الرئيسية » شكاوى وردود » الشكوى لغير الحكومة!!

الشكوى لغير الحكومة!!

| عبد الفتاح العوض

مسؤولون بأكثر من جهة يلومون المواطن لأنه «لا يشتكي» على الآخرين كأصحاب البقاليات أو المطاعم، يعني الناس على الناس ولو سائق سرفيس.

لكن مسؤولين بكل الجهات يلومون المواطن إذا اشتكى منهم وإليهم!!

المسألة الآن أنك ما إن تجلس مع أحد وفي أي مستوى إلا والشكوى ثالثكما!!

لا يمكن أن تبدأ بالحوار بأي موضوع إلا ويصبح الحديث المتذمر جزءاً من هذا الحوار.. طبعاً لن تلوم الناس لأنهم يشتكون، فالأوضاع كما نعيشها فيها كثير من الصعوبات التي تزداد يوماً بعد يوم، وخلال الفترة الأخيرة أصبح من غير الممكن أن تبقى متجملاً بالصبر في كل حال.

لكن ما الفائدة من التذمر والشكوى؟

الواضح تماماً أن كل الشكاوى التي تملأ حياتنا لم تستطع أن تغير الكثير لأن هذه المشاكل التي نشكو منها أعقد من قدراتنا على حلها.

الشكاوى التي يتم حلها «أحياناً»، تكون من النوع الذي يرتبط بقرارات فردية وتُحلّ على نحو خاص.. لكن المشاكل الجوهرية التي يشكو منها معظم الناس نادراً ما تجد الإمكانية لحلها.

أسوأ ما في الأمر أن الشكاوى لا تقترن بأفكار وحلول واقتراحات مجدية، هي فقط شكاوى، ولعل المسألة هنا تتعلق بالاعتقاد السائد أن المواطن ليس له دور بالحل وأن «الحكومة» هي المسؤولة عن إيجاد الحلول، فهي التي ترى الأمور من جميع الجوانب، وهي صاحبة السلطة في إصدار القرارات، وهي التي تقرر الاستماع أو عدم الاستماع لأهل الاختصاص، وقبل وبعد كل ذلك من واجبها أن تجد الحلول للمشاكل. ولا يخفى على أحد أن مفهوم الشكوى هو فعل غريزي نقوم به حتى قبل أن نعرف من الحكومة.. الرضّع يعبرون عن شكاواهم بالبكاء، وتستمر الحال منذ الطفولة إلى مراحل متقدمة بأن الناس تحصل على حاجاتها عندما يشتكون أو يتذمرون.

البعض يقول إن عملية الشكوى تكون تنفيساً عن الغضب وهذا مفيد للصحة، وإن الذين يقومون بهذا «التفريغ» إنما يساعدون أنفسهم للحياة لعمر أطول.

فيما آخرون يقولون إن الاستمرار في الشكوى حالة سلبية فأنت تستدعي بالشكوى والتذمر المزيد من الأحداث السلبية في حياتك.

مشكلتنا أننا ونحن نشتكي من الحكومة لا نستفيد شيئاً، حتى إن معظم الوزارات وحتى رئاسة الحكومة كان لديها أقسام أو مديريات أو حتى صناديق لتلقي الشكاوى، الآن لا تكاد تسمع بالشكاوى إلا على الفيس بوك. ومع قانون الجرائم الإلكترونية سيصبح ذلك صعباً.

المشكلة الأكبر أن نتبادل الشكاوى نفسها على مدار اليوم ومع معظم الناس الذين نتحدث إليهم.. الشكاوى قبل الحرب كانت من الإحساس أن الحياة غير عادلة ونريد المزيد.. الشكاوى الآن هي أن الحياة صعبة وغير ممكنة ولا نريد المزيد!!!

أقوال:

أَحكَمُ الناسِ في الحَياةِ أُناسٌ

عَلَّلوها فَأَحسَنوا التَعليلا

فَتَمَتَّع بِالصُبحِ ما دُمتَ فيهِ

لا تَخَف أن يَزولَ حَتّى يَزولا

• لن يتحمل الناس التعامل معك طويلاً، لو استمررت في الشكوى وإظهار امتعاضك وغضبك للأبد.

• شكوت وما الشكوى لمثلي عادة***ولكن تفيض الكأس عند امتلائها

• ولابد من شكوى إلى ذي مروءة***يواسيك أو يسليك أو يتوجع

• شكوت ما بي إلى هند فما اكترثت***يا قلبها! أحديد أنت أم حجر.

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الألبسة الشتوية لـ” الأجسام اللبّيسة” والجيوب الدافئة.. ومسؤول تمويني يشهر سيوفاً من خشب

يأتي الشتاء حاملاً معه لكل أسرة أعباء تأمين الاحتياجات الضرورية لاستقباله من مؤونة وتدفئة، وتعتبر “الكسوة” الشتوية ضرورة ملحة، لكن ارتفاع أسعارها في “ماراثون” جنوني أمام ضعف ...