آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » كلوب هاوس الميادين: العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.. التداعيات والفرص

كلوب هاوس الميادين: العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.. التداعيات والفرص

عقد “كلوب هاوس” الميادين ندوةً تحت عنوان: “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وانعكاسها على النظام الدولي والشرق الأوسط”، وناقشت الندوة أفق الصراع وتاريخه، وما قد تؤول إليه العلاقات الدولية بعد العملية العسكرية الروسية.

وتحدث أستاذ العلاقات الدولية جمال واكيم خلال الندوة عن عدم وجود “جذور صراع” بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن “كلمة أوكرانيا هي كلمة بولونيّة تعني الحدود”، وتاريخياً “تشهد منطقة أوكرانيا صراعات كونها منطقة تماس بين الإمبراطوريتين الروسية والتركية”.

وأوضح واكيم أن “معظم ما تمّ ضمه إلى أوكرانيا كان في العهد البولشيفية”. وأضاف أن “النعرة المعادية للروس والسوفيات كانت بسبب المناطق التي ضمت من بولندا إلى أوكرانيا تاريخياً”.

وعن العملية العسكرية الروسية الأخيرة، قال واكيم إن “بوتين اتخذ قرار الحرب لأن هناك تهديد للأمن القومي الروسي”، معتقداً أن “قرار بوتين بشن حرب على أوكرانيا لم يكن سهلاً “.

ورأى أن “نظرية الـأمن الروسي القومي تقوم على الدفاع في العمق، ونظرية الروس في السيطرة على أراض محاذية لحدودهم لإبعاد الخطر عن موسكو ليست جديدة بل تعود لـ800 سنة في عمق التاريخ”. 

وضع القوة النووية الروسية على أهبة الاستعداد جاء رداً على التهويل الأميركي

وعن أوكرانيا، قال واكيم إنها “قريبة من منطقة القوقاز الخاصرة الرخوة لروسيا التي أخضعها بوتين سابقاً”، وإن “تهديد الرئيس الأوكراني باقتناء سلاح نووي كانت الشعرة التي قسمت ظهر البعير وكانت الشرارة الأولى لإعلان العمليّة”.

ورأى أن “قرار وضع القوة النووية الروسية على أهبة الاستعداد جاء رداً على التهويل الأميركي والأوروبي”، وأن “خطوة بوتين كانت رسالة للغرب انهم لن يستطيعوا أن يقحموا روسيا في معركة استنزاف”.

وعن الرئيس الأوكراني، قال  واكيم إن “زيلينسكي ليس فقط يهودي بل هو إسرائيلي ويحمل الجنسية الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن “أوكرانيا ساعدت في اجتياح العراق ومن الواجب أن نقف حسب ما تقتضي مصلحتنا”. واعتبر كذلك أن “ضرب روسيا هدفه حصار الصين، وأن تدخل أميركا في وسط آسيا هي للإطلالة على روسيا والصين وإيران”.

وأوضح أن “قضية أوكرانيا ليست مفصولة عما جرى في منطقة القوقاز، فأميركا تحاول التوسع عبر أوكرانيا.. ومن إقليم الدونباس تنطلق إلى منطقة القوقاز”.

لا يوجد تناقض مصالح بين الصين وروسيا

ورأى واكيم أن “الثورات الملونة في أوكرانيا من خلال المحاولات الأميركية ليست جديدة وهي بدأت عام 2004 وانتهت مع زيلينيسكي”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد تناقض مصالح بين الصين وروسيا، بل هناك تكامل روسي صيني”.

واعتبر أن “بوتين قادر على إعادة تفجير أوروبا من جديد من خلال إعادة تسليح صربيا وتنشيط الأقليات الروسية في الدول الأوروبية”، وأوضح أن “ما قد يلجأ له بوتين هو تحريك العديد من القضايا شرقي أوروبا لتخفيف الضغط عنه”.

واكيم قال إن “ما يسمى بمرحلة الأحادية القطبية كانت تمهيد للانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب”، وإن “التاريخ سيسجل أن الحدث الأوكراني هو الفاصل بين عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب”، معتبراً أن “أحداث الشرق الأوسط في العقود الماضية ساهت بشكل كبير في رسم عالم متعدد الاقطاب”.

وأضاف أن “حسم روسيا للمعركة بشكل سريع سيشكل افتتاح إلى عالم متعدد الأقطاب”، وأنها “ستعتمد على علاقات استراتيجية مع الهند بالإضافة إلى الصين وهنا نتحدث عن ثلث سكّان العالم”.

الصين قد تتجرأ على استعادة تايوان

ورأى أن “الصين قد تتجرأ في العقد المقبل على استعادة سيادة الأراضي الصينية من خلال إعادة تايوان إلى كنفها”، مشيراً إلى أن “إعادة تايوان إلى كنف الصين يفتح المجال البحري أمام الأخيرة ويكسر الحصار الأميركي” .

وعن الدور القطري، رأى واكيم أن “قطر دخلت بثقلها إلى جانب الولايات المتحدة وأوكرانيا”، معتبراً أن “الإمارات باعت روسيا في مجلس الأمن موقفاً لتستطيع تحصيل مكاسب في مكان آخر”.

واستبعد واكيم أن “تقدم الولايات المتحدة على المشاركة في العملية في أوكرانيا لأنها ستتدحرج إلى حرب عالمية نووية”، ورأى في سياق آخر أنه “يمكن أن نشهد موقفاً روسياً أكثر حزماً في مواجهة العدوان الإسرائيلي على سوريا”.

الحديث عن أوكرانيا أنها فلسطين هو تزوير

في الندوة نفسها، قال الدكتور  في علم الاجتماع سيف دعنا، إن “هامش استقلالية القرار الاوروبي عن الأميركي تؤكد أن أوروبا مستتبعة للأميركي والقرار في النهاية أميركي”.

وأكد أن “العقوبات على روسيا سيكون لها تبعات على أوروبا والولايات المتحدة، وطبيعة العلاقة الأوروبية الأميركية تشير إلى هيمنة أميركية”.

ورأى دعنا أن “الألمان والفرنسيين يطرحون مفاوضات مع الروس بالنسبة للأزمة في أوكرانيا لضمان أمنهم”.

وقال إن “روسيا كانت كابوساً للولايات المتحدة لإطلالتها على أوروبا وهي غير مستتبعة لها”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن مقارنة ما يحصل في أوكرانيا بما يحصل في فلسطين المحتلة، ويجب استباق هذه الدعاية لأن مقاربة هذا الموضوع بهذه الطريقة هي مقاربة خاطئة”.

وشرح دعنا أن “تجربتنا كعرب مع النظام العالمي الأميركي سيئة”، وأن “المواقف يجب أن تؤسس على المبادئ الكبرى وليس على الأمور التفصيلية”، ورأى أن “الحديث عن أوكرانيا أنها فلسطين هو تزوير وجهل”.

ما يجري الآن جولة كبيرة من الحرب على روسيا

واعتبر دعنا أن “ما يجري الآن جولة كبيرة من الحرب على روسيا، والحرب لم تتوقف ضدها يوماً لكن هذه الجولة تستهدف موسكو بشكل مباشرة”، مضيفاً أن “ما نراه هو دخول روسيا إلى أوكرانيا لكن الحقيقة هي الحرب على روسيا.. وموسكو في حالة دفاع عن النفس”.

وعن تركيا، أشار دعنا إلى أن “أنقرة تعتبر أحد أكبر الخاسرين من العملية الروسية في أوكرانيا”، وقال: “هناك صراع تركي روسي.. وتركيا تسعى إلى إعادة النفوذ العثماني”.

ورأى كذلك أن “تركيا خسرت في التمدد شمالاً، وحولت توجهها جنوباً نحو الشرق الأوسط والمناطق العربية”، معتبراً أن “الدور الذي تلعبه تركيا هو ضمن استراتيجية تحويل أوكرانيا إلى أفغانستان”.

وأوضح أن “ردة فعل تركيا على العملية الروسية في أوكرانيا هي رد على عدم سماح روسيا لها في التمدد شمالاً، وهي متضررة جداً من تطور الأحداث في أوكرانيا لأنها لن تتوقف هناك فقط”.

وقال دعنا إنه “في كل الحروب الأميركية لم يكن هناك هدف واضح غير التدمير والخراب كون الرأسمالية تقوم على ذلك”.

روسيا أعادت بناء جيشها بعقيدة جديدة وتسليح جديد

وأشار إلى أن “الرؤية الروسية على عكس الأميركية هي واضحة، وأن أوروبا وأميركا طلبوا نقل مسلحين إلى أوكرانيا وهو جزء من التهويل أن هذه الحرب الأولى في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية”.

وإذ رأى أن “التفاهم الصيني الروسي يساعد روسيا في ظرف أصعب مما يحصل الآن”، ورأى دعنا أن “المعركة العالمية التي تدور هي بسبب الصين”.

واعتبر أن “روسيا أعادت بناء جيشها بعقيدة جديدة وتسليح جديد وكانت تتجهز لمعركة”، وأن “أهم عامل لإعادة بناء الاقتصاد الصيني هو الاتفاقات التي أقلمتها الصين للتبادل التجاري مما يخفف التداول بالدولار ويخفف من التدخل الأميركي”.

وقال دعنا إن “إيران والصين ينظران إلى ما بعد الصراع”. ورأى أنه “في محصلة ما يجري في أوكرانيا يبدو أننا متجهون نحو إنجاز روسي”، معتبراً أن “النقطة الأخرى التي يمكن أن يتوجه لها الروس هي بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة”.

وعن العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا، قال دعنا إن “العقوبات هي أحد اشكال الحرب والروس يتعرضون للعقوبات من فترة طويلة ولم يبقَ منها ما لم يجربوه”، مؤكداً في الوقت نفسه أنه “لا يجب التقليل من تبعات العقوبات الاقتصادية”.

التجهيز الروسي كان مبني على الحد من تبعات العقوبات الاقتصادية 

وأكّد دعنا أن “هناك شركات أميركية تطالب بعدم استبعاد روسيا من نظام “سويفت” البنكي لما له من أضرار على شركات أميركية وأوروبية”، مشدداً على أن “هناك بدائل عند روسيا بالنسبة للتبادل التجاري مع الصين والهند في حال تم عزل روسيا من نظام “سويفت”.

واعتبر أن “التجهيز الروسي كان مبني على الحد من تبعات العقوبات الاقتصادية عليها، وأنه تمّ تجهيز آلية روسيّة لاقتطاع مبالغ ضخمة للحفاظ على عجلة الاقتصاد الروسي”.

وقال دعنا إن “تبعات العقوبات لن تكون كما يتخيلها الأميركيون والأوروبيون كما حصل مع إيران”، ورأى أنه “يمكن التخفيف بالحد الأقصى من تبعات العقوبات الاقتصادية على روسيا من خلال حاجة روسيا للتبادل التجاري مع الصين وحاجة الصين إلى مصادر الطاقة الروسيّة “.

وأضاف دعنا أن “كل المؤشرات تأكد أن العالم سيربح رغم أضرار العقوبات الاقتصادية، وحتى لو قامت قطر بمحاولة تأمين الحاجة الأوروبية من الغاز لن تستطيع سد الحاجة”.

(سيرياهوم نيوز-الميادين28-2-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا

    رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا   مدفوعة بمشاهد الموت والدمار الآتية من غزة والمنتشرة على ...