أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى طهران، حملت رسالة مهمة مفادها بأن سورية دخلت مرحلة جديدة وأنها خرجت من الأجواء التي خلقها لها الإرهابيون والمتآمرون وهي الآن ماضية في مسار إعادة البناء والإعمار، معربة عن أملها في أن تشكل الزيارة ركيزة جديدة للارتقاء بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين في مختلف أبعادها الاقتصادية والشعبية.
وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي أمس: إن «زيارة الرئيس بشار الأسد كانت مبرمجة وبعد أن تهيأت الظروف جرت يوم أول من أمس (الأحد)، حيث جاء إلى طهران برفقة وفد رفيع المستوى»، وذلك حسبما ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء.
وأوضح خطيب زاده، أنه كان للرئيس الأسد لقاء مع قائد الثورة الإسلامية الإيرانية علي الخامنئي وجولتان من المحادثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورافقه في هذه الزيارة وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الذي أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، فضلاً عن محادثات ثلاثية بين وزيري الخارجية ووزير الطرق وإعمار المدن الإيراني رستم قاسمي بصفته رئيس الجانب الإيراني في اللجنة المشتركة، حيث جرى البحث في تفاصيل المشاريع والبرامج والاتفاقيات المبرمة بين الجانبين.
وقال: إن «سورية خرجت من الأجواء التي خلقها لها الإرهابيون والمتآمرون وهي الآن ماضية في مسار إعادة البناء والإعمار».
وأضاف: إن «زيارة الرئيس الأسد إلى طهران، حملت معها رسالة مهمة جداً وهي أن سورية بعد الزيارات الإقليمية دخلت مرحلة جديدة، حيث استأنفت بعض السفارات أعمالها في دمشق ونشهد تطبيعاً في العلاقات»، مشيراً إلى أنه كان من الطبيعي أن تكون طهران أحد مقاصد هذه المشاورات بصفتها إحدى أكثر الدول التي ساعدت في إحباط مؤامرة الإرهاب والتطرف.
وأوضح، أنه تم خلال الزيارة البحث بإسهاب حول مختلف المشاريع قيد التنفيذ من قبل القطاعات الإيرانية الخاصة والحكومية في سورية وتدشين مركز تجاري إيراني هناك، معرباً عن أمله بأن تشكل الزيارة ركيزة جديدة للارتقاء بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين في مختلف أبعادها الاقتصادية والشعبية.
وأول من أمس، قام الرئيس بشار الأسد بزيارة عمل إلى طهران هي الثانية له خلال سنوات الحرب على سورية، وأجرى لقاءات مهمة مع قائد الثورة الإسلامية الإيرانية والرئيس الإيراني بحضور كبار المسؤولين الإيرانيين.
وتناولت اللقاءات العلاقات التاريخية التي تجمع سورية وإيران والقائمة على مسارٍ طويلٍ من التعاون الثنائي والتفاهم المشترك حول قضايا ومشاكل المنطقة والتحديات التي تواجهها، إضافة إلى المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكّد الرئيس الأسد خلال لقائه الخامنئي، أن مجريات الأحداث أثبتت مجدداً صوابية الرؤى والنهج الذي سارت عليه سورية وإيران منذ سنوات، وخصوصاً في مواجهة الإرهاب ما يؤكد أهمية الاستمرار في التعاون من أجل عدم السماح لأميركا بإعادة بناء منظومة الإرهاب الدولية التي استخدمتها للإضرار بدول العالم وخاصةً دول المنطقة طوال العقود الماضية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة اليوم أضعف من أي وقتٍ مضى.
كما كشفت مصادر مواكبة للزيارة، أنها كانت حافلة سياسياً واقتصادياً، توزعت على لقاء موسع مع قائد الثورة، وآخر مغلق معه بحضور الرئيس الإيراني، دام نحو الساعة، ولقاءين موسعين مع الرئيس رئيسي، مؤكدة أن الطرف الإيراني كان مهتماً إلى أقصى الحدود لجعل تلك الزيارة تاريخية في سياق العلاقة بين طهران ودمشق سياسياً واقتصادياً.
وفي السياق، قال أمس مدير عام وكالة «نكاه نو» الإيرانية مهدي عزيزي في تصريح نقلته «سانا»: إن «زيارة الرئيس الأسد تكتسب أهمية كبيرة، خاصة أن البلدين تربطهما علاقات إستراتيجية وخاضا الحرب ضد الإرهاب وحققا انتصارات مشتركة ويتعرضان لضغوط وحصار وعقوبات ظالمة، لذلك فإن التنسيق في الملفات المهمة وعلى أعلى المستويات هو رسالة لجميع من حاول ويحاول المساس بهذه العلاقات الإستراتيجية».
ولفت إلى أهمية الزيارة لتناولها الملف الاقتصادي، حيث إن هناك مجالات متعددة وإمكانات متنوعة للتعاون الثنائي الذي لا يخدم البلدين وحسب وإنما دول الجوار أيضاً.
وفي تصريح مماثل قال محرر الشؤون الدولية في وكالة أنباء «الطلبة الجامعيين» حسن نيا: إن «هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في الوقت الراهن نظراً للتطورات التي تشهدها المنطقة والعالم وتحمل رسائل مهمة بأن العلاقات السورية الإيرانية تتعزز باستمرار وتفتح فصلاً جديداً في العلاقات الاقتصادية والإستراتيجية بين البلدين».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن