زينة حداد
التحقت محطّة lbci بزميلتها mtv في التنافس على الترويج لسردية العدو الإسرائيلي وحربه النفسية على لبنان. أكثر من ذلك، لقد أثبتت المحطة في تغطيتها لخبر تهديد «مستشفى الساحل» في حارة حريك (ضاحية بيروت الجنوبية)، أنّها باتت «بوسطجي» لدى المتحدث الرسمي باسم «جيش» العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
بعدما كانت تغطية محطة بيار الضاهر محايدة نوعاً ما، منذ بداية حرب العدو على لبنان، إذا بها تنضمّ قبل ساعات إلى الجوقة اللبنانية التي تساند العدو في حربه النفسية على المجتمع اللبناني وتطبيق أوامره لتبرير عمليات القصف التي تطال ضاحية بيروت الجنوبية بحجج كاذبة. هذه الخطوة تدل على تغيير في سياسة القناة اللبنانية، والاصطفاف داخل الجبهة الإعلامية المعادية للمقاومة، لتطبق إملاءات الدول المطبّعة التي تتلقى تمويلاً مالياً منها، وتحديداً السعودية والإمارات.
في هذا السياق، هدّد افيخاي أدرعي «مستشفى الساحل» في حارة حريك، ناشراً على منصة x خريطة للمستشفى وقائلاً «داخل هذا الملجأ يوجد مجمع يُحتفظ فيه بمئات الملايين من الدولارات بالعملات الورقية والذهب، التي تم أخذ قسم كبير منها من مواطني الدولة اللبنانية والتي كان من شأنها ولا يزال من شأنها أن تعيد إعمار الدولة اللبنانية». وأضاف: «هذه الأموال مخصصة حصرياً لتسليح منظمة حزب الله الإرهابية، ولا ولم تكن لها أي وجهة أخرى». من جانبه، خرج مدير المستشفى فادي علامة في مداخلات إعلامية نافياً الخبر، وخصوصاً أنّ المستشفى معروفة بتخصّصها الطبي الناجح منذ أكثر من 40 عاماً. وبالفعل في اليوم الثاني، دعا علامة الصحافيين إلى جولة صحافية داخل حرم المستشفى لتكذيب الادعاءات الزائفة. مع ذلك، لم تشف الجولة غليل وحقد أدرعي، فخرج بتغريدة أخرى موجهاً كلامه إلى الصحافيين اللبنانيين قائلاً «انتقلوا إلى الأماكن المحددة التي كشفنا عنها ولا تضيعوا وقتكم على المسرحيات داخل الأقسام الطبية. انزلوا إلى ملجأ «حزب الله» الخاص». وأضاف: «شارع ضرغام، العمارة رقم 7، طريق المطار، حارة حريك. فتحتيا الدخول والخروج في عمارة الأحمدي وعمارة سنتر الساحل، اذهبوا إلى هناك».
تحت عنوان «كاميرا lbci تكشف لا أثر لـ «حزب الله » في «مستشفى الساحل ». أمّا المبنى المجاور فأبوابه بقيت مغلقة»، روّجت القناة لسردية أدرعي وبرّرت ادعاءاته الزائفة. إذ قال مراسلها في رسالة إعلامية مؤيداً ومنفذاً لأوامر الناطق: «بعد الجولة، غرّد أدرعي داعياً الصحافيين إلى التوجه إلى أحد المباني المجاورة للمستشفى. حاولنا الدخول إلى المبنى، رأينا مجموعة من الشباب تقف هناك. أبواب حديدية كبيرة مقفولة، طلبنا الدخول ولكن تم الرفض». هذه الرسالة كانت كفيلة بالتحريض على قصف المستشفى والتبرير له، في دلالة واضحة على الانبطاح أمام أوامر افيخاي سمعاً وطاعة، قبل أن يخرج الأخير ويصفق للمراسل بصوت عال قائلاً: «زعران حزب الله يمنعون الصحافيين من توثيق المخبأ الدي قمنا بالكشف عنه».
تطبّق إملاءات الدول المطبّعة التي تتلقى تمويلاً مالياً منها، وتحديداً السعودية والإمارات
من جانبها، خرجت المحامية عبير دبوق، صاحبة «مبنى الساحل» لترد على افتراءات العدو والتقرير الذي عرضته lbci قائلة في مداخلة مع قناة «الجديد»: «المبنى عبارة عن مكاتب تجارية ومهنية تعود إلى محامين ومهندسين وأطباء وغيرهم من أصحاب المهن الحرة والتجارية ولا يضم لا فوقه ولا تحته ولا بين مكاتبه أي منشآت حزبية». وأكدت محامية المبنى أنّ الأخير «مقفل بالجنزير منذ بدء العدوان، والمفتاح متواجد مع العامل في المبنى. إن كلام lbci خطير يعرّض المبنى للخطر، ولم يتواصل معنا أحد أو يطلب الإذن للدخول والجيش سبق أن كشف على المبنى».
في السياق نفسه، لم ينته اليوم الطويل بين تفاعل lbci وأدرعي. فقد أعلن الأخير قبل ساعات عن تأكيد اغتيال نائب الأمين العام لـ «حزب الله » السيد هاشم صفي الدين، قائلاً في تغريدة «الجيش الإسرائيلي: القضاء على هاشم صفي الدين». لم تعذّب الشاشة نفسها في تحرير التغريدة بل نسخت عبارته كما هي على صفحاتها الرسمية.
هكذا، التحقت lbci بزميلتها mtv التي لا تترك فرصة إلا وتعطي إحداثيات لقوات العدو بقصف بيئة المقاومة، آخرها التقرير التحريضي الدي نشرته ضمن برنامج «صار الوقت» لمارسيل غانم الذي صوّب على جمعيّة «القرض الحسن» فاستهدف العدو فروعها في مختلف المناطق اللبنانية.
سيرياهوم نيوز١_الأخبار