الرئيسية » يومياً ... 100% » إعلامي سوري!!

إعلامي سوري!!

 

علي عبود

 

يحرص على تقديم نفسه بصفة “إعلامي سوري” في اللقاءات والحوارات التي تجريها معه بعض الوسائط الإعلامية وخاصة التلفزيونية والإذاعية!

ويوحي لمن لايعرفه انه “جهبذ” فريد من نوعه، لم يحظ الإعلام السوري بمثيله من قبل، ولن يظهر أي نظير له قبل عدة عقود، بل أن محاوريه لايكفّون عن مدح مايدلي به من “تنظير”، مما يؤكد أنهم لم يشغلوا أنفسهم بالإطلاع على مسيرته المهنية، ولا بداياته الأولى، التي غالبا ماتكون في مقدمة اهتمامات المتابعين، ولو على عجل!

ومن الملفت ان يتكرر ظهور هذا “الإعلامي السوري” ليس على وسائل الإعلام المختلفة، بل في كل الفعاليات المتخصصة بالإتصال الجماهيري وورشات التدريب المتخصصة بممارسة مهنة الصحافة، ليستعرض فيها مقومات وأسس الإعلام المعاصر، وشروط نجاح الوسائل الإعلامية على مختلف مسمياتها ومتدرجاتها.

ولكونه ”إعلامي سوري” اكتسب خبرة غير مسبوقة في “الملتميديا” بأنواعها المتعددة القديم منها والحديث فإنه لايقصّر بتوجيه النقد اللاذع للإعلام السوري، ويتهمه بالعجز عن منافسة الإعلام الآخر، ولا يتردد بتقديم ”وصفة سحرية” تجعله ينافس الإعلام العربي والعالمي على حد سواء !

وهاهو ينتقل إلى مرحلة جديدة في التنظير الإعلامي، فيحاضر في الإصلاح ومكافحة الفساد!

وأكثر مايؤرق أو يزعج هذا ”الإعلامي السوري” هو جهل الصحفيين في المؤسسات الإعلامية بأبجدية مهنة الصحافة، لذا لايتردد بمنحهم دروسا مجانية على الهواء أو ورشات التدريب في كيفية الإرتقاء بالمهنة !

طبعا، لم يجرؤ محاوري هذا ”الإعلامي السوري” على سؤاله عن ابرز أعماله الصحفية أو المناصب التي شغلها في الميدان ”الورقي أو الإذاعي أو التلفزيوني أو الألكتروني” كي يقتنع المتلقي بما يقدمه من خبرة ودروس في مهنة الصحافة !

كما لم يمهّد محاوري هذا ”الإعلامي السوري” قبل محاورته بتقديم سيرة ذاتية مختصرة تبرز المحطات المهمة في مسيرته المهنية والمناصب التي شغلها في ميدان الإعلام ”الورقي أو الإذاعي أو التلفزيوني” وجعلت منه ”بروفيسيرا في الملتميديا”!

حسنا، إذا كانت الخبرة المهنية والميدانية تُكتسب بشغل المناصب الإدارية فالحق يُقال ان هذا ”الإعلامي السوري” شغل مناصب رفيعة، بل يمكن الجزم انه من صنف الناس الذين يقال عنهم ”وُلد وبفمه ملعقة من ذهب” .. فور تخرجه كانت المناصب بانتظاره يقتنصها منصبا بعد الآخر على عكس زملاء له لم يحظوا سوى بفرص أقل من متواضعة !

وربما بفعل المناصب الإدارية التي شغلها توهّم انه اكتسب مايكفي من خبرة تجيز له منح نفسه لقب ”إعلامي سوري” !!

الخلاصة: لانلوم هذا ”الإعلامي السوري” على مايروج له من مزاعم وبطولات زائفة، وإنما نلوم كل من يحاوره أساسا!

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صرخة من وادي التيه

  بقلم د. حسن أحمد حسن عبثيةٌ صرخاتُنا… فلا الآه ولا الشكوى ولا العتاب يصل مسامع من في آذانهم وَقْرٌ إلا عن التسبيح لعِجْلِ السامرائي، ...