|خير الله علي
منذ أن صدر القرار الحكومي بتحديد مدة رسالة البنزين المدعوم بعشرة أيام، ثم أصبحت مع سياسة (المطمطة) أسبوعين، تفاقمت أزمة البنزين المتفاقمة أساسا أكثر وأكثر، وبدأنا نشاهد طوابير السيارات على محطات الوقود التي أوكلت لها مهمة بيع البنزين الحر.
طوابير من السيارات ممتدة مئات الأمتار ..وأرتال أو لنقل: أكوام ..أو تجمعات من الدراجات النارية تزحف باتجاه المحطة كأسراب الجراد…زحمة وفوضى تتطلب لضبط ايقاعها عناصر من الشرطة ودوريات من التموين، وربما من جهات أخرى. كل ذلك يحدث أمام محطة وقود حظيت بالبنزين الحر.
أمام هذا الواقع المرير لا نسمع ولا نقرأ إلا عن المزيد من عقد الاجتماعات وإعداد الدراسات والوعود المسوّفة لحل مشاكل الناس. والناس ينتظرون وينتظرونّ! لنرى أن النتائج مجرد خلق مزيد من الازمات والمشاكل، علما أن الحلول موجودة وواضحة وظاهرة كعين الشمس لمن فكّر وأخلص واتّقى وآمن بالحكمة التي تقول : لو دامت لغيرك لما وصلت إليك.
السؤال الذي يطرح نفسه: ماهو الداعي لوجود محطات تبيع بالسعر الحر وأخرى بالسعر المدعوم؟ ألا يمكن أن تبيع نفس المحطة البنزين المدعوم والحر في الوقت ذاته؟ يعني الشغلة كيميا؟ ولماذا على صاحب السيارة المدعومة أن يغير المحطة التي وطن بطاقتة المصونة فيها بعدما اختارها قريبة من منزله أو مكان عمله، وصار يحسب ألف حساب لكل نقطة بنزين تحترق في جوف سيارته؟
فمثلا، يقول مواطن هو أنا: أن بطاقتي كانت موطّنة لدى محطة تبعد عن بيتي 1200مترا، وبعد القرار الحكومي الجديد تطلب مني تعبئة سيارتي رحلة مسافتها 5 كم ذهابا و5 كم إيابا، ما يعني أني خسرت لترا من البنزين فقط، من أجل تعبئة السيارة، أما في الأرياف فالأمر معقد أكثر ومكلف أكثر بالتأكيد بسبب قلة المحطات وبالتالي بعدها.
يبدو أن هناك من يحب ويستمتع بمنظر الطوابير ويعشقها. والإنكار في هذا لا يفيد، إذ كان بإمكانه، وهو صاحب القرار في الجهات المسؤولة والمعنية بالأمر، والتي حددت مدة رسالة البنزين المدعوم بعشرة أيام و25 ليترا، أن تبيع الحر بناء على خدمة الرسائل أيضا، وتحدد المدة كل سبعة أيام عشرين ليترا في ذات المحطة.
وهنا يكون الخياران متاحين امام صاحب السيارة عندما يريد أن يزود سيارته بالوقود، وتنتهي قصة الزحمة والطوابير وحضور الشرطة والتموين والدوريات واللجان وغيرها.
أمّا أن تبقى موضة الطوابير لغاية في نفس (يعقوب) فهذا وحق الكعبة كثير وكثير جدا.
يقول المثل: العبرة دائما بالنتائج والنتائج الآن كارثية، فثمن السلعة التي هي (البنزين)مٌرهق وقد خلق الكثير من المشكلات؛ أبرزها الجمود بألوانه كافة، وعدم توفرها مرهق ومربك ويضاعف الوجع، لأن عجلة العمل والإنتاج تحتاج الى توفر هذه السلعة من جهة، وتقديمها للناس بسعر يناسب دخلهم من جهة أخرى.
خلاف ذلك تكونون صنّاع أزمات وأساس المشكلات، والحق يقال: إنكم عباقرة في صنع الأزمات، ولكن الخاسر الأكبر في هذه السلسلة من الاوجاع هو الوطن… الوطن الغالي الذي هو الناس..الناس الطيبون ياهملالي.
(سيرياهوم نيوز4-5-2022)