د. عماد فوزي شعيبي
بعض الحروب غيّرت النظام العالمي.
الحرب العالمية الاولى انهت ما دعي سلم المئة عام وأخرجت الدولة العثمانية من المعادلات، وقسمت شرق المتوسط، و الحرب العالمية الثانية وحرب السويس أنهت مكانة بريطانيا وفرنسا من المرتبتين الأولى والثانية، ونصّبت أمريكا والاتحاد السوفياتي مكانهما.
صحيح أن تبدلًا حدث مع حرب أوكرانيا فتمردت دول خليجية وكذلك الهند على واشنطن، وإسرائيل ناورت! وبدت العلاقة الهندية الباكستانية في موقع آخر غير ما عهدناه، كل هذا مؤشرات، لكنني أخشى من المبالغة (الآن) باعتبار ماحدث نهاية مشابهة لما سبق ذكره. نعم قد يكون مؤشرات لبدء الأفول الأمريكي الذي يعاند منذ عقد، حيث حاول أوباما تنظيمه وحاول ترامب انقاذه (بالانسحابات من العالم، وفرض الاتاوات على الدول المحميّة، والسخرية من الناتو ودفع دوله لتحمل النفقات…) لكن بايدن والدولة العميقة يحاولان إزاحته إلى أزمة مع روسيا قبل شن الازمة مع الصين.
نعم هي محض مؤشرات، لكن ثمة قدرات لم تستنفد بعد، وما نخشاه بالفعل أن الأفول للعصر الأمريكي لن يكون كالأفول السوفيتي أو الفرنسي والبريطاني، وأنّ تكاليفه قد تكون أكثر ثقلًا على العالم وأن الأمد الزماني قد يكون طويلا من حيث الحروب المزمنة ومن حيث الإنهيارات المالية والكساد بالركود. ومشهد كل ذلك على الدول الصغيرة يقلقني إلى أبعد حد!
سيرياهوم نيوز3-صفحة الكاتب13-3-2022