آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » حياة.. “مع وقف التنفيذ”..

حياة.. “مع وقف التنفيذ”..

 لميس علي:
مع تصاعد وتيرة سير الحكاية/الحكايا التي يرويها عمل (مع وقف التنفيذ)، نص علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج سيف سبيعي، يزداد عنصر التشويق ويرتفع منسوب الرغبة لدى المتلقي لمعرفة ما سيحصل تالياً.
ليس سهلاً على أي عمل درامي أن ينجح بشدّ المُشاهد وأن يحافظ على الرغبة ذاتها بمتابعة مجريات حكايا شخصيات تشبهه وتحيا وإياه الواقع نفسه..
من هنا ينجح (مع وقف التنفيذ) بالتقاط عنصر أول يضمن عتبة النجاح والمتابعة..
على الرغم من غلبة مزاج نفور من عموم الأعمال التي خاضت في الواقع السوري خلال العقد الأخير.. ويبدو أن الأمر لم يغب عن الكاتبين ولهذا يتناولان واقع الأزمة من لحظة حرجة هي لحظة ما بعد الخروج.. أو لحظة العودة.. أو ربما أفضل التسميات لها ستكون لحظة “الآن وهنا”..
ليكتشفا وليكاشفا المتلقين بجمهور من اللحظات الصادمة..
لكن هل فعلاً كانت صادمة..؟
إن كانت كذلك.. فسيكون (مع وقف التنفيذ) كسب رهان التميّز في هذا الموسم الدرامي.. وحقّق عنصر المفاجأة المطلوبة وبالتالي القبول لدى المتابع بعد سنوات من أعمال خاضت في الأزمة ولامستها ببعض جوانبها ملامسة خجولة.
ومع أننا مع قناعة أن الدراما مهما كانت صادقة وناجحة بنقل يومياتنا لن ترقى ولو بنسبة بسيطة، إلى واقع ما حصل ويحصل في هذه البقعة الجغرافية.. مع هذه القناعة، خاض العمل في “مستنقع” ما بعد الحرب.. ليخرج بحُلّة ليس فيها الجديد كليّاً لكن المتقن صنعةً، أداءً وإخراجاً، وتكنيكاً كتابياً..
وابتداء من النص الذي تحتشد فيه شخصيات كثيرة متباينة..
كأنها تختصر نماذج الحياة السورية التي واكبت الحرب وما زالت، يتجرأ، أي النص، على اقتحام مناطق مسكوت عنها.. مُدركة سلفاً لدى المتابع/المواطن.. لكن تبقى حالة الخوض فيها تنكأ جرحاً وتحرك ساكناً مهما كانت حركة وئيدة.
تزدحم الحياة.. مع أنها حياة “مع وقف التنفيذ”.. كما تمّ الإيماء إلى هذه الفكرة من خلال لقطة تركّز فيها كاميرا المخرج سبيعي على عنوان رواية شخصية (حليم، غسان مسعود).. ويبدو أنها لقطة/إيماءة مقصودة.. فجميع شخوص العمل يحيَون حياةً مع وقف التنفيذ، أو شبه حياة.. أي شيء يمرّ ضمنه العمر إلا حياةً كاملة ذات مقومات حقيقية وطبيعية للعيش كما ينبغي أن يكون..
ويبدو أن انقطاع سبل العيش الصحي والصحيح هو الذي يمنح الشخصيات زخمها الذي ظهرت عليه فجعلها مجتمعةً تستحق أن تكون بأدوار بطولة..
وهي عادة الدراما السورية بصنع بطولات جماعية تضيف للعمل ولا تقلل من قيمة أي من أبطالها، بل على العكس تزيده لمعاناً وتألقاً..
ولا ضير من أن يتوهج أحدهم أكثر من بقية المجموعة، كما هو حال الفنان عباس النوري الذي تميّز بأداء شخصية “فوزان” الوصولي الذي يدرك من أين تؤكل الكتف.
حياة.. (مع وقف التنفيذ)..
المقولة الأساسية التي تجري ضمها أحداث العمل ومختلف تفرعات حكايته.. حيث كل شيء مكتمل التنفيذ.. إلا الحياة ذاتها..
لندرك أن ثمة شيئاً واحداً يجمعنا في ظل ظروف ما بعد الحرب يكمن بأن الحياة داخلنا تم اغتيالها وما بقي منا لا يتعدّى مجموع أشلاء لا أكثر..
في هذه البقعة المعتمة تماماً يلعب العمل بمختلف ما يقدّمه من شخصيات وما تمثّله بدورها من أفكار وقناعات..
ويبدو أن الفاصل الزمني الذي تمّ التعبير عنه بعبارة “ما قبل الخروج”، كان كفيلاً باختراق حياة النماذج الإنسانية التي يعرضها أمامنا..
فكيف يمكن العودة إلى ذواتنا ما قبل الحرب..
وكيف يمكن ضبط ذلك التبدل الداخلي الذي طال غالبيتنا..؟

سيرياهوم نيوز 6 الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شكران مرتجى تكشف ذكرياتها في أيلول … باسم ياخور: 14 سنة والقاسم المشترك المخرج الصديق تامر إسحق

وائل العدس   كما كل خميس، نجول بكم ومعكم حول مواقع التواصل الاجتماعي لنرصد لكم أهم ما نشره النجوم السوريون والعرب هذا الأسبوع، وإلى التفاصيل: ...