آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » أوكرانيا وقرع طبول الحرب في الإعلام الغربي!- بقلم: عبد الرحيم أحمد

أوكرانيا وقرع طبول الحرب في الإعلام الغربي!- بقلم: عبد الرحيم أحمد

المتابع للإعلام الغربي بأخباره وتحليلاته وأعمدة الرأي، والراصد لتصريحات ساسته؛ كبارهم وصغارهم، يضطر أن يبحث في خرائط غوغل ليتأكد من حجم الغزو الروسي المزعوم داخل الحدود الأوكرانية ونوع الأسلحة المستخدمة وأين أصبحت قوات المشاة الروسية، لكنه يفاجأ أن لاشي مما تتحدث عنه الصحافة الغربية يحصل على الأرض.

الضخ الإعلامي الغربي وتحديد ساعة الصفر للهجوم الروسي المزعوم من قبل المسؤولين الغربيين (في 16 الشهر الجاري.. تم تمديدها حتى نهاية الأسبوع الجاري) يجعلنا، ونحن على بعد آلاف الأميال، نكاد نصدق الرواية الأمريكية وأن القوات الروسية بانتظار أمر العمليات من الكرملين ولن تتوقف قبل الوصول إلى مشارف كييف!! فالأمر محسوم وفق ما يردده الإعلام الغربي، فموسكو حشدت 100 ألف جندي على الحدود حسبما ينشره، بل إن صحيفة الغارديان البريطانية قالت: إن وزارة الدفاع الروسية حشدت نصف جيشها على الحدود، الأمر الذي أدخل الشك لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه ودفعه لطلب أدلة محددة من الولايات عن خطة “الهجوم الروسي” التي أعلنت واشنطن ساعة الصفر لها.

ولتثبيت الرواية الغربية قامت واشنطن بسحب دبلوماسييها من كييف وحذرت مواطنيها من السفر إلى أوكرانيا وتبعها عدد من الدول الغربية كبريطانيا وكندا، للإيحاء باقتراب المعركة العسكرية، لكن الرواية الأمريكية هذه تذكرنا بحملات التضليل التي شنتها المنافذ والمنابر الإعلامية الغربية وعلى رأسها الأمريكية طوال 11 عاماً ضد سورية، ومنها ماروجت له تلك القنوات لاحتلال الجماعات الإرهابية (إعلامياً) ساحة الأمويين بدمشق عدة مرات!! وتذكرنا أيضاً بالكذبة الأمريكية التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول مع الأنبوبة التي رفعها في مجلس الأمن لإثبات الرواية الأمريكية بأن العراق يحضر لهجوم كيميائي وشيك قد يطول أوروبا في إطار التحضير الأمريكي لغزو العراق!! وقد ثبت كذب الرواية وتلفيقها من الاستخبارات الأمريكية.

ما يثير السخرية والضحك في الوقت نفسه أن بعض كبار السياسيين في الغرب لا يعلمون عما يتحدثون في الخلاف الروسي- الأوكراني، حيث كشف الإعلام الروسي أن وزير الخارجية سيرغي لافروف وخلال لقائه مع نظيرته البريطانية ليز تراس في موسكو سألها إن كانت بلادها تعترف بسيادة روسيا على منطقتي فورونيج وروستوف الروسيتين المتاخمتين لأوكرانيا، فردت الوزيرة: لن نعترف أبداً بالسيادة الروسية على هذه المناطق. ليصف الوزير الروسي اللقاء في مؤتمر صحفي مشترك بأنه مثل حوار بين (أطرش وأبكم)، فبريطانيا ليست مستعدة للحوار والنقاش، ويبدو أن هذه حال الدول الغربية الأخرى التي تنقل رسائل البيت الأبيض فقط وليس مسموحاً لها حتى مجرد النقاش.

لاشك في أن الحملة الدعائية الغربية الكبيرة التي تروج “لغزو روسي” وشيك لأوكرانيا مع الإمدادات العسكرية الغربية المتواصلة إلى كييف، هي بمثابة تحضير لمسرح العمليات وفق الرؤية الغربية، وتحضير للرأي العام العالمي لإدانة روسيا في أي عملية عسكرية قد تحصل سواء شنتها موسكو أو بدأتها كييف.

فالحرب بالنسبة لهم واقعة لا محالة، وهي إن لم تحصل عسكرياً، فقد وقعت سياسياً واقتصادياً وجيوسياسياً، فالولايات المتحدة الأمريكية تريد تخريب العلاقات الروسية مع بعض الدول الأوروبية لإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي خصوصاً في مجال توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا، هذا من جهة ومن جهة أخرى تستغل الولايات المتحدة والدول الغربية طبول الحرب لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة ونشر مزيد من القوات والأنظمة الصاروخية قرب الحدود الروسية في تحدٍّ واضح للمطالب الأمنية الروسية من الناتو.

فإن لم تقع الحرب عسكرياً تكون واشنطن قد حققت ما تعتبره نصراً معنوياً (إعلامياً) بأنها منعت الحرب، حتى لو تمت المقايضة ما بين سحب المستشارين العسكريين الغربيين من أوكرانيا وكذلك إعادة الحشود الغربية من المحيط الحيوي الروسي مقابل سحب الجيش الروسي قواته من منطقة الحدود الأوكرانية، وفي حال وقعت عسكرياً ولو من جانب أوكرانيا سيتم إلقاء اللوم على روسيا وفرض العقوبات التي يجري الإعداد لها في الكونغرس الأمريكي بعد أن تم تحضير الرأي العام العالمي وتجييشه ضد موسكو.

لقد تعودنا أن يكون الإعلام الغربي سلاح التمهيد الناري في أي حرب تريد الولايات المتحدة شنها على المستوى العسكري أو الاقتصادي والسياسي، وما نراه اليوم من حملة تضليل إعلامية وسياسية محمومة ضد موسكو ليس سوى تكريس لتلك القاعدة في حرب المصالح الجيوسياسية التي عادة ما تذهب ضحيتها شعوب “لا ناقة لها فيها ولا جمل”، فالشعب الأوكراني اليوم يدفع ضريبة الحرب النفسية اقتصادياً واجتماعياً وإن وقعت الحرب العسكرية سيكون ضحيتها مئات الآلاف من أبناء أوكرانيا وليس بينهم أمريكي واحد.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هآرتس: الجيش الذي فشل في تدمير حماس.. لن يهزم حزب الله

نشرت صحيفة هآرتس مقالا للجنرال العسكري الإسرائيلي السابق إسحق بيرك بعنوان “الجيش الإسرائيلي الذي فشل في تدمير حماس.. لا يستطيع هزيمة حزب الله”. ويقول الكاتب ...