| ناصر النجار
لم يحسم الوثبة وتشرين بمباراة القمة التي جمعتهما وانتهت سلبية النتيجة أمر الصدارة فبقيت معلقة على فارق النقطة التي يتقدم بها الوثبة على تشرين، ما يجعل بقية المباريات التي تنتظر الفريقين ستحسم أمر الصدارة وهذا يذهب بنا القول إن الصدارة واللقب خرج من بين يدي الفريقين وهو رهن المباريات القادمة وما ستقدمه الفرق من أداء أمام المتصدر ووصيفه.
مباراتا السبت ستكونان على نقيضين، فتشرين الوصيف أمام تمرين سهل وبسيط بمواجهة عفرين الذي سلّم الراية وصار وضعه صعباً بعد أن استقال رئيس النادي، وفوز تشرين بالمباراة أمر مفروغ منه بكل الحسابات ولا يوجد احتمال بسيط واحد يتحدث عن استعداد عفرين لتحقيق مفاجأة من أي نوع.
أما الوثبة المتصدر فهو على النقيض تماماً لأنه سيواجه أهلي حلب في معقله والمباراة امتحان جدي جديد لصدارة الوثبة وأهليته للقب، ومكمن الصعوبة يأتي من النهوض الذي تشهده كرة الأهلي بنتائج جيدة تحققت مؤخراً بعد تولي البحري قيادة العملية الفنية وهذا الوضع يضع الشمالي على المحك ويهدد مرماه الذي بقي صامداً منذ المرحلة الخامسة ذهاباً أي بمعيار مرحلة كاملة.
الشمالي لا يمكنه التفريط بالمباراة لأن الضغط الممارس عليه من وصيفه كبير والمسؤولية على عاتق الفريق أكبر، وهم يعلمون علم اليقين أن الصدارة إن فلتت من أيديهم فقد لا تعود لأن منافسهم ليس بالفريق السهل وهو ينتظر الفرسان على هفوة صغيرة، مازال الميزان الفني بمصلحة الوثبة والقفزة التي حققها الأهلي لا تعني أنه دخل بالفورمة وقادر على أن يهدي الصدارة لتشرين، لكن في كرة القدم كل شيء ممكن ومن (مأمنه يؤتى الحذر).
علينا هنا أن نذكر أن تشرين بقي الفريق الوحيد الذي لم يتعرض للهزيمة وهذا يؤكد أن الوثبة بشباكه النظيفة لفترة طويلة وتشرين بعدم تعرضه للخسارة هما في واد وبقية الفرق في واد آخر.
إثبات وجود
الجيش ثالث الدوري يبحث عن فوز جديد يبقى فيه ثالث الترتيب وهذا المركز بمنزلة جائزة الترضية لفريق كان زعيم الكرة السورية على مدى العقود السابقة، الانتصار الأخير للفريق على الشرطة يؤكد أن الأمور بخير وأن الفريق تجاوز كبوة حرجلة بسرعة ما يؤهله لتسطير فوز جديد على حطين، والمشكلة التي تعاني منها كل فرقنا أنهم مزاجيون فيوماً تراهم في القمة وآخر تراهم كالمبتدئين لا يعرفون كيف ينظمون هجمة ويخترقون الشباك، وإذا كان لاعبو الجيش في مزاج جيد فإن الفوز السهل سيكون حليفهم على الحوت مع عدم الاستهانة بخصم جاء من فوز ثمين ومهم على الكرامة، حطين عملياً دخل المنطقة الدافئة بتصميم واضح وتناسى مجمل العقبات التي رافقت مسيرته وهو اليوم يسير وفق منظور الخطوة بخطوة وصولاً إلى حالة من الاستقرار النفسي وهو عامل مهم لتكوين فريق منافس في المستقبل، والتفكير اليوم بدعم شباب النادي ليأخذوا مواقعهم بالفريق سيكون له الأثر الإيجابي في المستقبل القريب على أن يتعزز هذا الفعل كلما اطمأن الحوت لموقعه أكثر.
الوحدة يعيش مرحلة اللا توازن ويدفع ثمن الماضي القريب، والخسارة أمام الطليعة كانت مؤشراً على حالة سلبية يعيشها الفريق فبدت خطوطه الخلفية مهترئة وتسببت بهذه الخسارة التي أدمت قلوب الوحداويين، وبغض النظر عن موقع الفريق فإن أنصاره يريدونه دائماً منتصراً وهم يعتبرون أن السباق مع الجيش على المركز الثالث هو رهان يجب أن يحوز عليه فريقهم، لذلك فلا مجال إلا لمصالحة الجمهور بفوز مطلوب على الفتوة في المباراة القادمة، وهذه المباراة تحمل ذكريات الذهاب الأليمة، فإن تحقق الفوز بلغط قيل عنه الكثير فإن الآمال أن يتحقق بصراحة بعيداً عن القيل والقال، والضرورة الأخرى التي تفرض الفوز أن البعض من أنصار الفريق بات يوجه سهام الاتهامات إلى الإدارة التي تفضل كرة السلة على كرة القدم وهو أمر لا يبشر بالخير وقد يعيد النادي إلى مربع المشاكل، من هنا تبدو المسؤولية على اللاعبين ليدافعوا عن استقرار ناديهم بالعطاء والأداء والنتيجة.
خصم الوحدة في المباراة الفتوة طماع جداً، وهو بعد أن ابتعد عن أماكن الخطر بات يفكر بشكل جدي باقتحام المربع الذهبي وهو بذلك لن يتنازل عن مباراة الوحدة بأي ثمن وخصوصاً أنه يريد رد اعتباره على ارض الملعب من خسارة في الذهاب رآها أنصاره أنه لا يستحقها بكل الموازين، ومنطقياً نجد أن الفتوة أكثر الفرق توازناً هذا الموسم باستثناء بعض المشاكل التي عرقلت مسيرته ولولاها لكان اليوم من فئة الكبار، هذا التنافس يجعلنا نتوقع أن تكون المباراة لاهبة فيها الكثير من الحماس والإثارة مع الأمل أن ينسى الفريقان شغب مباراة الذهاب وآثارها وأن يهتما بالأداء وهو خير لهما ولجمهورهما.
الطليعة يسير بثبات نحو المربع الذهبي وعلى ما يبدو أن أموره باتت جيدة بعد ترميم الإدارة بعضو داعم وهذا خلق شيئاً من الراحة النفسية التي منحت اللاعبين فرصة للعطاء الكامل ما دامت الإدارة لن تقصر مع فريقها، لا شك أن الفوز على الوحدة بدمشق أعطى الفريق دفعة معنوية كبيرة لمواصلة مشوار التفوق ومواجهته القادمة مع حرجلة ستكون ضمن حسابات الفوز الذي يريدها أنصار إعصار العاصي بغض النظر عن حاجة الضيف للنقاط، وعملياً تبدو فرصة أصحاب الأرض أكبر بتحقيق ما يسعد عشاقهم، بالمقابل فإن الضيف وضع أقدامه على أعتاب الهبوط وقد أضاع بهجة الفوز على الجيش بهزيمة ثقيلة أمام ضيفه أهلي حلب، في الميزان الفني نستطيع القول إن فريق حرجلة عندما أغلق دفاعه فاز على الجيش وعندما فتح اللعب أمام الأهلي تعرض لنكبة! وهذا ما يجب أن ينتبه إليه مدرب حرجلة لأنه دخل معركة النقطة وكل خسارة لنقطة تعني الغرق بشكل أعمق في دوامة الهبوط.
حظوظ متعثرة
من المحزن أن نجد الكرامة يدنو من قائمة المؤخرة وإن كان بعيداً عن الخطر حتى الآن، لكن الموقع الذي هو فيه لا يتناسب مع اسم الكرامة وهويته مطلقاً ولا يتناسب مع الإمكانيات التي وضعت للفريق، والخسارة أمام حطين بجبلة كان لها أكثر من معنى وربما لقاء السبت مع جبلة سيؤكد هذه المعاني أو أن اللاعبين سيدحضونها، جبلة أيضاً بالموقع ذاته ووضعه مريب والفوز على عفرين لا يعني شيئاً في حسابات النقاط، لأنه على ما يبدو أن الجميع سيأخذ من عفرين ما أخذه جبلة، وعليه يجب أن تكون حسابات النوارس بلقاء الكرامة في حمص مختلفة تماماً لأنها تعني الخطر الشديد إن لم يخرج من الملعب سعيداً، فالفرق التي خلف جبلة تسعى لتجاوزه ووضعه في مأزق خطر حتى صافرة النهاية.
الهبوط المباشر
الشرطة والنواعير باتا في حسابات الهبوط المباشر وأمر نجاتهما بحاجة إلى معجزة فعلاً وللأسف فإن الفريقين لا يدافعان عن وجودهما في الدوري ويتعرضان للخسارة الواحدة تلو الأخرى، لذلك لا أجد أنه من المفيد الحديث عن المباراة أكثر من الحديث عن مستقبل الفريقين مع كرة القدم، النواعير يعاني من الضيق والمشاكل والعقبات منذ أكثر من خمسة مواسم وهو في الموسمين الماضيين كان الهابط الصاعد، وعلى ما يبدو أن اللجوء إلى الإسعاف السريع لم يعد مجدياً لمداواة أمراض كروية عسيرة، لذلك فالنصيحة أن يبحث فريق النواعير عن دماء جديدة منذ الآن من فريقه الشاب وأن يبني عليه مستقبل الفريق ضمن القواعد والأصول المتبعة بعيداً عن عشوائية الاحتراف التي نجدها مبعثرة في كل ناد، وهذا الكلام ينطبق على فريق الشرطة الذي باتت حظوظه أقرب للعدم منها إلى الوجود وربما مسألة هبوطه هي مسألة وقت ولو فاز على النواعير فإن فوزه ليس إلا معنوي الشكل والمضمون.
أيضاً يمكن التوجه بالنصيحة ذاتها إلى عفرين الذي لم يجد من هذا الاحتراف إلا السوء ولم يذق منه إلا العلقم، وليبادر القائمون على النادي قدامى أو جدد بإنشاء فريق جديد من الشباب الموهوبين والعناية بهم ليكونوا دم الفريق في المستقبل، وأعتقد أن كرتنا في أغلب الأندية شاخت وباتت بحاجة إلى دماء جديدة.
من الأرشيف
الوثبة فاز على أهلي حلب ذهاباً بثلاثة أهداف نظيفة سجلها أنس بوطة من ركلة جزاء وصبحي شوفان وعبد الرزاق بستاني.
تشرين حقق الفوز على عفرين بهدف محمد كامل كواية.
الوحدة فاز على الفتوة 3/2 في المباراة المشهودة التي شهدت شغباً جماهيرياً واسعاً من جمهور الفتوة لشعورهم بالظلم التحكيمي، وقد سجل الوحدة هدفيه من ركلتي جزاء الثانية جاءت في الدقيقة 95 وقد شكك فيها الجمهور الذي لم يسعد بفرحة التعادل أكثر من خمس دقائق، سجل للوحدة علي رمضان وخالد مبيض من جزاء ورأفت مهتدي من جزاء أيضاً، وسجل للفتوة عدي جفال ومحمد زينو وخرج بالحمراء لاعب الفتوة هادي الملط.
الجيش تفوق على مستضيفه حطين بسهرة ساحلية جميلة بأربعة أهداف مقابل هدفين وقد تسببت أخطاء دفاع حطين وحارسه بأهداف الجيش.
سجل للجيش رامي عامر وأحمد الأحمد ومحمد الواكد ومحمد البري وسجل لحطين مثنى عرقاوي ومحمد قلفاط، وخرج لاعب الجيش طه بصيص بالحمراء آخر المباراة.
مباراة جبلة مع الكرامة انتهت إلى التعادل بهدف لمثله، سجل لجبلة حسن عويد، وللكرامة إبراهيم الزين من جزاء.
مباراة حرجلة والطليعة انتهت إلى التعادل بهدف لمثله سجل لحرجلة سليمان رشو وأضاع زاهر خليل ركلة جزاء للطليعة لكنه سجل الكرة نفسها التي ارتدت من الحارس بعد تسديد ركلة الجزاء، وتعادل الشرطة مع النواعير بهدف لمثله، سجل للشرطة حاتم النابلسي وللنواعير منير بدر.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن