منال عجيب
تقدمت الأم بالسن وباتت بحاجة إلى الرعاية والاهتمام ورد الجميل وحان وقت قطاف ثمار التعب.. وهو التعب الذي تتحمله المهندسة الزراعية تهامة يوسف بكل حب وحنان وبأمومة من نوع آخر عبر رعايتها لوالدتها مريضة الزهايمر.
تصف تهامة حالتها بالقول “إن الأمومة فعل وليست مجرد كلام ..شاءت الأقدار أن أبقى إلى جانب أمي في شيخوختها فهي التي قدمت وتعبت والآن باتت بحاجة لرعاية فائقة فعمرها ناهز الـ 90 وقد أرهقتها هذه السنون” مشيرة إلى أن والدتها كانت تعلمها وتلقنها كل شيء حتى كيف تتعامل معها عندما تبلغ سن الشيخوخة كما كانت تسرد القصص لها وتشجعها على تنمية مهاراتها المختلفة.
وأضافت تهامة: “نعم لقد تبادلنا الأدوار فأنا الآن أمها التي ترعاها وتسهر على راحتها بمساعدة المحيط وهذا رد جميل للأم التي ربت ابنتها حتى رأتها تكبر أمامها لتصنع منها شخصاً كما تحب وترغب”.
أمومة الاتجاه المعاكس كما وصفتها تهامة هي أننا نجاهد لإبقاء والدينا بحالة جيدة لأطول فترة ممكنة ..”حين أحسن القيام بدوري فهذا يعني أن أمي أحسنت تربيتي وتشكيلي وكانت لي الأسوة الحسنة” مشيرة في هذا الصدد لقصة كانت سردتها والدتها عن أم تجلس خلف شباك مأوى العجزة بعينين دامعتين لتتأمل ابنها حين يمر في الشارع.
وتختم تهامة حديثها “إن الجهد الذي أبذله مضاعف لأن شيخوخة الأهل ترافقت مع الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالوطن وبالظروف الاقتصادية الحالية إضافة إلى مرض أمي .. إنني أرعاها بحب وحنان لأحسن أمومتي كما أحسنت والدتي”.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا