نهاية واحدة هي الفشل.

تدور فكرة العمل حول قصص الحب الفاشلة نتيجة ظرف قاهر أو بسبب مشكلة اجتماعية أو مادية أو لها علاقة بالدين لتتكون لدى الجمهور حالة من التعاطف مع شخصيات المسلسل الذي يقدم في كل حلقة محطة منفصلة عن الأخرى يروي في تفاصيلها علاقة حب متوهجة أطفأتها ظروف مختلفة.

ومن الثنائيات التي قدمت في العمل (قصي خولي ونادين سلامة – العام الجديد)، و(قمر خلف وأحمد الأحمد – بحلم بيك)، و(نضال سيجري وديمة قندلفت – أنا عم بحلم)، و(منى واصف وعبد الرحمن آل رشي – كيفك أنت)، و(سلافة معمار ورامي حنا – كل القصايد).

من الأعمال الأخرى مسلسل «سيرة الحب» الذي تألف من حلقات منفصلة، تحدثت كل واحدة عن قصة حب ومشاكل العشاق، عن العلاقة بين الرجل والمرأة، ومناقشة فكرة الحب، وحالاته ومتغيراته، وأنتج عام 2007.

وأيضاً هناك مسلسل «اسأل روحك» المؤلف من حلقات منفصلة، حملت كل حلقة عنوان أغنية من أغاني أم كلثوم وتحدثت عن قصة حب جديدة، وأنتج عام 2008.

ونذكر مسلسل «هيك تجوزنا» المؤلف أيضاً من حلقات منفصلة، في كل حلقة قصة مختلفة وشخصيات جديدة، وجميع الحلقات تحدثت عن قصص زواج ناجحة أو فاشلة، وأنتج عام 2008.

مسلسل «الحب كله» تألف من ست خماسيات، تناولت الحب بمختلف تجلياته في زمن الحرب، ويتصدر الحب بين العشاق، لكن تجليات أخرى له تظهر خلال الحلقات، مثل حب الأم لابنها، المظلوم تجاه من يتعرض لظلم أكبر، الضحية للمتعاطف معها أو منقذها، حب العطاء للآخر، وتمني الخير له، وقد أنتج عام 2014.

أما مسلسل «مدرسة الحب» فتألف من ستين حلقة على جزأين، ودارت أحداثه حول علاقات الحب المختلفة والمتنوعة، الحب بين الرجل والمرأة، والحب بين الأخ وأخيه، الحب بين الابن وأمه، وبين الصديق وصديقه من مختلف الجوانب، وأنتج عام 2016.

وتألف مسلسل «شبابيك» من ثلاثين حلقة منفصلة، أشار كل شباك فيها إلى منزل أو عائلة تكون محور حلقة من العمل المتنوع ‏بحكاياته، ويركز على مشاكل الزواج تحديداً، باختيار مجموعة نماذج على اختلاف انتماءاتهم وظروفهم. ، وقد أنتج عام 2017.

مسلسل «حكم الهوى» تألف من عشر ثلاثيات، منفصلة تحكي مجموعة قصصية عن الحب، تتناول مشكلة قد يواجهها أي حبيبين في المجتمع السوري، قد يُحكم على هذه القصص بالنجاح وربما بالفشل في النهاية. إذ يطرح المشاكل التي قد تعترض أي شريكين في طريقهما للزواج والهدف تسليط الضوء على بعض الآراء الخاطئة في المجتمع حول الحب وحلاله وحرامه، وأنتج عام 2017.

ويتضمن مسلسل «عن الهوى والجوى» خماسيات ست تناولت كل مرة قصص حب مثيرة ومختلفة عولجت بطريقة مختلفة، وقد أنتج العمل عام 2019.

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...