سلمان عيسى
كم نشتهي أن ينام بعض المسؤولين .. وكم نتمنى أن يركب لهم كواتم للصوت .. وكم نتمنى من وسائل الإعلام الشقيقة والصديقة أن تقوم بإجراء بروفات لمقابلات المسؤولين، ترسل إلى لجنة متخصصة بالإعلام للتحقق من أن هذا المسؤول لن يطاله قانون الجريمة الإلكترونية و بالتالي قد يسجن ويغرم، ما يعني أيضا اننا قد نخسر شخصا يصلح لأن يكون في مرتبة ( رداح ) يجني من خلالها أموالا طائلة علما ان ليس لهذه الوظيفة توصيفا حتى الآن، ولا نعلم أن كانت وزارة التنمية الإدارية ستلحظ هذا الاختصاص في مسابقاتها القادمة .. النوم بالنسبة لهؤلاء يشبه العبادة .. ففيها كف بلاء عن عباد الله الذين ما زالوا إلى الآن يعتقدون أن هذا المستيقظ. . متوتر الأعصاب، قد يقدم لهم بارقة امل .. بل إنه يغرقهم في الوعود .. ويسرد لهم قصص السندباد الذي يتبعه فريقه في إيصال المواد مهما كان نوعها إلى مرافئ الأمان .. وكم يكلف ذلك من مال كرمى لعيون هذا المواطن، النكار الذي لا يثق أن جهودا خارقة تبذل لأجله .. في عرض ( البروفات ) منفعة متبادلة، فهي اولا تحمي المسؤول من شطحاته وزلات لسانه .. وتضع المواطن في الصورة الحقيقية للواقع .. مثلا : إذا كان ضمن البروفة وعودا بتحسن وضع الكهرباء، فعلى اللجنة أن تشطب هذا الأمل لأنه صعب التحقيق، وقد يسبب صدمة للمواطن من أن هذا المسؤول لا يعرف أين يضع قدمه خاصة وعوده بتحسن وضع الكهرباء في أول الشهر الرابع … واضحة، هذا نيسان والصغير والكبير يعلم ماذا يعني ذلك .. وكذا بالنسبة للمشتقات النفطية وعلى رأسها الغاز والمازوت .. أما البنزين، فهو يعالج بطرق وآليات تدفع إلى التشاؤم .. في المواد الاستهلاكية المدعومة أيضا نرجو من اللجنة إغلاق الصفحات المتفائلة التي تؤكد على زوال الدنيا، لأنها تثير الكثير من الحنق لدى غالبية الناس .. لأن كثرة التصريحات رفعت سعر البرغل إلى أكثر من ستة آلاف ليرة، والزيت النباتي إلى حدود ال 16 ألفا. . عندما ينام أمثال هؤلاء، لا تصدر قرارات متسرعة مبنية على المصلحة العامة .. !؟ المصلحة العامة، لا تقضي بإنهاء تكليف شخص مشهود له بالكفاءة، وتكليف شخص آخر، لقيادة مؤسسة مستقرة فقط لأرضاء مسؤولين من رتبته ..وعند اكتشاف الخطأ، يطوى القرار وكأن شيئا لم يحدث.. يعاد ذات الشخص وعليه تحمل تبعات التخريب التي حصلت في فترة إقالته. . والمصلحة العامة لا تقضي أن يزاح شخص مشهود له أيضا بالمثابرة والعمل الجاد، ولا نعرف الثمن ..لذلك ( نامي عيني دي نامي .. لأدبح لك طير الحمام )..!؟
(سيرياهوم نيوز٢٦-٣-٢٠٢٢)