أماني فروج
تخطى فن الكاريكاتير الصفحة الأخيرة في الصحف والمجلات وبات بصمة حادة تكسر حواجز الصمت ولغة جديدة لتكريم الفنانين والمبدعين إضافة لدوره الأساسي في النقد الساخر لمختلف مناحي الحياة ليكون فسحة تتميز بقدرتها الفريدة على إيصال رسائل فاق أثرها في بعض الأحيان الكلمة.
وعبر أسماء حملت هذا الفن إلى آفاق أرحب بات فن الكاريكاتير السوري وسيلة تحتفي بالإبداع ورموزه في هذا البلد من خلال استخدام مدارس فنية وأساليب تصويرية لينطلق خلالها إلى العالمية ويشكل لنفسه حضوراً على الساحتين العربية والعالمية.
ويساهم معرض سورية الدولي للكاريكاتير الذي أطلقه الفنان رائد خليل منذ عام 2005 في تسليط الضوء على الفنانين السوريين لأنه وفقا لمؤسسه يسعى لإعطائهم فرصة حتى يظهروا قدراتهم إلى الفضاء العالمي ويعزز الحضور السوري في عملية التلاقح الثقافي والمعرفي بين شعوب الأرض ويفتح أبواب حوار إبداعي مع الفنانين العرب والأجانب ويؤكد أهمية الفن كرسالة أخلاقية وإنسانية سامية.
وبدءاً من عام 2017 بدأ المعرض يحتفي بشخصيات أدبية أو فنية سورية راحلة تركت في عالمنا بصمة فريدة من نوعها استمرت حتى وقتنا الحاضر تكريماً لمسيرتها التي أغنت المشهد الثقافي العربي والعالمي وشغلت حيزاً كبيراً في الوجدان الإنساني بدءاً من الراحل ممتاز البحرة ونضال سيجري ومحمد الماغوط ونزار قباني ليكون نجم هذا العام الفنان الكوميدي نهاد قلعي.
وعبر لوحات قدمها فنانون سوريون وعرب وأجانب جال مبدعو سورية بملامحهم وتفاصيل من وجوههم بين أنظار زوار دورات هذه المعارض ليشاهدوا لوحات برؤى ومناظير فنية مختلفة وبلمسة من الطرافة.
ويوضح خليل أن اللوحات المشاركة في المسابقة التي تناولت الراحل نهاد قلعي تم عرضها على لجنة التحكيم في المعرض المؤلفة هذا العام من الفنان الكبير دريد لحام والفنانين التشكيليين موفق مخول وسها غانم وحسن اسماعيل وبشرى الحكيم قبل أن يتم الإعلان عنها حيث فاز بها فنانان من إيران إحسان شراخي ومحمد حسين أكبري.
الفنان السوري محمد العلي الذي حصل على الجائزة التشجيعية لهذا العام قدم لوحة من فن البورتريكاتير الذي يعتني بإبراز العلامات المميزة للشخصية والمبالغة بها بطريقة طريفة ومحببة وهي موجهة للتكريم دائماً فجسد من خلالها الحالة النفسية للفنان قلعي في مشهد مقتبس من مسلسل صح النوم من خلال إبراز التفاصيل والعلامات المميزة في الوجه كنظارته وملامحه البارزة وأدائه بتعاليم وجهه المتفاجئة بالمقالب الكوميدية.
وعندما يستطيع فن الكاريكاتير في سورية التعريف بالمبدعين السوريين في العالم عبر رسم لوحات عنهم ودفع رسامين أجانب للاطلاع على مسيرة هؤلاء ويعرف بمستوى رسامينا يسير خطوة إضافية نحو وضع الفن السوري في مصافي العالمية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا