على الرغم من أن عملية تسليح أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بدأت فعلياً منذ عام 2014 ولم تكن وليدة الأوضاع الراهنة أو استجابة طارئة للأزمة المفتعلة في هذا البلد إلا أنها تكثفت على نحو خطير وغير مسبوق في الأشهر الأخيرة ولا سيما قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة واتسعت من حيث النوعية والكم لتصل إلى حد إرسال أسلحة من العيار الثقيل كما كشفت وسائل إعلام أمريكية.
عمليات التسليح في أوكرانيا انتقلت من مرحلة الأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفييتية سابقاً إلى مجموعات كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات والتحصينات مثل صواريخ (جافلين) و(اس ام ايه دبليو) لتصل حسب ما كشفته مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى دبابات القتال الرئيسية والطائرات والأسلحة الثقيلة تحضيراً لمشهد عسكري أكبر دأبت واشنطن وأتباعها في الغرب على التلميح والتحضير لحدوثه على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كان من بين أبرز المروجين لسيناريو توسيع نطاق الأزمة في أوكرانيا واحتمال حدوث أعمال عسكرية ضخمة فيها فيما ذكرت شبكة (سي ان ان) الإخبارية أن بلينكن أبلغ حلفاء بلاده في أوروبا مؤخراً بأنه يتوقع استمرار الأزمة الأوكرانية إلى نهاية العام الجاري ليكشف وبشكل غير مباشر خطط واشنطن لتصعيد الوضع مع الاستمرار بتوجيه رسائل تؤكد استمرار الدعم العسكري الأمريكي والغربي لأوكرانيا.
كما جاءت تصريحات مسؤولين أمريكيين وأوروبيين نقلتها (سي ان ان) لتصب في هذا السياق بتأكيدهم أن (العزم) لدعم أوكرانيا بالأسلحة سيبقى قائماً وأنه قد تكون هناك تغيرات في طابع الأسلحة التي ستكون هناك حاجة إليها في حال استمرار النزاع.
فورين بوليسي أكدت أن توريدات الأسلحة الجديدة إلى أوكرانيا تمثل نقلة نوعية في المساعدات الغربية لسلطات كييف مقارنة بالأيام الأولى منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة وبدأت هذه التوريدات تعكس انتقالة من أنظمة الدفاع مثل الصواريخ المضادة للدبابات إلى أسلحة هجومية متطورة.
دول عدة سارعت إلى الانصياع لرغبات واشنطن بزيادة تسليح كييف فأعلنت إرسالها أسلحة جديدة مماثلة لتلك التي يملكها حلف (ناتو) نظراً لسيناريوهات إطالة النزاع التي ترسمها الولايات المتحدة وقد سلمت سلوفاكيا منظومة الدفاع الجوي (اس 300) إلى أوكرانيا مؤخراً في الوقت الذي طلبت فيه سلطات كييف من الدول الأوروبية تزويدها بدبابات قتال رئيسية وعربات مقاومة للألغام وناقلات جند مدرعة.
تقارير إعلامية وخبراء توقعوا أن يصل الجزء الأول من المساعدات العسكرية الثقيلة إلى أوكرانيا بعد أسابيع قليلة في حين وصلت مساعدات الولايات المتحدة لكييف منذ شباط الماضي إلى 3 مليارات دولار.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أكد في وقت سابق أن على الولايات المتحدة وقف تزويد أوكرانيا بالسلاح إذا أرادت إحلال السلام وتعزيز الاستقرار في أوروبا في حين أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أن حلف (ناتو) يعمل على إطالة أمد النزاع في أوكرانيا من خلال استمراره في تزويد نظامها بالأسلحة مشيرة إلى أن الحلف يقاتل بالفعل ضد روسيا منذ زمن بأيدي السلطات في كييف.
سيرياهوم نيوز _ سانا