في ندوة نظمها نادي الصحافة الوطني the national press club ومقره واشنطن ، تحدث الصحافي البريطاني في BBC جوش بيكر، المقيم معظم الوقت في بيروت (كما تم العريف عنه)، عن طبيعة عمله وزياراته المتكررة إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
قال بيكر إنه يقود فريقاً من الشبكة البريطانية يحقّق في قضية اختفاء الصحافي الأميركي أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ عام 2012. وأوضح أن الفريق يتكوّن بمعظمه من سوريين وأشخاص من الشرق الأوسط، وأنه البريطاني الوحيد بينهم.
وبحسب بيكر، فإن الفريق يمتلك خبرة خاصة في قضايا المفقودين، إضافة إلى معرفة بما وصفه بـ«عالم الاستخبارات ومجتمع الاستخبارات السوري». وكشف أن فريقه كان يحتفظ قبل سقوط النظام بـ«قاعدة بيانات بشرية» تضم أسماء 43 مسؤولًا من المخابرات السورية زودوهم بمعلومات عن أوستن تايس.
وأشار إلى أن عمل الفريق استمر بعد سقوط نظام الأسد، لافتاً إلى ما وصفه بـ«الجهود الرائعة» التي تبذلها الحكومة السورية الجديدة في تسهيل عمل الصحافيين داخل البلاد.
وعن الحضور البريطاني في سوريا حالياً، قال بيكر إن لندن أعادت العلاقات مع الحكومة الجديدة، مع وجود بعض الخدمات القنصلية، وحضور دبلوماسي «إلى حد ما». لكنه أضاف أن هناك أيضاً حضوراً مهماً للاستخبارات البريطانية في البلاد.
بين الاعلام والمخابرات
أثارت تصريحات بيكر تساؤلات حول طبيعة عمل الفريق الصحافي وحدود الفصل بين العمل الإعلامي والتحقيقات ذات الطابع الأمني خاصة في ظل حديثه عن تخصص فريقه في مجال الاستخبارات. كما أن الإشارة إلى قاعدة بيانات تضم مسؤولين أمنيين سوريين، واستخدام مصطلحات مثل «مجتمع الاستخبارات»، تعتبر لغة غير مألوفة في الخطاب الصحافي، الذي يتحدث عادة عن «مصادر» أو «شهود».
كما أن كلامه عن تسهيلات واسعة من جانب الحكومة السورية الجديدة يطرح علامات استفهام حول طبيعة العلاقة بين السلطات المحلية والمؤسسات الإعلامية الأجنبية العاملة على أراضيها
وهل أن هذه التسهيلات هي نتيجة تعاون إعلامي طبيعي، أم انعكاس لشراكة أبعد بين السلطات الجديدة وفريق BBC، خصوصاً أنّ طبيعة عمل الفريق تبدو ذات طابع أمني إلى حد كبير، وفي ظل حديثه عن الحضور الاستخباراتي المهم البريطاني في سوريا.
ويفتح كلام بيكر الباب أمام نقاش أوسع حول الدور الذي يمكن أن تؤديه بعض وسائل الإعلام العالمية في العديد من الدول، وفي المجتمعات الخارجة من نزاعات، وما إذا كانت تبقى ضمن إطارها المهني الصرف أم تتحول أحيانًا إلى قناة مساندة لأدوار سياسية وأمنية.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار