- الثلاثاء 4 آب 2020
الفرنسيون مستاؤون من رئيس الحكومة حسان دياب. ومثلهم الأميركيون. هي اللحظة التي يراها خصوم الحكومة مؤاتية للتخلص منها. يحدث ذلك في ظل الحديث عن شبه اتفاق بين القوى الرئيسية في الحكومة على إعداد لائحة أسماء بديلة في حال استقالة أو إقالة البعض. وفي الوقت عينه، يتقدّم، على طاولة البحث لا على سكة التنفيذ، اقتراح التعديل الوزاري
من جهتها، تُعدّ السلطة السياسية هي الأخرى بدلاء محتملين في حالة استقالة بعض الوزراء، بعد أن ورد الى مسمع القوى السياسية الأساسية في الحكومة أن الفرنسيين والأميركيين يمعنون في الضغط على بعض الوزراء لدفعهم الى الاستقالة، وعلى رأسهم وزيرة الإعلام منال عبد الصمد المقرّبة من الحزب الاشتراكي. أما الهدف الرئيسي، فهو الوصول الى ثلث الوزراء لفرط الحكومة وإقالتها. في موازاة ذلك، ثمة شبه اتفاق ما بين دياب ورئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وكل من حزب الله وحركة أمل على ضرورة إعداد لائحة بأسماء بعض الأشخاص المؤهلين لتولّي بعض الوزارات في حالة استقالة أو إقالة البعض. ويبدو باسيل الأكثر حماسة لإجراء تعديل حكومي، ولا سيما مع ورود معلومات عن إمكان تقديم وزير الاقتصاد راوول نعمة استقالته. وما مسارعة كل من عون ودياب الى تعيين شربل وهبي وزيراً للخارجية، أمس، كبديل من حتّي بعد ساعات قليلة على تقديم استقالته رسمياً، سوى في إطار قطع الطريق على أي مسعى لاستغلال ما حصل في الشارع أو استثماره من الخصوم السياسيين.
باسيل يبدو الأكثر حماسة للتعديل الوزاري في ظل الحديث عن إمكان استقالة نعمة
يأتي هذا الإجراء في محاولة لكسب المزيد من الوقت، ولا سيما مع فشل الحكومة حتى الآن في تحقيق أي خرق جدّي في الأزمة الاقتصادية – المالية – النقدية، والحدّ من تبعاتها الاجتماعية، الأمر الذي سيسهل عملية إقالتها أو دفعها الى الاستقالة مع تفاقم الأزمة والوصول الى حائط مسدود في المحادثات بين وزارة المال ومستشاري رئيسَيّ الجمهورية والحكومة من جهة ومصرف لبنان والمصارف من جهة أخرى، ولا سيما أن الاجتماعات التي انعقدت الأسبوع الماضي لم تحمل أي جديد، في ظل إصرار المصارف على عدم المضيّ قدماً في المفاوضات قبيل تأمين «السطو» على أصول الدولة، فيما أجرت شركة لازار، المستشار المالي للحكومة، اجتماعين منفصلين، الأول مع مصرف لبنان والثاني مع لجنة الرقابة على المصارف، لاستيضاح بعض الأرقام والتقارير التي لم تحصل عليها حتى الساعة. حصل ذلك بعد رفض لجنة الرقابة عقد الاجتماع مع البنك المركزي في الوقت عينه، من منطلق استقلاليتها عنه وضرورة عدم إظهارها كملحق به. من جهة أخرى، وفيما كان مطروحاً اقتراح إعادة السماح لشركات تحويل الأموال بدفع التحويلات بالدولار، أرجأ المجلس المركزي لمصرف لبنان هذا البند المطروح على جلسته أمس إلى الأسبوع المقبل
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)