يسلط العرض المسرحي العماني “لقمة عيش” الذي يقدم على خشبة الحمراء بدمشق حالياً الضوء على واقع نراه في مختلف المجتمعات العربية يتمثل في سعي المواطن اليومي وراء لقمة العيش.
العرض الذي تقدمه فرقة مسرح الدن للثقافة والفن العمانية يأتي كأول عمل عربي يعرض على مسارحنا منذ سنوات حيث يقدم المؤلف جمال صقر والمخرج محمد سعيد الرواحي سلسلة من القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالزواج والرواتب وغلاء الأسعار وعدداً من القضايا الأخرى التي تعتبر حديث الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضمن قالب كوميدي رشيق بطريقة مبتكرة إخراجياً من حيث آلية طرح الفكرة والتطرق إليها.
العرض الذي نظمته مديرية المسارح والموسيقا ووزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة يشكل فرصة للتمازج الثقافي العربي لتبادل الأفكار والثقافات والخبرات وفقاً للدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة التي أعربت عن حرص الوزارة على مشاركة الفرق المسرحية السورية في مهرجانات عربية وفي ذات الوقت استضافة فرق مسرحية عربية متميزة ومبدعة.
ومن جانبه عبر رئيس فرقة الدن للثقافة والفن العمانية محمد بن سالم النبهاني عن سعادته بزيارة الفرقة لدمشق لأول مرة بعد الحرب التي طالتها موضحاً أن العرض يوجه نقداً لطيفاً للواقع الذي يعرقل بعض الجوانب التطويرية في أي مجتمع ضمن رسالة المسرح في نشر المحبة والسلام والانفتاح على مختلف الثقافات على خشبات سورية التي ستبقى المتصدرة للدراما المسرحية العربية.
مدير مديرية المسارح والموسيقا عماد جلول بين أن الدن هي فرقة مسرحية مجتهدة حققت عدة جوائز على الصعيد العربي واستضافتها على خشباتنا ظاهرة تسعى المديرية إلى تكريسها ضمن مسعاها لاستضافة العروض المسرحية من مختلف الدول العربية ضمن أسابيع ثقافية خاصة مع استمرار مشاركة العروض المسرحية السورية في المحافل الدولية مشيراً إلى أنه تم إعداد برنامج للفرقة العمانية لزيارة أوابد ومبان أثرية في دمشق.
عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد توقف عند أهمية وجود فرقة للمسرح العماني في دمشق في إشارة إلى عودة العروض المسرحية العربية إلى خشباتنا التي كانت قبلة المسرحيين العرب والعلامة الفارقة في كل ملتقياتهم مشيراً إلى أن فرقة الدن قدمت عرضاً رشيقاً تميز بسلاسة في إيصال الفكرة حمل فكرة حياتية مهمة حققت المعادلة التي يبحث عنها المسرحيون وهي المتعة والفائدة.
“شعور جميل جداً يكاد لا يوصف” هكذا عبر الممثل أحمد بن سعيد الرواحي عضو فرقة الدن عن مدى سعادته بتفاعل الجمهور السوري مع العرض كون القضية التي تخصه تلامس جميع العرب وتعكس في ذات الوقت مكانة المسرح العماني حالياً.
أما الفنان السوري مصطفى الخاني الذي تابع العرض فتحدث عن عودة الفن في مسارح دمشق إلى ما كان عليه قبل سنوات الأزمة كونها بلاد الفن والجمال وليست بلد الحرب.
حضر العرض المسرحي عدد من السفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدون في دمشق وكوكبة من المهتمين بالشأن الثقافي والمسرحي.
يذكر أن فرقة مسرح الدن للثقافة والفن تأسست عام 1994 وتقدم العروض والفعاليات الثقافية والفنية وتنظم المهرجانات وتستقطب المواهب والمبدعين لتدريبهم وتأهيلهم وقدمت أعمالها في مختلف دول العالم منها مهرجان سيبيو الدولي للمسرح في رومانيا وحققت الكثير من الجوائز والإنجازات منها جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل أول على مستوى عمان بمسابقة إبداعات شبابية لعام 2017.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا