| ناصر النجار
عاش أنصار الفريق البرتقالي موسماً صعباً لم يحققوا فيه أدنى أحلامهم، بل أكثر من ذلك انقسم الجمهور إلى مؤيد لإدارة النادي أو معاد لها، ومثل ذلك لقي فريق الكرة الذي لم يقدم لجمهوره ما يستحق من أداء ونتائج.
وبكل الأحوال لم يعد أحد يعرف من يتحمل مسؤولية هذا الموسم الاستثنائي الذي عاش فيه النادي بأحضان الهيئات الرقابية التي أخرجت ملفات قديمة وحديثة في إطار بحثها عن الحقائق، وبالدرجة الأهم فإن هذا الأمر لا يعنينا لأن المهم هو سرد الخطوات التي أدت إلى تمزيق النادي والكل يتحمل هذا المآل الذي حوّل النادي من مستقر إلى مشرذم.
المكتب التنفيذي تأخر في معالجة حالة الشقاق التي حصلت بداية الصيف الماضي بين أعضاء الإدارة ورئيس النادي، فبقي النادي معلقاً في الهواء بين أعضاء مستقلين وإدارة غير مكتملة النصاب القانوني، ولو أنه تم رأب الصدع سريعاً، أو ترميم المستقلين بآخرين، أو الدعوة لانتخابات عاجلة لما وصل النادي إلى ما وصل إليه.
الإدارة بثلاثة أشخاص تحملت الوضع بغض النظر عن الصواب والخطأ في العمل، من أجل أن يسير المركب وخصوصاً أن الموسم اقترب وفرق النادي بالجنسين وبكل الفئات بكرات القدم والسلة والطائرة على موعد من التحضير والاستعداد لدخول المنافسة من أوسع أبوابها صدر قرار الحل، وجاء بعد فوات الأوان، وتولت اللجنة التنفيذية تسيير الأمور وليتها لم تفعل!
ثم صدر قرار بتشكيل إدارة خماسية، بدأت بنفض الغبار عن النادي وهي تسعى جهدها لاستعادة بريق النادي وحضوره القوي في كرتي القدم والسلة، ونحن هنا لسنا بوارد استعراض ما تم إنجازه وما المفترض أن يكون.
هذا التوصيف السريع والبسيط وضع النادي في حالة من الفوضى الإدارية إضافة للأزمات المالية بعد أن هرب الداعمون، فضلاً عن القلق المصاحب لكل ما ذكر، فانعكس ذلك على فريق كرة القدم نفسياً ومعنوياً وبالأصل فالإنسان عاطفي يتأثر بما حوله إيجاباً أو سلباً.
لذلك لم يكن هذا الموسم خيراً على الوحدة ومن الطبيعي أن تكون نتائجه متراجعة وأداؤه مهزوزاً، والمركز الرابع الذي حققه ليس جيداً لأنه بالنقاط المحصلة كان أقرب إلى مواقع الهابطين منه إلى موقع البطل ووصيفه، ومن الظلم بمكان أن نحسب هذا الموسم ضمن أجندة النادي وذكرياته المملوءة بالإنجازات والبطولات والتاريخ العريق.
خطوات ثقيلة
من المؤكد في استعراضنا لهذا الموسم أن نبدأ من باب التعاقدات التي لم يحالفها التوفيق، فاستقدام العديد من اللاعبين كأسماء لم يعط الفريق أي إضافة وخصوصاً أن أغلبهم تجاوز العمر المفترض لكرة القدم وبعضهم جاء محملاً بإصابات مزمنة، فلم يكونوا البديل المناسب للمغادرين، والعتب هنا يتحمله الجميع ولا تتحمله إدارة ماهر السيد، فالإدارات السابقة سارت على الثقافة الاحترافية البالية التي بحثت عن الألقاب بقوالب مسبقة الصنع وتناست قواعدها ورعايتها، وتناست أيضاً أن موعد صنع عمر خريبين قادر على أن يصنع غيره، وإذا نظرنا إلى فريق الوحدة لما وجدنا إلا القليل القليل من أبنائه، وأغلب لاعبيه مستوردون من الأندية الأخرى وهم ليسوا بأفضل من أبناء النادي ومواهبه التي بحثت عن موطئ قدم هنا وهناك.
وربما إدارة النادي الجديدة وعت إلى هذا الأمر أخيراً، فبدأت خطواتها الصحيحة بالعناية بقواعدها ولو أنها استعانت بأكاديمية خاصة، فالبحث عن المواهب وتنمية الخامات وتطويرها هو الغاية والهدف بعيداً عن الأسماء والمسميات والإجراءات والاتفاقيات وما شابه ذلك.
ومن الطبيعي إن أرادت إدارة النادي الخير لفريقها الكروي أن تستمر في عنايتها بالفرق القاعدية والبطولات ستكون على الأبواب ولو بعد حين.
الاهتزاز الفني
من العوائق المهمة في مسيرة الفريق تولي القيادة الفنية لخمسة مدربين، وفي عرف كرة القدم فإن توالي المدربين أمر مضر وغير صحي، وهو ينعكس على الثقافة الفنية وأسلوب اللعب وتبديل المراكز إلى ما هناك من أمور، لأن كل مدرب له فكره وثقافته الكروية.
بدأ الفريق مع ماهر بحري في مباراتي حرجلة وفاز 2/1 وجبلة التي انتهت إلى التعادل السلبي، ثم غادر البحري دون أي اتفاق إلى لبنان لتدريب فريق النجمة في تصرف غير مقبول من مدرب محترف!
المدرب المساعد مازن زيتون تابع المهمة مؤقتاً لأربع مراحل ففاز على عفرين 3/1 وعلى الكرامة 2/1 وخسر مع الطليعة صفر/1 وفاز على الفتوة 3/2 في المباراة المشهورة التي شهدت شغباً جماهيرياً عارماً من جمهور الفتوة احتجاجاً على ركلتي جزاء احتسبتا للوحدة.
توقف الدوري كعادته وجاءت اللجنة المؤقتة فاستقال مازن زيتون، وتولى مهمة التدريب عساف خليفة، وعندما استؤنف الدوري تولى المهمة المدرب المساعد محمد القادري الذي قاد الفريق مع تشرين وخسر صفر/1، وخسر أيضاً أمام أهلي حلب وتعادل مع الجيش 1/1.
المدرب ضرار رداوي كان خامس المدربين وتولى الفريق في المرحلة العاشرة من الذهاب وحقق في المباريات الست عشرة خمساً وعشرين نقطة على الشكل التالي: فاز على النواعير 1/صفر و2/1 وعلى الشرطة 2/صفر وعلى حرجلة 1/صفر وعلى جبلة 2/صفر وعلى عفرين 6/1، وعلى الجيش 1/صفر.
وتعادل مع الكرامة والفتوة وأهلي حلب بلا أهداف ومع حطين 1/1.
وخسر أمام حطين صفر/1 وأمام الوثبة مرتين صفر/1 و1/2 وأمام الطليعة 2/3 وأمام تشرين قانوناً صفر/3 وأمام الشرطة صفر/3.
والملاحظ في هذه النتائج أنه خسر مع تشرين والوثبة والطليعة مرتين ولم يحقق الفوز على حطين وأهلي حلب.
لكن الملاحظة التي يمكن الوقوف عندها مطولاً هو انسحابه مبكراً أمام تشرين بمباراة تجري على أرضه وجمهوره ترفع الكثير من إشارات الاستفهام وخصوصاً أن كل ما حدث في المباراة قيد مجهول على عكس الإجراءات السابقة المتبعة، ودفع الضريبة مدير الفريق عساف خليفة رغم أن الآمر بالانسحاب كان رئيس النادي!!
أما الخسارة الثقيلة وهي الأكبر التي تلقاها الوحدة منذ سنوات صفر/3 وكانت أمام الشرطة فإنها أشعرتنا أن وراء الأكمة ما وراءها؟
ميزان الفريق
حقق الفريق 39 نقطة في المركز الرابع متأخراً عن بطل الدوري تشرين بفارق 23 نقطة، وقريباً جداً من الهابط الأول الشرطة ويبتعد عنه بفارق ست نقاط فقط ليؤكد أن الدوري الكروي الممتاز كانت فرقه من المركز الرابع وحتى العاشر مهددة بالهبوط، ولا يميزها إلا نقاط بسيطة، وهذا الأمر يجب أن يوضع في الحسبان لأن وضع هذه الفرق ليس سليماً وخصوصاً أنها صرفت مئات الملايين لتبتعد عن الهبوط بعدد قليل من النقاط.
في الذهاب نال الفريق 20 نقطة وتراجع في الإياب إلى 19 نقطة، وهذا يدل على أن الفريق في الإياب لم يتحسن وضعه أو ترتيبه، في الذهاب فاز في ست مباريات مقابل خمس في الإياب، وخسر في الذهاب خمس مباريات مقابل أربع في الإياب، وتعادل في الذهاب بمباراتين بينما تحقق التعادل في الإياب في ست مناسبات.
كذلك كانت نسبة الأهداف متوازنة فسجل في الذهاب 15 هدفاً وفي الإياب 16 هدفاً ودخل مرماه ذهاباً 13 هدفاً وإياباً 14 هدفاً.
وسجل أعلى نتيجة في المباريات مع الكرامة، ففاز الوحدة على عفرين 6/1 والكرامة على عفرين أيضاً 6/2.
على مستوى التسجيل احتل مركزاً متوسطاً وله 31 هدفاً وهي نسبة ضعيفة قياساً على متوسط التسجيل للفريق في السنوات والمواسم الماضية.
من خلال متابعة أهداف الفريق تبين أن الفريق افتقد للمهاجم الهداف، فقد سجل أهداف الفريق 16 لاعباً، وأفضل مسجل بالفريق له أربعة أهداف وكان خالد المبيض وأيمن عكيل، وسجل ثلاثة أهداف كل من: أنس عاجي وعبد القادر عدي وعبد الرحمن بركات، وسجل هدفين كل من: علي رمضان وأسامة أومري وقصي حبيب وسجل هدفاً واحداً كل من: يحيى الكرك ورأفت مهتدي وأنس بلحوس وحسام الدين عمر وحسين شعيب وإبراهيم سواس ولؤي الشريف ومحمد حرب.
وعلى مستوى الأهداف التي دخلت مرماه كانت كثيرة وغير معتاد أن تتلقى شباكه هذا الكم من الأهداف بدليل اهتزاز خطه الخلفي.
أرقام
نال الفريق خمس ركلات جزاء سجلها جميعاً، أربع منها في الذهاب فسجل أيمن عكيل بمرمى الكرامة والنواعير وسجل خالد مبيض ورأفت مهتدي بمرمى الفتوة، وسجل في الإياب أسامة أومري بمرمى عفرين، ولم يحتسب الحكام عليه أي ركلة جزاء.
وبقي سجل الفريق نظيفاً من البطاقات الحمراء حتى المراحل الخمس الأخيرة من الإياب عندما فلتت زمام أمور الفريق فتلقى اللاعبون خمس بطاقات وكانت من نصيب ضياء عبد الحق وعبد الرحمن بركات بلقاء الجيش وخالد مبيض بلقاء النواعير وعلي رمال بلقاء حطين ومحمد الشريف بلقاء الوثبة.
الكأس
بعد نهاية الدوري أعفت إدارة النادي كادرها الفني والإداري، وأعادت تشكيل الجهازين الفني والإداري للفريق من المدرب الصربي سينيسا دوبرا سينوفيتش والمدربين المساعدين وليد الشريف وإسماعيل فتوت، ومدرب الحراس صفوان الحسين والإداري أحمد محفوض والطبيب جهاد حاج إبراهيم والمعالج وسام غيبور، وسيتم استكمال بقية الطاقم قريباً.
والاستحقاق الأول للفريق سيكون بلقاء الكأس في دور الثمانية مع تشرين يوم 17 حزيران القادم.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن