آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » “إسرائيل” تنزف.. الهجرة المعاكسة خطر وجودي

“إسرائيل” تنزف.. الهجرة المعاكسة خطر وجودي

الحقائق التي لا يمكن لـ”إسرائيل” إنكارها هي أن حالة التفكك التي تعيشها، جراء جملة من الأسباب والمتغيرات الجديدة، ستعجّل انهيارها.

عندما نتحدث عن الهجرة المعاكسة من “إسرائيل” تجاه أوروبا، علينا أن نستحضر المشهد من بداياته، منذ اللحظة الأولى لتأسيس الحركة الصهيونية أيدولوجيتَها وأهدافها التي أُنشئت من أجلها، كهدف وركيزة أساسيَّين تمثَّلا بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وكيف شجعت، بصورة كبيرة، هجرة يهود أوروبا الجماعية إلى أرض فلسطين خلال النصف الأول من القرن العشرين، إلى اللحظة التي أعلن فيها ديفيد بن غوريون، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية آنذاك، تأسيس “دولة إسرائيل” عام 1948م ، والتي أكد فيها أن “إسرائيل” ستمثّل وطناً قوميّاً آمناً لليهود. رافق ذلك تمرير لرواية صهيونية قائمة على تشجيع يهود العالم على الهجرة والحصول على جواز سفر إسرائيلي بعد شرعنة كنيست الاحتلال الإسرائيلي قانونَ العودة عام1950، والذي يعطي الحق في منح “الجنسية ” لكل يهودي قادم من أوروبا للعيش في “إسرائيل”. 

على مر السنوات الخمسين الأولى من احتلال فلسطين، كانت الرواية الإسرائيلية قوية ومقنعة بفعل الغطاء الدولي وحالة الإسناد من أميركا وأوروبا لفكرة إنشاء كيان إسرائيلي وتشجيع الهجرة إليه وتعزيز وجوده بكل أشكال المقومات. لكنْ سرعان ما بدأت حالتا التراجع والتصدع في جسم الكيان الإسرائيلي تتضحان بالتدريج، عبر متغيرات وتحولات حدثت في المشهد، ومحطات أخرى من الصراع الإسرائيلي مع المقاومتين اللبنانية والفلسطينية على وجه الخصوص، ولقد نجحتا في إحداث عملية اهتزاز واختلال واضحين وكبيرين للصورة النمطية التي رسمتها “إسرائيل” في المنطقة عن نفسها من أجل تعزيز كيانها الاحتلالي، وذلك عبر جولات من المواجهة العسكرية، التي أعادت تشكيل صورة المشهد بطريقة مغايرة. 

بداية الانحسار

انطلاقاً من بداية السقوط الإسرائيلي عبر جولات المواجهة، والتي تكللت بانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان، عامي 2000 و2006، وما ترتّب عليها من آثار في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مروراً بجولات المواجهة العسكرية مع فصائل المقاومة الفلسطينية التي أجبرت “إسرائيل” على إخلاء مستوطناتها والخروج من قطاع غزة، وهي تجرّ أذيال الهزيمة بفعل ضربات المقاومة التي أدّت إلى حالة من الهروب والهجرة الجماعيَّين من المستوطنات إلى داخل “إسرائيل”، في مشهد ثانٍ يعكس بداية الهزيمة والتقهقر والانحسار للمشروع الصهيوني في أرض فلسطين، وما بعدها من صولات وجولات، وصولاً إلى معركة “سيف القدس” الأخيرة في أيار/مايو 2021، والتي ألقت بظلالها على المشهد في المنطقة ككل، وأحدثت زلزالاً كبيراً داخل “إسرائيل”، في كل الصعد، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وما ترتّب عليها من آثار وتداعيات وبداية تغيير قناعات كشفت حقيقة الخداع الذي مورس، وضُلِّل به المستوطنون على مدى سبعين عاماً مضت، فلم تعد المستوطنات المحاذية لقطاع غزة آمنة، وشهدت حالة هجرة جماعية خلال معركة “سيف القدس”. كما لم تعدْ “تل أبيب”، التي يعدّها قادة الاحتلال الإسرائيلي “عاصمة” لكيانهم، المدينةَ السياحية والاقتصادية الأكثر أمناً وأماناً، أمام صواريخ المقاومة التي باتت تضرب إلى مدى يصل إلى 250 كيلومتراً؛ أي أنها تطال كل بقعة جغرافية في فلسطين المحتلة. وهذا يدلّل، على نحو لا لبس فيه، على بداية انهيار مفهوم الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي بصورة كاملة، وأن “إسرائيل” باتت تعيش حالة تهديد وجودي فعلي أكثر من أي وقت مضى، وأصبح المستوطن الإسرائيلي يعيش داخل هذا الكيان بأمل مفقود وأفق مسدود، حوّلا “إسرائيل” إلى مكان طارد لليهود، مع تبدد وَهْم إقامة “دولة إسرائيل الكبرى” وتهشُّم تحقيقها.

فعالية محور المقاومة

الهجرة المعاكسة لليهود، بقدر ما تشغل بال الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية، تُعَدّ إشكالية وجودية في الوقت نفسه. فـ”إسرائيل” أصبحت تعيش في متاهة وحالة قلق كبيرة ومتزايدة، أمام ما تعدّه ازديادَ الخطر على وجودها، ليس من المقاومة الفلسطينية فحسب، بل أيضاً من كل محور المقاومة، الذي يحاصر “إسرائيل” من جبهات متعددة، وهذا ما اعترف به رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، مؤخراً، بحيث قال إن “إسرائيل” باتت مُحاطة بطوق من الألغام، ثم نتيجة الازدياد الملحوظ في معدل الهجرة المعاكسة من إسرائيل في اتجاه أوروبا بسبب شعور الإسرائيليين بفقدان الأمن الشخصي والفشل في توفير الحماية لهم.

صراعات وتفكك داخلي

أصبحت “إسرائيل” تعيش توترات داخلية غير مسبوقة. وحالة التفكك والانقسام في مكوناتها قائمة على أربعة أنواع، هي الهجرة والإقامة والولادة والتجنس. ويدور الصراع على طبيعة المجتمع الإسرائيلي بصورة عامة، وعلى تركيبته بصورة خاصة، كما يعاني المستوطنون الإسرائيليون صراعاً طبقياً بين الأشكناز اليهود الغربيين، والسفارديم، يهود الشرق، ناهيك بحالة التمييز العنصري والاضطهاد لليهود الإثيوبيين من جهة أخرى. وهذا ما أكده رئيس جهاز “الشاباك” الإسرائيلي الأسبق، يوفال ديسكين، الذي قال إن “التفكك الداخلي الإسرائيلي يتزايد، وإسرائيل لن تبقى حتى الجيل المقبل، نتيجة أسباب ومؤثرات داخلية. والانقسام بين الإسرائيليين يزداد عمقاً، كما أن انعدام الثقة بأنظمة الحكم آخذ في الازدياد، والفساد ينتشر، والتضامن الاجتماعي ضعيف”. 

إحصاءات بلغة الأرقام

ما يؤكد حالة الازدياد في نسبة الهجرة المعاكسة من “إسرائيل” إلى أوروبا، هو ما قامت به “إسرائيل” مؤخراً، عبر تشجيع العمال الأجانب على اعتناق الدين اليهودي ومنح حقوق المواطنة لهم كخطوة منها في مواجهة الهجرة المعاكسة. ولعلّ أبرز التحديات الديمغرافية التي تواجه “إسرائيل” أنها لم تعد الوجهة المفضَّلة ليهود العالم. وتشير دائرة الإحصاء الإسرائيلية إلى أن هروب الأدمغة متواصل منذ عام 2003، وارتفع بنسبة 26% منذ عام 2013. وتشير كل المعطيات إلى تعاظم معدلات الهجرة المعاكسة، عبر استفحال مشكلة هروب الأدمغة من داخل “إسرائيل” إلى أوروبا، إذ إن الأغلبية الساحقة من اليهود، الذين يغادرون “إسرائيل”، هي من الشبان من ذوي المؤهِّلات، وتحديداً في مجال التقنيات المتقدمة، والذين يبحثون عن تحقيق الذات في الخارج، وخصوصاً في أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأميركية.

إحصائياً، ووفق مراكز الإحصاء المتخصصة داخل “إسرائيل”، سجَّلت مؤشرات الهجرة المعاكسة من “إسرائيل” إلى أوروبا أن 19 ألف يهودي بين عامي 2004 و2006 غادروا “إسرائيل” من دون رجعة، وجاء العدد الأكبر في عام 2007 حينما غادرها 25 ألفاً نتيجة فقدان الشعور بالأمان.

وفق دراسة صدرت عام 2018، بعنوان “الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين”، بلغ عدد الذين تركوا “إسرائيل”، خلال العقود الأخيرة، بمن فيهم يهود الاتحاد السوفياتي السابق، مليوناً ونصف مليون. واتَّضح أن العامل الأمني هو المؤثّر الأساسي في الهجرة المعاكسة، وتزايدت بصورة واضحة بعد الحرب مع حزب الله في لبنان. 

ونشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إحصاءً صادراً عن مركز الإحصاء الإسرائيلي، قالت فيه إن عدد اليهود الذين غادروا “إسرائيل” عام 2015 فاق عدد الذين عادوا إليها، وذكرت أن نحو 16700 إسرائيلي غادروها عام 2015، من أجل العيش خارجها لفترة طويلة. وكان هذا بعد الحرب الإسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية عام 2014، وعاد منهم فقط 8500، وهي أدنى نسبة تسجَّل منذ 12 عاماً. كما تشير التقديرات الإحصائية الإسرائيلية، والتي صدرت مؤخراً، إلى أن ما يتراوح بين 800 ألف ومليون مستوطن إسرائيلي، ممّن يحملون جواز سفر إسرائيلياً، يقيمون بصورة دائمة بدول متعددة حول العالم، ولا يرغبون بالعودة إليها.

وتكشف دراسة متخصصة لـ”معهد تراث مناحيم بيغن”، في القدس المحتلة، أن أكثر من 50% من الإسرائيليين، وبحسب مصادر أخرى، 70%، توجهوا، أو كانت لديهم نية في التوجه إلى الحصول على جواز سفر أجنبي احتياطي. وهذا يعكس حالة القلق، التي تدور في عقول الإسرائيليين وأذهانهم، ومفادها أن شبح الهجرة المعاكسة حاضر في وجدانهم على الدوام.

ويشير تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، أُجري بين عامي 2015 و2016، إلى أن أيّ مواجهة عسكرية محتدمة مقبلة مع “إسرائيل” ستجعل المستوطنين الإسرائيليين يغادرونها وينسلخون عنها نهائياً. 

توجُّهات صادمة

منذ مطلع عام 2020، غادر ما يقارب 16 ألف يهودي “إسرائيل”، بسبب صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي باتت تشكّل تهديداً كبيراً لحياتهم. والأمر لم يتوقف عند هذا الرقم، فلقد نشرت وزارة الاستيعاب الإسرائيلية معطياتها عن الهجرة اليهودية، وفق دراسة أعدّتها، فجاءت مفاجئة وصادمة للأوساط الإسرائيلية، لأنها أظهرت أن ثلث اليهود في “إسرائيل” يؤيدون فكرة الهجرة، وخصوصاً بعد المواجهة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية في أيار/مايو 2021. ووفقاً لأرقام الوزارة ذاتها، غادر “إسرائيل” 720 ألف مستوطن إسرائيلي، واستقروا في الخارج بصورة رسمية منذ مطلع العام الماضي، 2021، في حين سجل العام نفيه تفوُّقاً في ميزان الهجرة المعاكسة من “إسرائيل” إلى الخارج لمهاجرين يهود، هم في الأساس قادمون من الخارج. وهذه النسبة قد ترتفع في هذا العام، بعد أن ضربت المقاومة الفلسطينية مفهوم الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي في مقتل، وأصبحت كل بقعة مستباحة وتحت مرمى صواريخ المقاومة.

بعد سردية المعطيات، وفق التدرُّج للأحداث والمعطيات ولغة الأرقام، تصبح الخريطة في “إسرائيل” مغايرةً كلياً، ولم تعد كما كان يصوّرها قادة كيان الاحتلال ومؤسّسوه. فما بعد معركة “سيف القدس” ليس كما قبلها، وهذه المسألة غير قابلة للتأويل أو التشكيك. فالوقائع على الأرض، وشهادات مراقبين ومختصين كثر، تصبّ في الاتجاه ذاته: بدأت “إسرائيل” تتفكّك وتنهار داخلياً، بصورة متسارعة، وهذا ما أكده أستاذ العلوم العسكرية في الجامعة العبرية في مدينة القدس المحتلة، البروفيسور مارتين فان كارفيلد، والمعروف أنه من أشدّ الداعين إلى طرد جميع العرب من “إسرائيل”، قائلاً إنّ “تدهور الجيش الإسرائيلي بدأ من الرأس حتى القاع، أي من القيادة حتى الجنود، بسبب تفشي ظاهرة إدمان المخدِّرات والتجارة فيها، وبيع الجنود أسلحتهم لفصائل المقاومة الفلسطينية للحصول على المال، وتصاعد منسوب هجرة الإسرائيليين إلى أوروبا وأميركا. هذا الصراع ضد الفلسطينيين خاسر، وسينتهي بنهاية “دولة” إسرائيل في نهاية المطاف”.

الأمر لم يتوقف عند البروفيسور كارفيلد، فما أفصحت عنه نُخَب إسرائيلية سياسية خلال معركة “سيف القدس” بشأن تصاعد مفهوم الهجرة المعاكسة الإسرائيلية في اتجاه أوروبا يعزّز ما ذهب إليه مفكرون ومؤثّرون كثر في المشهد الإسرائيلي، كونهم أدركوا حقيقة المشهد بشأن مستقبل “إسرائيل”، وهذا ما رسّخَ لديهم قناعات جديدة بفعل قوة المقاومة ومحورها وصلابتهما. وهذا ما ذهب إليه المؤرخ الإسرائيلي، بيني موريس، الذي قال “خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون، ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إمّا مطارَدين وإمّا مقتولين. وصاحب الحظ من يستطيع الهرب إلى أوروبا أو أميركا”. وهو في السياق نفسه لما صرّح به الرئيس الأسبق لجهاز “الموساد” الإسرائيلي، شبطاي شافيت وهو أعلى منصب أمني في “إسرائيل”، إذ قال إن الإسرائيلي “قد يجد نفسه يوماً ما يحزم أمتعته ويغادر “دولة” إسرائيل”، وما صرح به المحلل السياسي الإسرائيلي، جدعون ليفي، لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، يوم الـ13 من أيار/مايو الماضي، في ثالث أيام معركة “سيف القدس”، قائلاً إن “وجهتنا يجب أن تكون أوروبا، وعليهم أن يستقبلونا كلاجئين. أعتقد أن هذا أفضل من أن نؤكَل أحياءً من العرب”.

وهو يصبّ في المضمون ذاته لما قال الصحافي الإسرائيلي الشهير، يارون لندن: “أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له إن نسبة بقائنا في هذه الدولة لن تتعدى 50%. ولمن يُغضبهم قولي هذا، فإنني أقول لهم إن نسبة 50% تُعَدّ جيدة، لأن الحقيقة أصعب من ذلك”.

مقدمات زوال “إسرائيل”

بدأت قناعات جديدة تتشكّل لدى كل المستويات الإسرائيلية أمام معادلات ومتغيرات فرضها محور المقاومة، في مختلف جبهاته، وباتت أقرب إلى أن حالة الهجرة المعاكسة هي المقدمة لمرحلة زوال “دولة إسرائيل”. وما قاله المفكر اليهودي البريطاني، جون روز، وهو صهيوني سابق منشقّ، وصاحب الكتابين المشهورين “أساطير الصهيونية”، و”إسرائيل الدولة الخاطفة.. كلب حراسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”: “هناك تراجع ملحوظ في الهجرة إلى إسرائيل، يوجد الآن إسرائيليون كثر يغادرون إسرائيل، فلقد سئموا من السياسة والفشل في ضمان الحماية لأنفسهم. عاجلاً أو آجلاً، هذا الوضع داخل هذه الدولة سينهار، ولا أرى مستقبلاً لإسرائيل في المدى الطويل”.

وما عبّر عنه رئيس الكنيست الأسبق، إبراهام بورغ، في مقال له نُشر في “واشنطن بوست”، يصبّ في السياق نفسه، إذ قال “إن إسرائيل على أبواب نهاية الحلم الصهيوني، وتتجه نحو الخراب “. ودعا، في مقالته، الإسرائيليين إلى امتلاك جواز سفر آخر، كما أوضح أنه هو نفسه امتلك جواز سفر فرنسياً.

استخلاصات وعِبَر

قلبت معركة “سيف القدس” تماماً موازين التفوق العسكري، وجعلت “إسرائيل” في مرمى أسراب صواريخ المقاومة الفلسطينية، وفرضت معادلات جديدة، بدت آثارها كبيرة في الهجرة المعاكسة من “إسرائيل” إلى أوروبا وأميركا، ثم في انخفاض الحماسة لدى جنود الاحتلال في الدفاع عن المشروع الصهيوني، وصولاً إلى تداعياتها على التهديد الكبير لمستقبل “إسرائيل”. لقد بدأت أوساط متعددة تدرك أن مشروع “إسرائيل الكبرى” لم يعد هناك مجال لتحقيقه، في وقت تبحث “إسرائيل” عن بناء جدار لتحمي نفسها من المقاومة.

الحقائق التي لا يمكن لـ”إسرائيل” إنكارها أو التغاضي عنها هي أن حالة التفكك التي تعيشها، جرّاء جملة الأسباب والمتغيرات والمعطيات الجديدة، ستعجّل انهيارها. وبناءً عليه، أؤكد جملة من الثوابت، أهمها:

– “إسرائيل” كيان احتلالي لقيط، يتألف من عدد لا حصر له من القوميات، يجمعها فقط الدين اليهودي. وانهيارها بات أقرب من أي وقت مضى.

– الصهيونية بدأت تضعف كغطاء سياسي يجمع اليهود، والدليل على ذلك مئات الكتب التي كتبها مؤرخون صهاينة، عندما قالوا إن “كل يهودي مستوطن في يده جوازا سفر. محظوظ من يمتلك جواز سفر أميركياً، حتى يستطيع أن يغادر بسرعة.

– تيقُّن “إسرائيل” إدراكها الصريحان للتهديد الذي يشكله محور المقاومة، في مختلف جبهاته، وأنه سيكون سبباً رئيساً في إنهاء مشروع “إسرائيل” في المنطقة. 

– إقرار قانون “الدولة الدينية” أو “يهودية الدولة”، يؤكد، على نحو لا يدع مجالاً للشكّ، أن هذه “الدولة” ما هي إلاّ بيت من زجاج، ومهدَّدة بالسقوط والانهيار في أيّ لحظة. 

– عوامل الانهيار الداخلي لبنية “إسرائيل” تتفاقم يوماً بعد يوم، مع ازدياد ضغط الوضعين الأمني والاقتصادي، وبسبب الهجرة المعاكسة، والتي ستزداد مع ازدياد الاستنزاف، اقتصادياً وبشرياً، وامتداده لفترة زمنية طويلة.

– لم يعد بعد معركة “سيف القدس” في مقدور “إسرائيل” خوض حروب خاطفة سهلة سريعة غير مُكْلِفَة لها، فأيّ نية في مواجهة سيكون ثمنها كبيراً وعالياً جداً. 

– سقوط نظرية الجبهة الداخلية، التي دائماً ظلت في مأمن في كل الحروب العربية الإسرائيلية، إلاّ في حالتين مع المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، انهارت فيهما الجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي، بصورة غير مسبوقة.

– تهاوي أكذوبة “إسرائيل” القائمة على الأمن، والتي تغنَّت بها منذ نشأتها، فلا الأمن تحقَّق، ولا التفوق التكنولوجي استطاع أن يحمي مستوطنيها من صواريخ المقاومة.

(سيرياهوم نيوز-الميادين٢٠-٢-٢٠٢٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عندما ترتج البيوت في جنين من وقع القصف في حيفا

    مشاعر عارمة تجتاح مخيمات شمال الضفة، مع صخب فادي وزفة الطائرات المسيرة المصاحبة لعصفه في وادي عارة ومجدو والأغوار من طمون حتى جلبون. ...