*كتب:د. جورج جبور
اتخذ بطرس غالي أهم قرار بشأن احترام الإسلام في الأمم المتحدة حين استجاب لطلب مصري بتعطيل الأمم المتحدة في الفطر والأضحى. حينها كان من الواضح أن الطلب المصري إنما قدم باتفاق مع غالي لكن لماذا لم يشر غالي إلى هذا الإنجاز المفتخر في مذكراته؟
من المرجح أن السبب يعود إلى بيان إعلامي أصدرته في دمشق في ا شباط 1996 في اليوم التالي مباشرة لإعلان غالي قراره بالتعطيل. عدت بالبيان إلى مطالبتي مدير عام اليونسكو باحترام عيد الأضحى أثناء استقباله لي في مكتبه يوم 13 تموز 1989 كما إلى محاضرتي المنشورة في اتحاد الكتاب العرب كما إلى افتتاحية مجلة وزارة الأوقاف تأييدا لفكرتي. حظي البيان بتداول واسع وأرسلت إلى الرئيس مبارك وتلقيت منه كلمة شكر.
أفتتاحية مجلة وزارة الأوقاف.
أما نص البيان فقد نشرته مجددا في كتابي الجديد: مذكرات إلى رئيس مجلس الوزراء السوري’ بيروت ودمشق 2020.
ثم في تشرين الثاني 2015 نشرت مقالا مفصلا عن خبرتي مع اليونسكو في مجلة المعرفة الدمشقية الشهرية.
في المقال اطرح السؤال : لماذا لم يشر غالي إلى قرار التعطيل؟ واجب عنه كما يلي:
‘ربما وهو الذكي الدقيق لم يشأ أن يبدو وكأنه هو ومصر صاحبا الفكرة، ولم يشأ أن يقر لسوري وسورية بالفضل. أقول قولي هذا وارجو ان يصله فيوضح، وهو في ما احسب،يتمتع بالقدرة على التفاعل مع ما يوجه إليه من ملاحظات’. — انتهى الاقتطاف –.
أحببت وضع الأسطر أعلاه بالتداول ونحن على مقربة أيام من عيد الأضحى المبارك الذي أثمر إستقبال مدير عام اليونسكو لي في مثل ذلك اليوم عام 1989 فكرة هامة في التوازن الثقافي العالمي فكرة شاءت الظروف أن يتم التعتيم على ظروف ولادتها … إلا من قبل صاحبها.
(سيرياهوم نيوز28-7-2020)