| فواز خيو
ليس مهما أن أقول لك كم أحببتك ككاتبة وإنسانة مذ قرأت / ذاكرة الجسد / تلك الرواية الجمييلة الحارة المبدعة ، التي أرخت للجزائر وللثورة الجزائرية بثوارها وأحلامها وتجارها وقواديها الخ .
قلت وقتها : أحلام كتبت الرواية بقصيدة ، أو كتبت القصيدة عبر رواية .
وقرأت لك ما بعدها وظللت أحبك لأنك الشاعرة الجميلة ، سيدة التفاصيل الحارة والاستطرادات الرائعة التي توثق الحالة بشكل باهر .
طبعا أدبك وأسلوبك في كسر الصناديق العفنة وتأريخك لحالات الحب جعلك فاسقة وفاجرة مثل ام كلثوم ونجاة ونزار قباني وغيرهم ، في نظر الاسلامويين الذين يجيزون تزويج ابنة الستة اعوام ويخبئون المرأة في كيس لأنها عورة ، بينما يقاتلون ويقتلون ليأخذوا حصتهم في الجنة من الحوريات العاريات الفاتنات .
هناك المرأة ليست عورة ولا حشمة لأنها تعويض نهاية خدمة .
أمر عادي أن يهاجمك دعاة الضلال والظلام على أنك تحرضين الصبايا على الحب والفجور .
وأمر عادي أن يشككوا في إسلامك لأنهم جعلوا أنفسهم وكلاء شرعيين عن الله ورسوله ودينه وهم براء .
وأمر عادي أن تجامليهم بعض الشيء لتتقي شرهم أو لتقنعي البسطاء الطيبين منه ، لأن معظمهم لا يخاف الله .
لكن يا سيدتي ومنذ فترة طويلة أراك تفرطين في مجاملتهم حتى تحولت الى شبه داعية .
ليسوا هم من يقرر إيمانك من عدمه ، وليسوا من يمنح بطاقة الدخول الى الجنة .
إن ما قدمته للجزائر وللعربية من أدب جميل حقيقي هو عند الله أعظم من كل ما قدموه ، ونعلم كل ما قدموا وخاصة للجزائر من خلال العشرية السوداء وغيرها .
لأني أحبك ؛ كنت أحب أن أراك أقوى لتظلي الأجمل .
نزار رحل ولم يقدم أي تنازل وظل وسيظل جميلا وكبيرا .
لست أقل من نزار ودرويش يا سيدتي .
أرجو أن تقرأي رسالتي بمحبة ،
وكل عام وأنت والجزائر الجميلة التي قدمت مليون ونصف شهيد ، وجاءها كالعادة تجار الأوطان ومقاولو الثورات الذين جعلوا الجزائريين يندمون ليس على ضحاياهم فقط ، وإنما على رحيل الفرنسيين .
والمجد لأرواح كل شرفائها وعلى الأخص هواري بو مدين ومحمد بوضياف .
(سيرياهوم نيوز3-صفحة الكاتب4-5-2022)