من إحدى حارات حلب القديمة يعتلي الحكواتي كرسيه الخشبي في مقهى “دار حلبيا” البيت العربي القديم ليسرد قصص وحكايات تراث شعبي أصيل مضيفاً لطقوس شهر رمضان أجواء تحمل عبق الماضي بحكايات مشوقة نسجها بإتقان عن أبطال كانوا مثالاً للشجاعة والبطولة والأخلاق الحسنة.
ويقول عبد الحي قدور صاحب مقهى دار حلبيا في تصريح لسانا إنه اختار وجود الحكواتي في المقهى خلال الشهر الفضيل ليروي قصص التراث الشعبي وحكايات أبطاله للزوار في أجواء تحمل الحنين إلى الماضي حيث يلفت أنظارهم بنبرة صوته التي تتعالى وتنخفض بالتناغم مع سير الأحداث والحماس الذي تحويه قصته.
ويضيف قدور إنه يسعى إلى إعادة إحياء التراث اللامادي وجذب جيل الشباب ليسمعوا بطولات عنترة وأبي زيد الهلالي وقيم الشهامة والأخلاق العربية.
كاميرا سانا رصدت الأجواء الرمضانية في المقهى الذي تتوسط فسحته النافورة القديمة وتزين جدرانه المقتنيات القديمة النحاسية وتضيء ليله فوانيس رمضان الملونة حيث أوضح الحكواتي غزوان بوسطجي أن مدينة حلب القديمة تعتبر متحفاً في الهواء الطلق بالرغم من التطور العمراني الذي تشهده حيث يصر أبناء المدينة على إحياء طقوس الشهر الفضيل التراثية ولاسيما الحكواتي الذي يجسد أحد مقومات التراث اللامادي من خلال سرد الحكايات التي تعبر عن معاني وطقوس الشهر الفضيل.
ولفت نعمان زينو عازف العود الذي تسبق موسيقاه وألحانه فقرة الحكواتي إلى أنه يقدم مجموعة من القدود والموشحات الحلبية ليعيد الحضور إلى الماضي.
ويضيف كل من عبدالقادر حنطاية وحذيفة التريسي بزيهما الفلكلوري الحلبي القديم واللذين يجاوران الحكواتي انهما يسعيان إلى إحياء التراث الحلبي القديم وإضفاء أجواء من المحبة والتآلف بين أبناء مدينة حلب من خلال إحيائهم لجلسات تعبر عن عراقة الماضي وحكاياته.
وأشار مروان قره بلي أحد الزوار إلى ارتياده المقهى ليعود إلى الأجواء الرمضانية التي تحمل طابعاً شعبياً خاصاً كما عبرت زويا سليمان عن إعجابها بطقوس شهر رمضان في مدينة حلب ولاسيما وجود الحكواتي والفقرات الفنية التي تعبر عن تراث المدينة.
وقالت عامرة خضير إن المقهى يشكل أنموذجاً للدار العربية القديمة واحتضانه للعادات الاجتماعية التي تعبر عن الروحانية ومعاني الشهر الفضيل.
سيرياهوم نيوز _ سانا