محمد منار حميجو – تصوير طارق السعدوني
الأربعاء, 02-03-2022
كشفت رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان أروى العظمة هناك ازدياداً في نسب المصابين بأمراض السرطان مشيرةً إلى أن المشافي العامة سجلت 17.5 ألف إصابة في العام 2020 بالسرطان، وأضافت: في حين لا يوجد هناك إحصائيات عن الأعداد المسجلة في المشافي الخاصة.
وأطلق البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان في سورية أمس خلال مؤتمر صحفي حملة وطنية تشمل كل المحافظات للكشف المبكر عن ثلاثة أنواع من السرطان وهي سرطان عنق الرحم والثدي والبروستاتا وتبدأ اليوم من طرطوس وتنتقل تباعاً لتشمل كل الجغرافيا السورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكدت العظمة أن هذا الازدياد يجب أن يؤخذ بالحسبان وبكل جدية، مضيفة: يجب ألا نحصي فقط حالات السرطان بل أيضاً التوزع الجغرافي لها وبالتالي فإنه في حال تم تسجيل نسبة عالية من السرطان في منطقة معينة فإنه يجب أن ندرس عوامل الخطورة التي أدت إلى هذه النسبة ومن ثم نعمل وقاية أولية بعد دراسة عوامل الخطورة حتى نحمي السكان من السرطان.
وفيما يتعلق بموضوع الأدوية الخاصة في معالجة أمراض السرطان أكدت العظمة أن هناك نقصاً في هذه الأدوية، مضيفة نبذل كل جهد لتأمين الأدوية السرطانية في أقرب وقت وبالكميات الكافية ومن دون انقطاع.
وأشارت إلى أن الكشف المبكر لا تدخل فيه الأدوية بل يتم إجراء المسح لاكتشاف ما إذا كان هناك شخص مصاب وغير شاعر بذلك ومن ثم يتم توجيهه للعلاج، مشيرة إلى أن المسح يجري عادة عن أكثر السرطانات شيوعاً وهي سرطان الثدي والرحم والبروستاتا، ومعربة عن أملها أن يتم خلال الفترة القادمة تشميل النوع الرابع وهو سرطان القولون.
ورداً على سؤال «الوطن» خلال المؤتمر الصحفي حول وجود كادر لتغطية كل المحافظات بما في ذلك المناطق المحررة في الحملة قالت العظمة: سنقوم بتغطية كل المحافظات بما في ذلك المناطق المحررة واعتقد أن مديريات الصحة من الممكن أن ترفد الحملة بالكوادر المناسبة كما حدث في محافظة طرطوس، مشيرة إلى أنه لديهم كوادر مؤهلة ومدربة وسيتم حشد كل القوى لتغطية الحملة بكل ما يلزم من مستلزمات.
وأضافت: في بعض المحافظات من الممكن أن يوجد مراكز تابعة أيضاً للتعليم العالي تساعد في الحملة إضافة إلى الاستعانة ببعض المراكز الخاصة ونقوم بتمويل البحوث التي تقوم بها هذه المراكز وبالتالي لا اعتقد أن يكون لدينا مشكلة في تأمين الكوادر.
وفي كلمة لها في المؤتمر أكدت العظمة أن الحملة الوطنية للكشف المبكر عن السرطان غير مسبوقة وتنطلق (اليوم) الأربعاء في طرطوس ومن ثم يتم الانتقال على التوالي من محافظة إلى أخرى لتشمل جميع المحافظات خلال عام.
وأضافت: تأتي حملتنا نتيجة لتضافر جهود كبيرة من جهات مختلفة معنية وفي مقدمتها وزارات الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي وإدارة الخدمات الطبية العسكرية في وزارة الدفاع وقيادات المحافظات في وزارة الإدارة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والمتبرعون، موضحة أن سبب البدء من محافظة طرطوس هو وجود عدد كبير من المراكز الصحية فيها والكثافة السكانية المنخفضة حيث سيجري استهداف 5 آلاف شخص لكل نوع من السرطان.
العظمة لفتت للدور الكبير للسيدة أسماء الأسد في إطلاق البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان في سورية ودعمها المستمر لتنفيذ أهداف هذا البرنامج بكل تفاصيله الذي سمح بتحقيق خطوات كبيرة في مواجهة السرطان من خلال إطلاق العمل بمركز زرع الخلايا الجذعية في مشفى الأطفال بدمشق وإنجاز التوسعة الأولى لوحدة بسمة لعلاج سرطان الأطفال بمشفى البيروني الجامعي مروراً برفع تعويضات طبيعة العمل للعاملين في مجال الأورام إضافة إلى إحداث تخصصات جامعية جديدة سترفد مراكز الأورام بالكوادر الخبيرة والكفؤة والعمل على استقدام أجهزة حديثة ومتطورة ستوضع قريباً في الخدمة.
وبينت العظمة أن التحديات التي يواجهها البرنامج الوطني كبيرة وهي جزء لا يتجزأ من التحديات التي يواجهها قطاع الصحة بشكل عام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن العقوبات الجائرة وظروف الحرب التي عشناها في السنوات الماضية.
وأضافت: في مقدمة هذه التحديات صعوبة تأمين الأدوية السرطانية بالكميات الكافية ومن دون انقطاع نتيجة هذه العقوبات وكذلك صعوبة توفير القطع الأجنبي لاستيرادها وكما أن هناك صعوبات في تأمين الأجهزة الطبية التشخيصية والعلاجية الناقصة في مراكز السرطان وتأمين قطع الغيار وصيانة الأجهزة المستخدمة.
وأشارت إلى أنه تمت خسارة العديد من الكوادر المختصة في معالجة أمراض السرطان وبالتالي نعاني من نقض كبير من الكوادر والخبراء وبالتالي فإن الخبراء المتبقين يقومون بجهود جبارة بكل ما يملكون من إمكانيات ووقت، ضاربة مثلاً أنه في مشفى البيروني الجامعي يوجد فيه مسرع خطي واحد يعمل من الصباح وحتى المساء وذلك بشكل يزيد عن ضعف ساعات العمل المقرر له وكثيراً ما يضطر الكادر العامل عليه للنوم في مكان العمل وذلك للسعي قدر الإمكان إلى تقليل دور الانتظار للعلاج الشعاعي.
وتابعت: نحن في اللجنة سنتابع العمل الدؤوب لتجاوز كل التحديات التي تواجهنا حتى ننجز البرنامج الوطني في الكامل ونرفع مستوى التحكم بالسرطان إلى المستوى المطلوب الذي يحقق أفضل المعايير العالمية.
ورداً على سؤال «الوطن» حول نقص أدوية السرطان أكد معاون وزير الصحة أحمد ضميرية أن الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تطبق على سورية منعت ورود أدوية السرطان والأدوية المزمنة إليها، مشيراً إلى أن هناك تأخيراً في توريدها كما أن هناك شركات انسحبت بسبب هذه الإجراءات.
وأضاف: مع ذلك نقول للعالم رغم الحرب الإرهابية والإجراءات القسرية على سورية نحن نتابع مريض السرطان وسنقوم بمحاولة التحكم بمرض السرطان وأكبر دليل على ذلك هو إطلاق الحملة الوطنية للكشف المبكر عن السرطان.
وفي كلمة له في المؤتمر الصحفي أكد ضميرية أن مديريات الصحة على استعداد في المحافظات بشكل كامل لتقديم خدماتها اللازمة لإنجاز وإنجاح هذه الحملة، لافتاً إلى القيمة الكبيرة التي تنطوي عليها هذه الحملة والتي ستنعكس على صحة الأفراد وعوائلهم وتختصر الوقت والتكاليف.
من جهته أكد معاون وزير الإدارة المحلية معتز قطان أن مساهمة الوزارة تتجلى بالأجهزة المحلية في المحافظات والوحدات الإدارية ولجان الأحياء والمخاتير والمنظمات الأهلية غير الحكومية لمؤازرة الفرق الطبية واللجنة الوطنية من خلال تقديم كل أشكال الدعم والاستفادة من كل الإمكانيات والتجهيزات المتوافرة ببيانات المحافظات لاستثمار المنشآت والمراكز الصحية الثابتة ضمن المدن.
وفي كلمة له في المؤتمر الصحفي أضاف قطان:إنه بناء على إحصاءات لأعداد المستفيدين من الحلمة قامت بها الوزارة وتقدير حجم العينات المستهدفة تم تحديد أمكنة الوحدات المتنقلة لتغطية المناطق الريفية وتأمين النقل للراغبين بإجراء الفحوصات مجاناً، إضافة إلى تقديم كامل الدعم اللوجستي لهذه الحملة المتمثل بتأمين الأماكن المناسبة للوحدات المتنقلة في الوحدات الإدارية إضافة إلى مولدات الكهرباء والإطعام والمبيت للطواقم الصحية العاملة.
من جهتها بينت عضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان لينة أسعد في تصريح لـ«الوطن» أن ما يميز هذه الحملة في أنها ستصل إلى جميع الشرائح، موضحة أن الفئات العمرية المستهدفة هي 40 سنة وما فوق للإناث في حين الفئة العمرية للذكور هي 50 سنة بالنسبة لسرطان البروستات.
وفيما يتعلق بموضوع الأجهزة المستخدمة في الحملة أكدت أنها غير مكلفة وهي تنسجم مع الأنواع الثلاثة من السرطانات التي يتم العمل على كشفها، مشيرة إلى أن الأساس في الكشف المبكر للسرطان يجب أن يكون بأدوات سريعة وبسيطة وغير مكلفة.
وبينت أن التوجيهات في إعداد السجل الوطني الذي يتم العمل عليه حالياً بأن يشمل جميع الإحصائيات من المشافي العامة والخاصة وكذلك المخابر الخاصة أي كل من يعمل في نطاق علاج السرطان.
وفي كلمة لها في المؤتمر أشارت أسعد إلى أن هذه الحملة سترسي بمخرجات دقيقة تتمثل في تحديد نسب الإصابة إضافة إلى أنها سترفد السجل الوطني الذي يتم العمل عليه حالياً بنسب دقيقة لحدوث الأورام، مضيفة: كما أنها ستسهم في رسم السياسة الصحية المستقبلية وفقاً لإحصاءات دقيقة فضلاً عن هدفها الأساسي والجوهري المتمثل في نسب شفاء أعلى من السرطان ورحلة علاج أقصر وأعباء نفسية ومادية أقل مقارنة بالكشف المتأخر الذي يقلل فرص التعافي والنجاة، موجهة الدعوى للجميع المشاركة في هذه الحملة المضمونة النتائج وفق تعبيرها.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)