منطقة باب العامود في القدس المحتلة تواجه خطر التهويد جراء الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي عليها وتصعيده عمليات القمع والترهيب والتنكيل بحق المقدسيين لليوم الخامس على التوالي.
الباب الذي يعد أحد أهم أبواب القدس يشكل المدخل الشمالي للبلدة القديمة ويكتسب أهمية استراتيجية باعتباره المدخل الرئيس للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق ومنه يتم الدخول إلى سوق باب خان الزيت وأسواق عدة في البلدة القديمة ما جعله عرضة لهجمات تهويدية شرسة حيث عمل الاحتلال على مدار السنوات الماضية على إحداث تغيرات في معالم المنطقة وتركيبها الديمغرافي بعدما كانت تشكل شرياناً حيوياً للمقدسيين.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 قيد الاحتلال بشدة حركة الفلسطينيين فيه وفي عام 2015 حوله إلى منطقة عسكرية وبات الفلسطينيون يطلقون على باب العامود اسم (ساحة الشهداء) لسقوط عشرات الشهداء برصاص الاحتلال في ساحته التي تحولت إلى واحدة من أبرز ساحات الاحتجاج ضد الاحتلال وجرائمه.
ولم يعد باب العامود مجرد معلم أثري ذي أهمية استراتيجية بل غدا رمزاً وطنياً وعنواناً للمقاومة ضد الاحتلال فبعد تكثيف الاحتلال اعتداءاته مؤخراً على حي الشيخ جراح وبلدة سلوان بالقدس تركز عدوانه خلال الأيام الماضية على منطقة باب العامود في البلدة القديمة التي يقطنها أكثر من 33 ألف مقدسي في إطار محاولاته لإلغاء الوجود الفلسطيني فيها وتهويدها.
اقتحامات يومية ينفذها عشرات المستوطنين لمنطقة باب العامود بحماية قوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة مساء الأحد الماضي لتوفير الحماية لوزير خارجيته (يائير لبيد) خلال اقتحام البلدة القديمة من المنطقة التي اعتاد الفلسطينيون التجمع في ساحتها عقب أدائهم صلاة التراويح في الأقصى وأسفرت اعتداءات قوات الاحتلال يومها عن إصابة واعتقال العشرات.
الاقتحام الذي جاء بعد ثلاثة أيام من اقتحام عضو كنيست الاحتلال (إيتمار بن غفير) على رأس مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى ودعوته المستوطنين لتكثيف اقتحاماتهم للقدس ترافق مع إجراءات قمعية لتضييق الخناق على الفلسطينيين حيث أغلقت سلطات الاحتلال 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية عاملة في القدس منذ مطلع الشهر الجاري في مقدمتها بيت الشرق ونادي الأسير إضافة إلى وضعها المزيد من الحواجز العسكرية قرب باب العامود لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى ساحة التجمع.
محمد غيث أحد أبناء المنطقة أشار في تصريح نقلته وكالة وفا إلى أنهم يعيشون نكبة حقيقية حيث تعتدي قوات الاحتلال على كل فلسطيني يوجد في باب العامود كما أنها أقامت حواجز حديدية عرضية لتقييد مساحة جلوس وحركة الفلسطينيين علاوة على وضعها كاميرات مراقبة إضافية فوق المقار المحصنة التي استحدثها الاحتلال عام 2017 في محيط الباب لرصد الفلسطينيين ومتابعة تحركاتهم.
من جهته أوضح الباحث الفلسطيني جمال عمرو أن المقدسيين اعتادوا خلال شهر رمضان المبارك التجمع قبيل آذان المغرب حتى الفجر في ساحة باب العامود ومدرجاته تأكيداً على الهوية العربية للمكان مبيناً أن الاحتلال يدرك الأهمية الرمزية والتاريخية للباب ولهذا يصعد ممارساته القمعية وإجراءاته التعسفية ويحاول منع الفلسطينيين من الوصول إلى ساحته لكنهم يؤكدون أنهم سيفشلون ما يسعى إليه الاحتلال وسيبقى الباب رمزاً للصمود
والمقاومة.
الباحث الحقوقي حسين حماد لفت إلى أن اسم باب العامود صعد إلى الواجهة في كانون الأول عام 2017 عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال حيث تحول إلى مركز الاحتجاجات الفلسطينية في القدس ضد القرار كما تشهد مدرجاته الكثير من الوقفات احتجاجاً على هدم المنازل وتضامنا مع الأسرى في معتقلات الاحتلال أو إحياء لذكرى النكبة وعدوان عام 1967 ويوم الأرض وغيرها من الفعاليات الوطنية.
بدورها حذرت اللجنة العليا لشؤون الكنائس في فلسطين المحتلة من تداعيات انتهاكات قوات الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم المتواصلة على المسجد الأقصى وأحياء مدينة القدس المحتلة مشيرة إلى أن الاحتلال يتعمد خلال شهر رمضان تصعيد اجراءاته من قمع وتنكيل وحشي بحق الفلسطينيين في القدس وخاصة في منطقة باب العامود ومحيط الأقصى فيما يوفر الحماية لاقتحام مئات المستوطنين للمسجد وممارسة جولات استفزازية في باحاته.
وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت في بيان أن الاحتلال يشن حربا مفتوحة على الوجود الفلسطيني في القدس لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية مبينة أن ممارسات الاحتلال واجراءاته القمعية بحق المقدسيين في بلدة سلوان ومنطقة باب العامود بالبلدة القديمة تندرج في إطار محاولاته لتهويد القدس والسيطرة على مقدساتها المسيحية والإسلامية ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا