دائما أو كثيرا ما تقلق الأم وتتوتر بسبب تفكيرها الدائم في أن أبناءها سواء كانوا صغارا أم كبارا بعض الشيء وسواء كانوا إناثا أم ذكورا قد تحدث بينهم خلافات وقد لا يتفقون مع بعضهم البعض. وفى البداية فإنك خلال فترة حملك الأول تفكرين في كيفية وجود شقيق أو شقيقة في المستقبل لطفلك القادم سيكون أمرا رائعا ولكنك لا تفكرين أبدا في الخلافات الكثيرة والمتنوعة التي قد تحدث بين الأشقاء صغار السن أو حتى المتقاربين في العمر. ويجب على كل أم أن تعلم أن مشكلة الخلافات بين الأبناء ستكون موجودة دائما في حالة كان لديها طفلان أو أكثر. وتبقى مهمة مساعدة الأبناء أو الأشقاء على أن يكونوا متفقين مع بعضهم البعض دون خلافات تذكر مهمة ليست بالسهلة على الإطلاق. وهناك العديد من الأمور التي يمكن للأهل أن يقوموا بها خاصة الأم لجعل العلاقة بين الأطفال الأشقاء هادئة بدرجة كبيرة دون خلافات. وبصفة عامة فعلى الأم أن تعلم أن الطفل وهو في الثانية من العمر يمكنه أن يبدأ في تعلم كيفية احترام مشاعر الآخرين والاستماع لهم.
في كثير من الأحيان يعطى الأهل الأعذار لطفلهم صغير السن إذا أساء التصرف، مع الوضع في الاعتبار أن تلك السياسة خاطئة تماما لأنها تجعل الطفل الأصغر سنا يعتقد أنه يمتلك الحرية التامة في التصرف وتجعل الأخ الأكبر سنا يشعر بمشاعر سلبية تجاه شقيقه الأصغر سنا. وبدلا من أن تتجاهلي سلوكيات الطفل السيئة والسلبية فعليك أن تقومي بتوجيهه ناحية السلوكيات الإيجابية. ويمكنك أن تذكري طفلك بهدوء ألا يقوم بخطف الألعاب من شقيقه أو شقيقته، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل حتى إذا لم يستوعب كلامك كليا فإنه سيبدأ في فهم نبرة الصوت والتعود عليها. دائما ما يرى الأشقاء أنفسهم يتنافسون على حبك وحنانك، ولذلك فعليك أن تحاولي وضعهم فى مواقف تجعلهم شركاء. وكونى واثقة أن أي أمر يجعل الطفل صغير السن يشعر أنه يشارك وفى الصورة ويجعل الطفل الأكبر سنا يشعر بالمسئولية سيكون أمرا شديد الإيجابية بالنسبة لعلاقتهم. وعلى سبيل المثال عندما يحتاج طفلك صغير السن لمن يساعده في ارتداء حذائه فيمكنك أن تطلبي هذا الأمر من شقيقه الأكبر سنا مما سيجعله يثق بشقيقه الكبير الذي بدوره سيشعر بأهميته.
اعلمي أن كونك تريدين أن تكوني عادلة بين أبنائك أمرا لا يعنى على الإطلاق أن تقومي بمعاملتهم بنفس الطريقة أو بطريقة واحدة، مع الوضع في الاعتبار أن كلا منهم سيكون لديه حاجات ومهارات مختلفة. عليك أن تبتعدي تماما عن إجبار ابنك الأكبر سنا على مشاركة ألعابه مع شقيقه الأصغر سنا والعكس صحيح أيضا. فيجب أن يكون كل طفل لديه ممتلكاته الخاصة التي لا يسمح للطفل الآخر استعمالها إلا بإذن من شقيقه وليس منك وإلا فإن الطفل سيبدأ فى الشعور بالكراهية تجاه شقيقه. عليك أن تساعدي طفلك على أن يكون أكثر ثقة بالنفس وألا يشعر بأن عليه دائما أن يتنافس مع شقيقه. شجعى طفلك الأكبر سنا على أن يقرأ لشقيقه الصغير قصة ما قبل النوم ويمكنك أيضا أن تطلبى من طفلك الأصغر سنا أن يعطى شقيقه الكبير قبلة إذا كان يبكى أو يشعر بالحزن. إذا كنت ستثنين على أي طفل من أبنائك فعليك أن تكوني محددة وأن تقولي له إنك سعيدة به لسبب معين مثل تناوله لإفطاره فى الصباح. ابتعدى تماما عن مقارنة طفل بآخر لأن هذا سيزيد من مشاعر الغيرة بينهم وسيجعل العلاقة بينهم غير مستقرة على الإطلاق. احرصي على قضاء وقت منفرد مع كل من أبنائك وبالطبع فإن هذا لا يعنى عدم قضاء الوقت معهم هما الاثنين أو الثلاثة.
سيريا هوم نيوز /4/ موقع طرطوس