يونس خلف
لم تعد معاناة الناس في الحسكة من مشكلة المياه تطاق بعد أن وصلت إلى مرحلة الانقطاع لمدة أسبوع، ولذلك يبدو سؤال الناس مشروعاً: هل يمكن الاستمرار في الحياة من دون مياه؟
صحيح أن الأسباب متعددة وفي مقدمتها ممارسات النظام التركي ومرتزقته، وبعض هذه الأسباب أيضاً يعود لمقايضة الماء بالكهرباء بين أطراف مرتهنة بعضها لأميركا مثل قسد والبعض الآخر للاحتلال التركي.. إضافة إلى الأعطال المتكررة وانقطاع الكهرباء عن محطة آبار علوك التي تعتبر المصدر الوحيد الذي يغذي الحسكة بالمياه.
وصحيح أيضاً أننا ندرك جميعاً طبيعة وأهداف الحرب الجديدة للنظام التركي ومرتزقته والتي يحاولون من خلالها تحقيق ما فشلت به كل أشكال الحروب السابقة والوصول إلى أطماعهم، وأصبح واضحاً إنها حرب تتمثل في قطع أهم متطلبات الحياة المعيشية للناس وتدميرها ولاسيما الماء والكهرباء ولذلك أصبحت معاناة المواطنين في الحسكة من قطع المياه بشكل أساسي جريمة موثوقة بحق الإنسانية وباتت كل الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية على علم بها ورغم ذلك الجريمة مستمرة.
الغريب إن المعاناة كبيرة وتتفاقم كل يوم وأن الجميع يدرك إن الحياة بلا ماء مستحيلة، ورغم ذلك يشهد العالم كله ماسأة نحو مليون مواطن من مدينة الحسكة وتل تمر وعشرات القرى التي تعتمد على المصدر المائي الوحيد الذي يستهدفه باستمرار النظام التركي ومرتزقته دون أن يفعل أحد من دعاة الدفاع عن الإنسانية أي شيء ولو أضعف الإيمان ببيان أو كلمة تدين هذه الجريمة المستمرة.
الجهات المعنية تحاول إيجاد البدائل لتجاوز معاناة الناس وبالعودة إلى المتابعات كانت وزارة الموارد المائية قد أكدت أنها تعمل على إيجاد مصدر مائي موازٍ لمياه علوك ليكون بديلاً لها في حال تكررت الإعتداءات من جديد، لكن لا يوجد أيّ بديل يوازي غزارة آبار علوك. والآبار الموجودة في أرياف الحسكة القريبة محدودة الإنتاجية ولا تتوافر فيها الغزارة المطلوبة لتكون مصدراً بديلاً بغزارة آبار علوك التي تعطي ما يقارب 80 ألف متر مكعب يومياً، وأن التركيز سيكون على محاولة استثمار سدود المياه لتكون مصدراً موازياً لمياه الشرب في الحسكة وأريافها، لتبقى مشكلة المياه في الحسكة مستمرة ويبقى أصل الحكاية فيها عدم توافر حل بديل يمكن أن يغذي المدينة بالمياه عند أي طارىء أو عطل تتعرض له محطة آبار علوك وهي المصدر الوحيد للمياه كما قلنا وكلمة طارىء أو أي عطل ليست من فراغ، ولا سيما في هذه الظروف الصعبة التي أصبحت محطة المياه هدفاً للنظام التركي ومرتزقته، فمن يسمع ومن يقرأ ومن يتأمل مشهد المأساة .
(سيرياهوم نيوز-الثورة3-8-2020)