بينما تغرق الولايات المتحدة في أسوأ موجة ركود اقتصادي منذ تأسيسهامع استمرار تفشي وباء كورونا على أراضيها، يصب الرئيس دونالد ترامب كامل جهده للدفع نحو تأجيل الانتخابات الرئاسية.
مقترح لاقى رفضاً كبيراً من الحلفاء قبل الخصوم وسبب ضجة كبيرة أدت إلى خسارته المزيد من النقاط في استطلاعات الرأي.
الرفض القاطع جاء على شكل بيان من البيت الأبيض أكد فيه أن الانتخابات في موعدها المحدد والثابت من دون أي تأجيل، ما كذب مزاعم ترامب بأن التصويت الإلكتروني سيشوبه التزوير وهي الفرضية التي يحاول ترامب إثباتها من دون جدوى أملاً بتغيير مجريات الأمور لصالحه كون خصمه الديمقراطي جو بايدن يتقدمه في استطلاعات الرأي بنقاط كثيرة.
يوم بعد الآخر تزداد شراسة الانتخابات الأميركية على كرسي الرئاسة وفرضية التأجيل فجرت خلافات جديدة بين الجمهوريين وترامب، وبين الأخير والديمقراطيين الذين أعلنوا عن عدم الجاهزية لمثل هذ الإجراء، بل أكدوا أنها ربما تكون مخططاً جديداً من ترامب لكسب الوقت أملاً بإحراز أي تقدم يمهد له الفرصة للبقاء في البيت الأبيض.
ليس جديداً على ترامب خلق نزاعات من أجل صلاحيات أوسع والتحكم في مفاصل القرارات المختلفة وخاصة إن كان الأمر متعلقاً بالانتخابات الرئاسية والبقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية، لكن المقترح الجديد يحتاج موافقة من الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ أو الأصح أن الكونغرس هو من يبادر لمثل هذا الإجراء النادر الحدوث ما يعني أن الأمور مستحيلة بالنسبة لترامب وهذا ما تم تأكيده مباشرة.
مقترح ترامب جاء في تغريدة على (تويتر) وسأل فيها عن إمكانية تأجيل الانتخابات إلى أن يتمكّن الناس من التصويت بشكل مناسب وبسلام وأمان؟. وأضاف: بالتصويت العام عبر البريد ستكون 2020 الانتخابات الأقل دقة والأكثر تزويراً في التاريخ. ستشكل إحراجاً كبيراً للولايات الأميركية.
حلم الولاية الثانية جعل من ترامب مستعداً للإقدام على أي شيء قد يمكنه من بلوغ ذلك الحلم ما جعل أرقام الاقتصاد والوفيات جراء الجائحة تتذيل قائمة أولوياته بالتزامن مع تراجع تاريخي في إجمالي الناتج الداخلي للبلاد في الربع الثاني من العام الجاري بلغت نسبته 32.9 في المئة.
إلى جانب الانحدار نحو الركود ارتفع بشكل كبير أعداد المتقدمين للحصول على بطاقات البطالة حيث تجاوز الرقم الجديد مليوناً وهو رقم تجاوز توقعات المحللين، وفق ما أظهرته أرقام نشرتها وزارة العمل الأميركية ما يعني أن رحلة التعافي الاقتصادي لاتزال محفوفة بمخاطر العودة إلى الصفر أو إن الانتعاش الاقتصادي الذي يتحدث عنه ترامب وفريقه مزيف لا وجود له على أرض الواقع وبهذه الأرقام يكون ترامب خسر أبرز النقاط التي من الممكن أن تعزز مكانه في الانتخابات الرئاسية حيث يستمر وفقاً للاقتصاديين بزحلقة الاقتصاد نحو المجهول بسبب سوء إدارة وعدم اكتراث للواقع الحقيقي للاقتصاد الأميركي.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-تشرين)