نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقال رأي لفيكتور ماليه بعنوان “انتخابات فرنسا: مكانة ماكرون المرشح الأوفر حظا تخفي انقسامات عميقة في المجتمع”.
ويقول الكاتب “تشير كل استطلاعات الرأي إلى أنه من المرجح أن يفوز ماكرون بولاية أخرى مدتها خمس سنوات في قصر الإليزيه في الانتخابات الفرنسية، التي تبدأ في 10 أبريل/نيسان. لكن الاستياء المستمر تجاه النخبة في باريس يشير إلى أن فوز ماكرون لن يؤدي إلى قمع الغضب في المجتمع الفرنسي الذي اندلع مع احتجاجات السترات الصفراء المناهضة للحكومة، أو نزع فتيل السياسيين الفرنسيين المتطرفين الذين يحاولون استغلالها”.
ويضيف “منح الغزو الروسي لأوكرانيا ماكرون، الذي تحدث بانتظام إلى الرئيس فلاديمير بوتين سعيا للتوصل إلى حل دبلوماسي، تصويره في وضع زعيم زمن الحرب وزيادة تقدمه في الانتخابات الوطنية. تبدو القضايا السياسية التي أبرزها خصوم ماكرون خلال الحملة الانتخابية أقل أهمية فجأة عندما تتعرض المدن الأوروبية للحصار والنهب من قبل القوات الروسية ويبحث ملايين المدنيين الأوكرانيين عن ملاذ لدى جيرانهم في الاتحاد الأوروبي. الأمر أعطى الرئيس الفرنسي الحالي ذريعة لعدم مناقشة السياسات الاقتصادية والاجتماعية أو ارتفاع تكلفة المعيشة مع منافسيه. وهذا يخاطر بتغذية التصور السائد بالفعل بأن ماكرون متعجرف وبعيد عن هموم الناس العاديين”.
ويذكر الكاتب أن “العديد من المواطنين يقولون إنهم من المرجح أن يمتنعوا عن التصويت تماما. يقول منظمو الاستطلاعات إن حوالى ثلثهم ليس لديهم خطط للتصويت، مما يعني انخفاضا قياسيا في المشاركة، ويقول المعلقون إن ذلك قد يقوض شرعية ماكرون في السنوات الخمس المقبلة، على الرغم من الأداء الاقتصادي القوي لفرنسا منذ تولى منصبه”.
ويضيف “كما أن الامتناع الكبير عن التصويت والأداء القوي من قبل خصوم ماكرون من اليمين المتطرف واليسار المتطرف من شأنه أن يضمن أيضا بقاء فرنسا ساحة معركة رئيسية في الصراع العالمي بين الأممية الليبرالية وقوى القومية والشعبوية. كانت هذه هي القوى التي أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخبت دونالد ترامب في الولايات المتحدة وجلبت قادة أقوياء إلى السلطة من البرازيل إلى الفلبين”.
وينقل الكاتب عن جوليان جاكسون، المؤرخ وكاتب السيرة الذاتية لشارل ديغول، قوله إن فوز ماكرون المحتمل “سيخفي حقيقة أن مكانة فرنسا كمنارة للديمقراطية الليبرالية تتماسك بصعوبة”.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم